دعوة الإسلام إلى المحافظة على الوقت

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور أحمده سبحانه وتعالى وأستعينه وأستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبدالله ورسوله , اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين أما بعد:
فإن الإنسان يعيش في هذه الدنيا إلى أجل معدود قدره الله تعالى له , ثم ينتقل منها إلى الدار الآخرة الباقية التي سيلقى الانسان فيها جزاء ما قدم في هذه الحياة الدنيا ولذلك خطب النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة فقال: “أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم وإن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه , فليأخذ العبد من دنياه لآخرته ومن الشيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الممات فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من دار سوى الجنة أو النار”.
وفي هذا الحديث يقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم يجب أن يغتنم وقته ويحافظ عليه ولا يضيعه في ما لا يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة لأن وقت المسلم هو رأس ماله في هذه الحياة وإذا ما مضى فلن يعود إلى يوم القيامة, ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم “ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنم في فإني لا أعود إلى يوم القيامة”.
ومن حرص الاسلام على دعوة الناس إلى المحافظة على الوقت نرى الدين الاسلامي يربط العبادة بالأوقات ولا يتركها ليؤديها المسلم هكذا كما يشاء بل الصلاة لها وقت معين والزكاة لها وقت والصيام له وقت والحج أيضا له وقت, قال تعالى ” إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا” سورة النساء آية رقم “103”.
والعاقل من الناس هو الذي يوقن بأن حياته هي رأس ماله وأن كل لحظة تمر من عمره هي محسوبة عليه ومقربة له من أجله وأن كل عمل يعمله سواء كان صغيرا أو كبيرا سوف يحاسب عليه أمام الله تعالى وسوف يراه مسطورا أمامه في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها, قال سبحانه وتعالى ” وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامه كتابا يلقاه منشورا , اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا” سورة الاسراء الآيتان “13-14”.
فيجب على المسلم أن يحافظ على وقته وأن يغتنمه في طاعة الله تعالى وفي كل ما يقربه من الله , يجب أن يحافظ على وقته ولا يضيعه في المعاصي والذنوب والشهوات لأن المسلم سوف يسأل عن هذا الوقت يوم القيامة , فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره في ما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه”.
ولذا يجب علينا أن نحافظ على أوقاتنا وألا نضيعها في ما لا يفيد , فما أكثر الأعمال المفيدة التي يمكن أن نستغل فيها أوقاتنا والواجبات أكثر من الأوقات وأن عمر الانسان قصير وأن حياته أغلى من أن تضيع في ما لا ينفع وأن الزمن لا يقف محايدا بل هو إما صديق ودود أو عدو لدود فعلينا أن نعمر أوقاتنا بالباقيات الصالحات من الأقوال والأفعال فإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قد يعجبك ايضا