سمعنا أصوات الطيران وبعضنا أصيب أثناء عملية الإنقاذ

الجريمة البشعة التي ارتكبها تحالف العدوان بقيادة السعودية مساء يوم الجمعة الماضي بحق المئات من المدنيين الأبرياء من خلال الغارات الجوية التي استهدفت مدينة عمال وموظفي محطة المخا البخارية السكنية بمحافظة تعز بعدد من الصواريخ التي خلفت أكثر من 100 شهيد و150 جريحا معظمهم أطفال ونساء من سكان المدينة والنازحين من محافظتي عدن وتعز تعد تلك الجريمة الأكثر دموية منذ بدء العدوان في الـ 26 من مارس الماضي. عدد الشهداء مرشح للزيادة نتيجة خطورة اصابات المصابين الموزعين على مختلف مستشفيات محافظة الحديدة الحكومية والخاصة.
“الثورة” زارت عددا من الجرحى في مستشفيات الحديدة ونقلت جانبا من معاناتهم ورواياتهم حول الجريمة:
أحد الناجين من هذه الجريمة البشعة الذي التقينا به وهو برفقة ابنه المصاب بعدة شظايا بمستشفى الثورة بمحافظة الحديدة احمد سيف مقبل الشرجبي ويشغل نائب مدير إدارة التخطيط والرقابة بمحطة المخا واحد سكان المدينة السكنية لعمال وموظفي محطة المخا البخارية لتوليد الكهرباء تحدث لنا عن حجم هذه المأساة الإنسانية بقوله: بدأت الغارات الجوية بسقوط أول صاروخ عند الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم الجمعة الماضي اثناء ذلك كنت انا مع اسرتي في المنزل ما عدا ابني المصاب وعند سماعنا دوي اول انفجار خرجنا لمعرفة أسباب الانفجار ولم تمض سوى أربع دقائق فقط على الانفجار الأول حتى دوى الانفجار الثاني وكنا نسمع أصوات الطيران فخرجت مع اسرتي من المنزل هربا للنجاة بأنفسنا وقمت عقب ذلك بالمساهمة بعملية الإسعاف والإنقاذ للمصابين وهناك العديد من جيراني وزملائي استشهدوا وجرحوا امامي ومنهم اسر كاملة بينهم أطفال ونساء ونازحون من مدينتي تعز وعدن فيما ابني أصيب اثناء محاولته انقاذ بعض المصابين نتيجة هذا القصف الهمجي للطيران الذي استمر لأكثر من نصف ساعة متواصلة في ارتكاب هذه الجريمة البشعة وغير الإنسانية التي استهدف بها الأبرياء من العمال والنساء والأطفال. وأكد الشرجبي أن القصف دمر أكثر من 70% من المدينة السكنية البالغ عددها 200 وحدة سكنية الى جانب تدمير الكامب والرصيف المجاور للمدينة والتي تبعد عن الدفاع الجوي الموجود بالمنطقة بأكثر من 800 متر هذا بالإضافة الى ان المدينة السكنية لم يكن بها اثناء القصف أي مقاتل من الحوثيين او الجيش. وأشار الشرجبي الى انه تم نقل ابنه المصاب مع 14 آخرين من المصابين الى مستشفى الثورة العام بالحديدة لتلقي العلاج توفي منهم ثلاثة اشخاص وخرج 10 جرحى من المستشفى بعد تلقيهم الإسعافات والعلاجات الضرورية فيما أحد المصابين في العناية المركزة وابني لازال يتلقى العلاج بعد اجراء عملية جراحية له.
وأكد نائب مدير التخطيط بمحطة المخا أنه الى جانب ما سببه القصف من قتلى وجرحى بين سكان المدينة , تكبد باقي السكان خسائر مادية فادحة حيث فقدوا كل ما يملكون من مواد غذائية واثاث وأجهزة إلكترونية ومبالغ ماليه وغيرها وأصبحوا بحاجة للمساعدة الإنسانية العاجلة من خلال توفير المواد الغذائية والايوائية.
من جانبه أشار رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة الدكتور خالد سهيل إلى انه وصل المستشفى خلال الساعات الأولى من صباح السبت الماضي ثلاث جثث لعمال من محطة المخا وهم يوسف عبدالرزاق احمد 35 سنة وهيثم خالد محمد سعد 20 سنة وفارس عبدالرحمن عبدالله 27 سنة و12 مصابا بإصابات مختلفة ما بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة وهم اشرف احمد سيف مقبل 23 سنة وهاني عامر عبدالحكيم 23 سنه واحلام احمد قاسم 30 سنة والهام احمد قاسم 23 سنة وفخرية محمد سعيد 55 سنة والطفلة حنان عبدالحميد الشيباني 6 سنوات وعبدالرحمن عبده علي 40 سنة وعبدالفتاح عبده محمد 35 سنة ومحمد احمد عمر 22 سنة وعبدالقادر بجاش 32 سنة وروضة عثمان غالب 45 سنة والطفل صهيب توفيق علي ناجي 13 سنة.
وأوضح مدير مستشفى الثورة أنه تم تقديم كافة الإسعافات والعلاجات الضرورية لكل حالة على حدة. مشيرا سهيل إلى أن عشر حالات من المصابين خرجت من المستشفى بعد تلقيهم العلاجات اللازمة فيما لازالت حالتان بالمستشفى تم اجراء العمليات الجراحية اللازمة لاستخراج بعض الشظايا من جسديهما.

قد يعجبك ايضا