ألف ليلة وليلة.. الكتاب الأدبي القصصي.. صنف على أنه فارسي أو عربي ظهر للقراء بالعربية وقصصه أغلبها موطنها بغداد ومصر والشام وإن كان بعضها دارت فصولها بين فارس والهند اعتبره العرب من عيون الأدب العربي.. قديم قدم الدهر.. لا يوجد أديب في العالم إلا وقد قرأه وتمعن فيه واستفاد منه وتأثر بقصصه وخياله.
شهرزاد.. والملك شهريار هما محور الكتاب.. فالقصص تروى على لسان شهرزاد المرأة الذكية التي تمكنت بذكائها واطلاعها أن تأخذ عقل ولب الملك وتستأثر بمشاعره.. وتكبح جماح غضبه وأن تروضه وأن تنقذ فتيات مدينتها من الموت المحقق على يد السيف لجريمة لم يرتكبنها بل ارتكبت الجريمة زوجة سابقة للملك شهريار نفسه.. وسببت له عقدة من النساء فقرر أن يتزوج كل ليلة عروسا من عامة الشعب ومن ثم يقتلها صباح اليوم التالي حتى ضج الناس من أفعال الملك.. هنا قررت بنت الوزير .. وزير الملك أن تغامر وتتزوجه وكانت شهرزاد ذات حسن وجمال واعتدال وعلى اطلاع في الآداب وأخبار الدنيا.. بعد زواجها دخلت على الملك.. وقالت له بما أنها ستقتل غدا لا محالة ترجته أن يسمح لها بأن تقص عليه واحدة من القصص.. رضخ الملك شهريار لطلبها.. بدأت شهرزاد تقص وتحكي الحكاية.
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان واستمرت في السرد حتى أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.. توقفت في الليلة الأولى قبل نهاية الحكاية في مكان مشوق وتداركها الصباح قال شهريار يحدث نفسه نسمع غدا البقية.
واستمرت شهرزاد تحكي قصتها المشوقة والملك ينصت لها انتهت الحكاية الأولى.
كان ذكاء شهريار قويا ومقبولا للجميع وكانت ذات شخصية مؤثرة قالت للملك لو سمعت القصة الفلانية لسمعت عجب العجاب فسمح لها بأن تستمر في الحكاية التالية.. واستمرت تحكي وتحكي ومن قصة إلى أخرى حتى وصلت إلى الليلة الألف ليلة وليلة.. وكانت الحكايا الأخيرة.. تقدمت شهرزاد من الملك وبين يديها أولاده الخمسة وخاطبت الملك.. يامولاي هؤلاء أبناؤك من صلبك وأنا أمهم فإذا رأيت أن قتلي ضرورة فافعل.. أخذ أبناءه وزوجته ومن يومها لم يقتل أي امرأة انتهت ألف ليلة وليلة.. وقد أثبتت ألف ليلة وليلة أنها درة الكتب الأدبية جاذبة للقراء جذورها ضاربة في القدم استفاد منها الكثير من الأدباء والمثقفين.
ألف ليلة وليلة أشهر من نار على علم.. نهل الكتاب والروائيون والشعراء الكثير منها عمöل منها مسلسلات تليفزيونية وإذاعية حتى الأطفال استفادوا منها وقدمت لهم مسلسلات مثل السندباد.
ها هو شاعر حديث يكتب لفنانة العرب الأولى فيروز أغنية شهرزاد:
أنا شهرزاد القصيدة وصوتي غناء الجراح
أنا كل يوم جديدة أهاجر عند الصباح
وكان شهريار يبدد النساء يبدد الأشعار والناس والأسماء
رأيت دموع العذارى
سمعت بكاء السنين
فكيف تضيع العذارى
بقصر الضنى والأنين
وكان شهريار يسهر كل ليل مستوحشا فصار سجين ألف ليلة وصار سجين الحكايا فقلت للحكايا أنا أحرر السجينات انهضن يا سجينات أنا شهرزاد.