منظمات دولية: اليمن يعاني واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم

> فان دير كلاو: أربعة من كل خمسة يمنيين في حاجة للمساعدات الإنسانية

قال ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في اليمن يوهانس فان دير كلاو بأن اليمن يعاني واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم وأن أربعة من بين كل خمسة يمنيين في حاجة إلى نوع من المساعدات الإنسانية.
وفيما يتواصل العدوان السعودي الغاشم على اليمن والحصار الاقتصادي الشامل المفروض على البلاد منذ قرابة 4 أشهر يزداد الوضع الإنساني صعوبة وسوءا وينضم عشرات ومئات الآلاف من اليمنيين يوميا إلى قائمة المحتاجين للمساعدات الإنسانية العاجلة وسط مؤشرات بقرب حلول كارثة إنسانية في اليمن.
وتقول منظمة الأمم المتحدة بأن 80% من سكان اليمن باتوا إلى حاجة ماسة للمساعدات.
ومن أصل 21 مليون يمني يحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة وفقا للمنظمة الدولية لم يتلق المساعدات منهم سوى 4.4 مليون يمني منذ شهر مارس الماضي حين بدأت السعودية عدوانها الآثم على اليمن.
وتؤكد المنظمات المدنية العاملة في المجال الإنساني في اليمن بأن الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بكثير القدرة على الاستجابة حيث أن النداء الإنساني المخصص لليمن تلقى 15% فقط من أصل 1.6 مليار دولار مطلوبة لتغطية الاحتياجات العاجلة حتى نهاية العام الجاري.
إلى ذلك قال يوهانس فان دير كلاو ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في اليمن إن اليمن هي واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حيث تم تصنيفها في المستوى الثالث لعمليات الأمم المتحدة جنبا إلى جنب مع سوريا والعراق وجنوب السودان.
وأضاف كلاو إن أربعة من بين كل خمسة يمنيين في حاجة إلى نوع من المساعدات الإنسانية أي ما يقدر بـ 21 مليون من أصل 25 مليون. وأن من بين أولئك الذين يحتاجون للمساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين. وعلى عكس أي بلد آخر في هذا الجزء من العالم كان اليمن طرفا في الصكوك الدولية لحماية اللاجئين واستضاف بسخاء عشرات الآلاف من الصوماليين. وعن وضع اللاجئين من جنسيات أخرى في اليمن أوضح كلاو: “في هذه اللحظة هناك 250 ألف لاجئ في اليمن بما في ذلك 240 ألف صومالي وعشرة آلاف شخص من جنسيات أخرى مثل الإريتريين والإثيوبيين والسوريين والعراقيين وجنسيات أخرى إن هؤلاء اللاجئين من بين الأكثر عرضة للخطر.
وعلى الرغم من أنهم كانوا يعيشون في اليمن منذ عقدين من الزمن وحاولوا كسب لقمة العيش وعلى الرغم من توثيقهم فإن الكثيرين منهم فقدوا وظائفهم في القطاعين الرسمي وغير الرسمي نتيجة الحرب الحالية إذ أن النساء والصغار غير المصحوبين والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة هم الأكثر ضعفا.” وهناك العديد من اللاجئين الذين يحاولون العودة إلى الصومال أو جيبوتي أو الانتقال إلى دول الجوار.
وقال كلاو إن الحرب ولا سيما في الجنوب أدت إلى تفريق العديد من اللاجئين في المناطق الحضرية الذين إما عادوا إلى مخيم للاجئين في خرز أو إلى المحافظات. الأمر الذي مثل تحديا كبيرا للمفوضية في مواصلة تقديم المساعدة لهم.
وأشار السيد فان دير كلاو إلى أن مجتمع اللاجئين في اليمن كان مثاليا في تنظيم نفسه وأثنى على عمل قادة اللاجئين مع المفوضية العليا للاجئين.
وذكر كلاو أن مخيم للاجئين في خرز في جنوب اليمن لا يزال يعمل ولكن بتكلفة كبيرة فقد كان مسرحا للمعارك الكبيرة حيث لا يزال توصيل الإمدادات للمخيم يشكل تحديا كبيرا.
من جهته قال سفير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في بريطانيا إدي ايزارد بأن 10 ملايين طفل يمني باتوا في خطر وهم بحاجة ماسة لـ يد العون والمساعدة.
وأضاف ايزارد الذي التقى الأطفال اليمنيين اللاجئين في جيبوتي بأنه سيعمل على الإقناع المملكة المتحدة بمساعدة هؤلاء الأبرياء الذين وجدوا أنفسهم لاجئين من بلادهم بسبب الحروب والأوضاع الأمنية المتردية.
ويعيش نحو 20 ألف من اللاجئين اليمنيين أوضاعا صعبة في جيبوتي ومناخ سيء حيث تصل درجة الحرارة في مخيم ماركازي للاجئين شمال مدينة أوبوك الجيبوتية إلى 47 درجة مئوية فيما تصل سرعة العواصف الرملية الرياح إلى أكثر من 60 ميلا في الساعة في ظل صحراء قاسية.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أواخر شهر رمضان المبارك هدنة إنسانية لوقف الحرب في اليمن لكن هذه الهدنة لم تسر على أرض الواقع وتواصل العدوان ليزهق أرواح المزيد من المدنيين الأبرياء ومزيد من سوء الوضع الإنساني الأخذ في التراجع بشكل مخيف وكارثي حسب ما تؤكده الأمم المتحدة.
تصوير/ عبدالله حويس

قد يعجبك ايضا