تتصدر الكهرباء طليعة الأزمات التي تواجه المواطن اليمني الذي يرزح تحت وابل من المعاناة المعيشية في هذا الشهر الكريم إلى جانب العدوان اليومي الغاشم من قبل دول التحالف بقيادة السعودية الذي تتعرض له البلاد والحصار الجائر وآثاره السلبية على مختلف مناحي الحياة.
ويصطدم موسم الأعمال الرمضاني جراء ذلك بالعديد من المشاكل والأزمات على رأسها الكهرباء التي ترك انقطاعها المتواصل اثراٍ كبيراٍ على حركة الأعمال والأسواق في أهم موسم تجاري سنوي لتداول السلع والخدمات والمنتجات الغذائية والاستهلاكية.
ومع استمرار الكهرباء في الانقطاع للشهر الثالث على التوالي يجد 80 % من السكان صعوبة بالغة في تأمين طاقة كهربائية بديلة مثل المولدات والطاقات الشمسية مقابل اقل من 15 % يستطيعون تأمين هذه الطاقة وبصعوبة بالغة نظرا لازمة البنزين وتأثيرها على تشغيل المولدات والارتفاع السعري المبالغ فيه لألواح الطاقة الشمسية.
يلقى أصحاب الأعمال التجارية خلال الموسم الرمضاني الحالي معاناة شديدة جراء الانقطاع المتواصل للكهرباء وتأثير ذلك على توقف العديد من الأعمال والمهن.
ويشكو الكثير من أصحاب الأعمال والمهن من عدم القدرة على الإنتاج والوفاء بالتزاماتهم بسبب أزمة الكهرباء وانطفاءاتها المتواصلة طوال ساعات الليل والنهار, مؤكدين تعرضهم لخسائر فادحة بسبب أزمة الكهرباء وإضرار بالغة تهدد أعمالهم ومهنهم بالتوقف التام في أفضل فترة تنتعش فيها الأعمال والمهن من كل عام.
وطبقا للأخ محمد العماري صاحب مشغل لإنتاج مواد مرتبطة بشهر رمضان مثل رقائق السمبوسة والحلويات فإن رمضان بلا كهرباء يعني انعدام أدنى مستوى للحياة المعيشية حيث يتوقف دخل الكثير من الأسر كما يقول على هذه الفترة من الموسم الرمضاني وما يشهده من حركة مزدهرة للأعمال والمهن واستقطاب لأياد عاملة وانعكاس ذلك على دخل المواطن والحياة المعيشية بشكل عام.
ويؤكد صعوبة العمل في هذا الوضع بالنسبة لهم كمشاغل منتجة لمواد رمضانية مرتبطة بشكل يومي ومباشر بالأسواق وبالموائد الرمضانية جراء انعدام الكهرباء وتكاليف تأمين طاقة بديلة.
ويقول: إن الطاقة البديلة تكلفهم الكثير لعدم قدرتها على توفير الاحتياجات من الكهرباء لإدارة مثل هذه المشاغل الأمر الذي يضطرهم إلى مضاعفة تكاليف شراء هذه الطاقة وتأثير ذلك على انتاجيتهم والمردود اليومي لأعمالهم.
أضرار
الكثير من المواطنين وأصحاب الأعمال والمهن المختلفة يشكون بمرارة من انطفاءات الكهرباء بصوره متواصلة وبشكل يومي الأمر الذي ضاعف الأعباء عليهم وألحق أضراراٍ بالغة بحياتهم المعيشية وخصوصا خلال هذه الفترة من الموسم التجاري الرمضاني, مؤكدين أن الانطفاءات المتواصلة للكهرباء الحق أضراراٍ بالغة بأعمالهم وتجارتهم ومهنهم وبالحياة المعيشية للمواطنين وهو ما أدى إلى لجوء اغلبهم لشراء مولدات كهربائية لتسير أعمالهم وإنقاذها من التوقف والانهيار لكن المشكلة تبقى قائمة نتيجة لترابط سلسلة الأزمات يبعضها البعض حيث أثرت أزمة المشتقات النفطية على توفير البنزين لتشغيل المولدات لمختلف هذه الأعمال والمهن.
ويرى في هذا الخصوص امجد ياسين الخبير في مجال التسويق والأعمال أن الكهرباء وأزمة المشتقات النفطية من أهم المشاكل التي يتعرض لها القطاع التجاري والصناعي لافتا إلى أن الكهرباء تؤثر كثيرا على مختلف الأعمال والمهن ومن ابرز الاحتياجات لخلق بيئة استثمارية جاذبة لنمو الأعمال والاستثمارات.
ويؤكد على أهمية مضاعفة الجهود لتأمين إصلاح الكهرباء وحماية الأبراج من الاعتداءات المتكررة لارتباطها المباشر بحياة الناس المعيشية وبأنشطة الأعمال والمهن والحرف والصناعات الصغيرة وغيرها من الأعمال التي تجد في هذه الفترة الرمضانية فرصة سانحة للنمو والانتعاش.
ويقدر امجد نسبة السكان القادرين تأمين طاقة بديلة بأقل من 15% وتقل هذه النسبة نظرا لصعوبة توفير البنزين وارتفاع أسعار الألواح الشمسية بينما النسبة العظمى من السكان عاجزين عن توفير الطاقة الكهربائية.
توفير
تعتبر الكهرباء إحدى أهم الأزمات التي يعيشها المواطن اليمني خلال الفترة الراهنة وتأتي ضمن سلسلة من الأزمات ألحقت أضراراٍ بالغة بالحياة المعيشية للمواطنين مع توقف تام لحركة الأعمال وتوقف العديد من المشاريع والأنشطة المختلفة.
ويشكو المواطنون بمرارة من الفوضى التي تعيشها الأسواق وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهم من المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية والمعاناة اليومية في البحث عن البترول والديزل وزيادة الإنفاق على العديد من المتطلبات الضرورية كتوفير المياه والاهم شراء وسائل الإضاءة البديلة.
وتتجسد المعاناة بشكل أكبر في انعدام الكهرباء وما تخلفه من خسائر متعددة في الحياة المعيشية اليومية والممتلكات والأعمال والأشغال والمهن.
وترزح العاصمة صنعاء ومختلف المدن الرئيسية منذ فترة تحت الظلام الأمر الذي أدى إلى زيادة الأعباء المعيشية على المواطنين جراء هذه الوضعية الصعبة إلى جانب ما يمرون به من معاناة نتيجة العدوان الغاشم على اليمن والحصار الجائر المفروض عليها.
ويقول نذير الحكمي صاحب محل تجاري لبيع الملابس في شارع هائل: إن الكهرباء تمثل هاجساٍ كبيراٍ يعرقل أعمالهم ويحد من حركة الأسواق وبالتالي تهديد أعمالهم خصوصا مع تأثر الطاقة البديلة مثل المولدات بأزمة المشتقات النفطية.
معاناة
أصبح المواطن اليمني في وضع لا يحسد عليه بسبب هذه المعضلة التي يعاني منها منذ فترة طويلة وهي حتى الآن بدون حلول شلت قدراته الحياتية والإنتاجية والاجتماعية والمعيشية وحتى الحلول البديلة أضافت أعباء واسعة على مختلف الأعمال والمهن التي تجد في الموسم الرمضاني فرصة سانحة للانتعاش والازدهار.
ويقول لطف النقيب صاحب محل خياطة : اعمل في مهنة تتطلب الالتزام بالعمل والإنتاج لكي احصل على القوت اليومي والمصاريف لأنه عندما أتعرقل أو انشغل طوال الوقت بالبحث عن كهرباء وإضاءة وبترول لتشغيل المولد الكهربائي يتراجع إنتاجي ولا احصل على الدخل اليومي المناسب الذي يجعلني أعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد.
ويمر لطف بحالة نفسية سيئة بسبب انقطاع الكهرباء خصوصا في هذا الشهر الكريم الذي تتحول فيه الحياة من النهار إلى الليل والاعتماد على المولد كما يقول” يكلف مبالغ باهظة اكبر من طاقته ومستوى دخله.
ويؤكد أن انطفاءات الكهرباء ألحقت بهم أضراراٍ وخسائر بالغة وأدت إلى توقف أعمالهم ومصادر أرزاقهم حيث يمر اغلبهم حالياٍ بأوضاع مأساوية جداٍ.
هذا الأمر اضطر النقيب” للاقتراض لتوفير قيمة لوح شمسي صغير واستخدامه بأوقات محددة للعمل لتوفير مصاريفهم اليومية وتلافي توقف عملهم بشكل نهائي في أهم موسم يجدون فيه الفرصة للعمل والإنتاج.