المسجد ورسالته العظيمة

مما لاشك فيه أن للمسجد رسالة عظيمة ودورا كبيرا في المجتمعات الإسلامية ولقد كان للمسجد أدور هامة على مر التاريخ الإسلامي منذ انبلاج نور الإسلام ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة بجوار المسجد الحرام أول بيت وضع للناس وصولا إلى ما بعد الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة حيث كانت البداية بالمسجد الذي بني على التقوى وكان بمثابة المدرسة الأولى التي تخرج منها صحابة رسول الله والذين اتجهوا إلى مختلف المناطق والبلدان لنشر الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء.
وكان المسجد هو أول ما يتم بناؤه وتشييده من قبل المسلمين في أي بلد يدخلونه حيث تم بناء وتشييد آلاف المساجد والجوامع والتي أصبحت من مفاخر البلدان الإسلامية حيث يتفاخر المسلمون بأسبقية بناء المساجد في بلدانهم كما أن هذه المساجد عملت بشكل كبير على نشر الدين الإسلامي وتعاليمه.
وكان لليمن النصيب الوافر من هؤلاء الصحابة الذين بعثهم الرسول الأكرم إلى مختلف مناطقها لنشر رسالة الإسلام وبناء المساجد لتكون منابر النور التي ينطلق منها نور الإسلام ولم يقتصر دور المسجد على مجرد أداء الشعائر وحضور مجالس العلم والذكر فقط بل تجاوز ذلك إلى تنظيم حياة المسلمين ومعاملاتهم فيما بينهم فكان بناء عدد من المساجد في اليمن والتي كانت من أوائل المساجد التي بنيت في الإسلام ولعبت دورا كبيرا في تشكيل الوعي الديني والاجتماعي والسياسي كما كانت المساجد مدارس يتلقى فيها العلوم الشرعية وغيرها من العلوم وبالتأكيد فإن للمساجد مكانة خاصة في نفوس أبناء الشعب اليمني مثلهم مثل بقية الشعوب الإسلامية وكان لكلمة المسجد لديهم تأثير كبير جعلتهم ينضمون إلى قوافل الفتوحات الإسلامية التي وصلت إلى أصقاع العالم شرقا وغربا وقدموا صورة رائعة عن الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة.

ربما يكون دور المساجد التعليمي والاجتماعي خف كثيرا نظرا لتحول هذا الدور إلى المدارس والجامعات والهيئات التعليمية المختلفة لكن هناك من استغل المسجد لأدوار أخرى منها السياسية ومنها الفكرية وغيرها وما نشاهده هذه الأيام من الاستغلال غير السوي لرسالة المسجد وتحويلها من الدعوة إلى الله ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعزيز قيم التسامح إلى نشر الأفكار المتطرفة وتغذية الانقسامات بين أفراد المجتمع الواحد وهذا ضد الرسالة الحقيقية للإسلام والذي يعتبر المسجد أهم قنوات إيصالها.
هذا التحول في رسالة المساجد جعلها ساحات للصراعات المذهبية والطائفية في بعض البلدان وهناك أياد خفية تعمل في الظلام على تغذية كل تلك الصراعات وحاولت أن تذهب عن المسجد قدسيته حيث أصبحنا نرى أن هناك من يفجر المساجد ويقتل المصلين الآمنين فيها بحجج وأعذار واهية لأن حرمة المسجد مستمدة من صاحب العزة والجلالة باعتبارها بيوت الله وقدسيتها من قدسيته سبحانه وتعالى وما يحصل من تدمير وتخريب للمساجد وتفجيرها يدخل في إطار إنهاء دور المساجد وجعلها منابر للنزاعات والفرقة بدلا من رسالتها الحقيقية التي نعرفها جميعا.
المطلوب من العلماء والخطباء والمرشدين القيام بواجبهم وأداء رسالتهم في الدعوة إلى الله وتعزيز قيم الولاء للوطن ونبذ الكراهية والتعصب وتحريم القتل للنفس البشرية التي كرمها الله سبحانه وتعالى وكذا تصحيح المفاهيم المغلوطة التي حاولت بعض الجهات وبعض المحسوبين على ديننا الإسلامي الحنيف ترسيخها في أذهان بعض الذين انحرفوا عن الدين الإسلامي الصحيح وضرورة العودة بالمسجد إلى أداء دوره ورسالته الحقيقية.

قد يعجبك ايضا