في شهر رمضان يقع البعض في ممارسات سلبية تؤمن في مناطق انتشار داء حمى الضنك ظروفا ومناخات ملائمة لتكاثر ناقله من البعوض بما يعزز زيادة وتيرة الإصابة وانتشارها..
يطلعنا الدكتور /أحمد علي قائد- استشاري الأمراض الوبائية والحميات(أستاذ الوبائيات المشارك بكلية الطب – جامعة ذمار) على تفاصيل المشكلة موضحا حقيقة هذا المرض الخطير وظروف انتشاره وما يمكن إتباعه في رمضان من أساليب تقي الإصابة به بمعية حزمة من الإرشادات الصحية الوقائية المفيدة للمرضى المصابين حيث قال:
يغلب على كثير من الناس في هذا الشهر الكريم النوم نهارا -على غير العادة- وقت نشاط البعوض الناقل لداء حمى الضنك ومهاجمته للإنسان ناقلا إليه الإصابة.
وليس الحد من لدغ البعوض يقتصر على الوقاية من الملاريا – كما يظن البعض- بل مفيد أيضا لتجنب الإصابة بمرض الضنك الدخيل على البلاد والذي بات منتشرا في مناطق غربي وجنوبي البلاد والجنوب الشرقي منها.
وعلى خلاف الملاريا تسود حمى الضنك في المناطق الحضرية والريفية على السواء.
تتميز أعراض مرض حمى الضنك ببداية مفاجئة يشكو خلالها المريض من صداع حاد مع آلام شديدة في المفاصل والعضلات وحمى وطفح جلدي ويمكن أن يصاحب الأعراض التهاب في المعدة يظهر بمزيج من ألم بالبطن وغثيان وتقيؤ أو إسهال وهذا ليس واردا في كل الحالات فالبعض يظهر لديه المرض مع أعراض أخف.
في حين أن الحمى الناتجة عن هذا الداء تمتد تقريبا من(7-6)أيام ثم تبدو أخف في النهاية المتأخرة للإصابة لذلك يوصف بالنمط ثنائي الوجه.
أما سريريا فينخفض عدد الصفائح الدموية إلى أن تعود حرارة جسم المريض إلى المستوى الطبيعي بينما في حالة الإصابة بحمى الضنك النزفية يظهر ارتفاع أكبر في درجة حرارة الجسم وظواهر نزفية متعددة وانخفاض في الصفائح الدموية وتركيز الدم وقليلة هي الحالات التي يمكن أن تعاني من متلازمة صدمة الضنك التي يسجل لها معدل وفيات مرتفعة.
إن الحماية الأولية من حمى الضنك يعتمد نجاحها- بالأساس- على فرض سيطرة على البعوض الناقل للحد من نقله عدوى الفيروس.
وهناك طريقتان للحماية الأولية هما:-
1- السيطرة على يرقات البعوض الناقل للمرض.
2- السيطرة على البعوض البالغ.
وللتخلص أو التقليل من انتشار البعوض بالمنزل يتم رش الغرف بالمبيد الحشري عقب إغلاق نوافذها ثم يتم إحكام إغلاق أبوابها بعد الانتهاء مباشرة من الرش وذلك لساعة أو نصف ساعة ومن ثم تفتح أبوابها مع الشبابيك للتهوية ولا يتم دخولها والجلوس فيها إلا بعد زوال رائحة المبيد الحشري تماما.
يمكن اللجوء إلى وسائل حماية أخرى تحد من لدغ البعوض مثل المراهم المنفرة للحشرات ومصائد البعوض أو الناموسيات المشبعة بالمبيد طويل الأمد التي توزع مجانا في مناطق انتشار الملاريا ونواقلها من البعوض من قبل البرنامج الوطني لمكافحة ودحر الملاريا التابع لوزارة الصحة.
وعند الحديث عن صيام مرضى الضنك لا أرى حقا لي في الإفتاء إنما أكتفي بالقول: إن الله سبحانه وتعالى أجاز للمريض بأن يفطر مادام لا يقوى على الصيام في قوله تعالى: ” ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون” سورة البقرة- الآية (185) فالأمر- إذن- يقاس على الوضع الصحي للمريض .
أي عندما يتسبب هذا المرض بحمى يفقد معها الجسم قدرا كبيرا من السوائل فيلزم – بالضرورة- أن يفطر المريض ليعوض كميات السوائل التي فقدها جسمه بشربه للماء والعصائر والمشروبات الطازجة.
ومن المفيد للمرضى المصابين بحمى الضنك أن يكثروا من تناول الخضراوات والفواكه بمختلف أنواعها باعتبارها محفزة لجهاز المناعة بالجسم وتساعد- بشكل أسرع- على التماثل للشفاء.
* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان