يوما بعد يوم يزداد الإرهاب ضراوة في العالم العربي من قبل منظمات إرهابية بمختلف مسمياتها وفي مقدمتها داعش التي ظهرت منذ فترة قصيرة وتمددت من الشام والعراق إلى الخليج والجزيرة خاصة في شهر رمضان المبارك مما جعل دول العالم اجمع يتكاتف لكبح جماح هذا التنظيم الخطير الذي تحصد عملياته الإرهابية المتواصلة في المنطقة أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين من خلال استهدافه لبيوت الله ومواقع سياحية في أكثر من دولة عربية وظاهرة الإرهاب التي تهدد المجتمعات ظاهرة غريبة تتوسع بشكل سريع وغريب دون معرفة من يقف أو يدعم هذه الظاهرة التي أصبحت اكبر خطر على الإسلام والمسلمين.
وفي هذا السياق شهدت دولة الكويت الشقيق أمس الجمعة انفجاراٍ عنيفاٍ استهدف مسجد الإمام الصادق خلف عشرات القتلى والجرحى وأعلنت وزارة الصحة الكويتية مقتل 27 شخصا وإصابة 227 آخرين جراء تفجير وقع في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر أثناء صلاة الجمعة وقد أعلن “داعش” مسؤوليته عن الهجوم.
وأكد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح إن الهجوم الذي تعرض له مسجد للشيعة في العاصمة الكويت وسقط فيه قتلى يستهدف الوحدة الوطنية لبلاده. وأضاف أثناء خروجه من المستشفى الأميري “هذا الحادث يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية ونحن أقوى بكثير من هذا التصرف السيئ ووعي المواطن فوق كل شيء وهو الذي سيخذلهم”. وتابع “أنا واثق أن رجال الأمن سيصلون إلى نتائج مبشرة لكشف الجناة.” وأدان وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت يعقوب الصانع “العمل الإرهابي” الذي قال إنه يهدد أمن البلاد ويهدف إلى النيل من الوحدة الوطنية
وقال محافظ العاصمة الكويت “ثابت المهنأ” في تصريحات صحفية له إن “انتحاريا فجر نفسه داخل مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر بالعاصمة الكويت أثناء صلاة الجمعة ما أوقع ضحايا بالإضافة إلى أعداد من الجرحى تم نقلهم للمستشفى”.
من جهة أخرى قال شاهد عيان إن “الإرهابي دخل إلى المسجد وفجر نفسه خلال الركعة الثانية من الصلاة” مضيفا أن الانفجار “أدى إلى وقوع عدد كبير من المصابين وسقوط قتلى”. وهرعت إلى المسجد سيارات الإسعاف والإطفاء وحضرت إلى الموقع قوة أمنية لمتابعة الانفجار والتحقيق في أسبابه. وتناقل ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورا مروعة للهجوم حيث تناثرت الجثث والأشلاء وسط الحطام الذي يظهر شدة الانفجار.
ومسجد الإمام الصادق هو مسجد شيعي في الكويت في منطقة الصوابر كان اسمه بالسابق مسجد الحاكة وهو تابع للمرجع الديني عبدالله الحائري الإحقاقي وبعد تثمينه من قبل الحكومة الكويتية واستبدال الأرض بمنطقة أخرى سمي بالإمام الصادق تيمنا بالإمام جعفر الصادق وتبلغ مساحته بعد التثمين 1800 متراٍ وهو مبني بالطريقة الإسلامية. ويحتوي الجامع على لجنة الدراسات الإسلامية الحوزوية واسمها حوزة النورين النيرين تقوم بالإشراف على العديد من الدراسات الإسلامية في الأمور الدينية والعقائدية والأحكام الشرعية وعمل دورات الكمبيوتر كما تعد مركزا للمستبصرين. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي وقال إن المهاجم استهدف “وكرا خبيثا ومعبدا للرافضة المشركين…وأهلك وأصاب الله على يديه العشرات منهم”. وهذا هو أول هجوم انتحاري على مسجد للشيعة في الإمارة الخليجية. وحث التنظيم المتشدد أتباعه على تصعيد الهجمات في رمضان على المسيحيين والشيعة والسنة الذين يقاتلون مع تحالف تقوده الولايات المتحدة ويقصف التنظيم.
وعرض التلفزيون الكويتي لقطات لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وهو يزور المسجد الذي يقع في منطقة الصوابر الشرقية.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن الصانع قوله إن الكويت ستبقى واحة للأمن لكل شرائح المجتمع الكويتي وكل الطوائف وإن الحكومة تتخذ تدابير كثيرة لحماية المصلين والمساجد.
وبدورها أدانت الحكومة الأردنية التفجير. وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن “الأردن يؤكد وقوفه إلى جانب دولة الكويت الشقيقة في كل الظروف ولاسيما في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف المساس بأمنها وسلامة مواطنيها”. وأكد المومني “رفض الأردن لكافة أشكال الإرهاب والعنف الذي استهدف الكويت الشقيقة أيا كانت منطلقاته ودوافعه وأن الحكومة الأردنية تقف إلى جانب الحكومة والشعب الكويتي في مواجهة التطرف والإرهاب”. وأعرب الوزير الأردني عن تعازي حكومة بلاده لنظيرتها الكويتية ولأسر الضحايا متمنيا للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.
وبدورها أدانت وزارة الخارجية المصرية الهجوم الذي استهدف مسجد الإمام الصادق للشيعة بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية أمس الجمعة. وفي بيان أصدرته الخارجية المصرية أعرب المتحدث باسم الوزارة بدر عبدالعاطي عن “إدانة مصر الكاملة والقوية استنكارها لحادث التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق للشيعة في منطقة الصوابر بالكويت وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين”. وقال المتحدث إن “ذلك العمل الإرهابي لا يمت للإسلام بأي صلة في هذا الشهر الفضيل” مجددا “إدانة مصر لكافة أشكال الطائفية والمذهبية ومؤكدا تضامن مصر حكومة وشعبا مع حكومة وشعب الكويت في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي يستهدف الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
كما أدان أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي الهجوم معتبرا أن “هذا الفعل الجبان هو امتداد لما تتعرض له الجوامع والمساجد والكنائس والشواهد الحضارية في العراق فالإرهابيون هم على ذات النهج الأسود الموغل في الجريمة” على حد تعبيره. وتقدم النجيفي بالعزاء “للشيح صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ولحكومة وشعب الكويت الشقيق وبخاصة أسر الضحايا الأبرياء” على حد وصفه. وأشار إلى أن “الجريمة الإرهابية تستهدف تأجيج الفتنة الطائفية وضرب وحدة الشعب الكويتي وزرع الانشقاق الطائفي المقيت في صفوف المسلمين”.
وأدانت العديد من الدول هذا الحادث الإجرامي . حيث وصف الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني هذا الحادث الإرهابي بأنه جريمة مروعة تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية مؤكدا وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها لكل ما تتخذه دولة الكويت من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها. وأدانت دول ومنظمات دولية الجمعة التفجير معربة عن إدانتها لما وصفوه بالعمل الجبان. وأدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- بشدة التفجير الإرهابي. وقالت الإيسيسكو في بيان صحفي إن “هذا العمل الإجرامي يأتي ضمن سلسلة من التفجيرات التي تستهدف بيوت الله في المنطقة من قبل إرهابيين مفسدين في الأرض تقف وراءهم قوى حاقدة ومتآمرة على العالم الإسلامي (لم يسمها) تريد إشعال نار الفتن الطائفية وضرب المسلمين بعضهم ببعض وتمزيق وحدتهم الدينية والوطنية”. ودعت الإيسيسكو شعوب الدول المستهدفة بهذه الأعمال الإرهابية إلى “التضامن والوقوف صفا واحدا في وجه من يريد بهم الشر”.
وأدانت البحرين التفجير الإرهابي مؤكدة أن هذا العمل الإرهابي يستهدف الجميع فالمصاب واحد والموقف واحد ضد الإرهاب المجرم الذي يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية ويتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة وكافة الأديان والشرائع ومحذرة من أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تهدف لإشعال الفتنة الطائفية والدينية بين المسلمين وجرهم إلى صراعات مقيتة ومدمرة للجميع.
وفي تونس لقي 37 شخصاٍ مصرعهم في هجوم مسلح استهدف فندقاٍ في ولاية سوسة السياحية على الساحل الشرقي التونسي بحسب حصيلة للهجوم أعلنتها وزارة الصحة.
وقالت الوزارة في بيان إن الهجوم أدى إلى مقتل «37 شخصاٍ من تونسيين وسياح من جنسيات بريطانية وألمانية وبلجيكية وإصابة 36 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة».
وفي الصومال قتل عشرات الجنود في هجوم شنته حركة الشباب الصومالية وسيطرت خلاله على قاعدة للقوات الأفريقية في الصومال وفق ما قال شهود تحدثوا أيضاٍ عن معارك عنيفة وجثث متناثرة على الأرض.
وقال الينور محمد من قرية ليغو ان “المعارك كانت الأعنف في هذه المنطقة. سيطر مقاتلو الشباب على القاعدة بشكل كامل وقتلوا العديد من الجنود”. وتبعد قرية ليغو مئة كيلومتر شمال غرب العاصمة مقديشو. وتحدث شهود عن رؤيتهم لحوالي 50 جثة ولم يكن بالإمكان التأكد من صحة هذه المعلومات.
وفي فرنسا قتل شخص وأصيب آخرون بجروح في اعتداء نفذه شخص يحمل راية جهادية صباح أمس في مصنع للغاز قرب ليون شرق فرنسا قبل توقيفه في مصنع للغاز قرب ليون وسط شرق فرنسا بحسب مصادر متطابقة.
وينتاب الفرنسيين في الآونة الأخيرة حالة من الذعر والقلق بعد سلسلة التفجيرات الإرهابية التي شهدتها البلاد والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر جريدة شارل ايبدو وأسفر عن مقتل اثني عشر شخصا وإصابة عشرين آخرين.
ويتفق مراقبون على أن فرنسا تواجه هذه الفترة خطرا إرهابيا متصاعدا ناتجا عن تفاعل العديد من العوامل أولها ظهور ما يسمى بالإرهاب المحلي وهو ما يعني التحاق عدد كبير من الفرنسيين من ذوي أصول عربية إسلامية أو معتنقي الإسلام حديثا بالتنظيمات الجهادية وعلى رأسها تنظيم “الدولة الإسلامية” الأمر الذي يشكل خطرا أمنيا كبيرا فهذا الإرهاب المحلي يشكل عائقا أمام عمل أجهزة الأمن الفرنسية لأنها في هذه الحالة تتعامل مع مواطنين فرنسيين عاديين مما يصعب من مراقبتهم واقتفاء تحركاتهم خصوصا وأن أجهزة الأمن تعمل في إطار دولة القانون بمعنى أنها لن تتدخل إلا في حالة توافر معلومات دقيقة وواضحة حول حدوث عملية
وكان تنظيم داعش قد شن هجمات إرهابية استهدفت أربعة مساجد في صنعاء ومسجدين للشيعة في السعودية في الآونة الأخيرة..
قد يعجبك ايضا