استعد الناس كعادتهم سنوياٍ لرمضان ولكن هذه المرة على غير عادتهم , فقد أتى رمضان والأحوال متغيره والأوضاع متقلبة وذلك بسبب العدوان الغاشم السعوامريكي على اليمن الذي قلب الأوضاع إلى مآسي يكتنفها الكثير من الناس ويعاني منها الصغير والكبير, ومن أكثر الاحتياجات التي يعاني منها الناس هو حاجتهم الماسة إلى المشتقات النفطية والتي باتت اليوم بعيدة المنال بسبب الحصار الغاشم للعدوان على البواخر المحملة بالمشتقات النفطية على السواحل وعدم كفاية الكميات المتوفرة في المحافظات للمواطنين وللمنشآت الحكومية والمستشفيات وكافة قطاعات الدولة ,الأمر الذي فاقم من معاناة المواطنين مع دخول رمضان وزاد من حالت التخبط في البحث عن المشتقات النفطية خصوصا وأن أغلب محطات التعبئة النفطية خالية من المشتقات النفطية , وإلى جانب ذلك انقطاع الكهرباء التام والذي طال منذ بداية العدوان واستهدافه للمحطات الكهربائية في مأرب وصنعاء والحديدة ,وأيضا انقطاع الماء عن الأحياء والمساكن في كثير من المحافظات وكل ذلك مرتبط بشكل أساسي بتوفر المشتقات النفطية وفي مقدمتها مادة الديزل والبنزين. في الاستطلاع التالي رصد لآراء المواطنين حول حلول رمضان مع حصار وأزمة في المشتقات النفطية وانعدام للكهرباء والمياه وافتقارهم أليها :
في البداية يتحدث الحاج رضي النهاري عن رمضان على غصة من المآسي التي يتلقاها المواطنون جراء انعدام الكهرباء عنهم لفترة كبيرة وحلول رمضان على نفس المنوال في استمرار الانقطاع التام للكهرباء , ويصف الحاج رضي ذلك بأنه أضاع نكهة رمضان المعتادة حيث عجز الكثير من المواطنون عن عمل الكثير مما يعملونه سنويا في رمضان من أعمال يدوية وحرفية وأيضا مأكولات شعبية يسترزقون منها طوال شهر رمضان , مشيراٍ إلى أنه أضطر للعمل مع أحد تجار المواد الغذائية لتوفير المصاريف اليومية لأولاده خلال شهر رمضان وأيضا أيجار البيت الذي يسكنون فيه .
ويضيف الحاج رضي أن كثير من الأعمال توقفت نتيجة انقطاع الكهرباء المستمر ولجوء البعض إلى شراء المواطير الكهربائية لضمان استمرار أعمالهم والبعض الآخر لجأ إلى شراء الألواح الشمسية كبديل أفضل عن المواطير خصوصا مع انعدام المشتقات النفطية من حين لآخر .
أضرار طبية
هناك الكثير من المنشآت الخدمية الحكومية والخاصة تضررت من الحصار الغاشم على المشتقات النفطية وذلك لقلت المخزون المتوفر لديها من المشتقات النفطية اللازمة والأساسية لتشغيلها ومن ضمنها المنشآت الطبية والتي تعمل على مدار 24 ساعه وبالذات مع العدوان الجوي المتواصل والمستمر من قبل السعودية وحلفاؤها والذي خلف ويخلف الكثير من الضحايا والجرحى ولذلك اكتظت المنشآت الطبية بالعديد من الجرحى والضحايا في وقت تفتقر لأدنى الخدمات الطبية والتي انقطعت بسبب قلت توفر المشتقات النفطية وبالذات مادة الديزل لتشغيل الكهرباء باستمرار وذلك لانقطاع الكهرباء منذ بداية العدوان .
استهداف مباشر
ويصف هذا المشهد الدكتور عبدالله عمران الذي يواكب المستجدات في كثير من المراكز والمنشآت الطبية ويتحدث بالقول أن العدوان انهك الجانب الطبي بشتى الوسائل وفي الجانب الأول الحصار البحري على مادة الديزل على السواحل اليمنية وحاجة المراكز الطبية لذلك وفي الجانب الآخر استهداف للمستشفيات والمنشآت الطبية بالضربات الجوية المباشرة مما أدى ذلك إلى شلل شبة كلي في كثير من المستشفيات والمراكز الطبية والتي يتوافد إليها الكثير من الجرحى والضحايا باستمرار جراء العدوان اليومي على البلاد .
ويرى الدكتور عبدالله أن شهر رمضان دخل على مضض من المعاناة المعتادة في كثير من المستشفيات والمراكز جراء استمرار الحصار على المشتقات النفطية وأيضاٍ استمرار الضربات الجوية على المواطنين بشكل عشوائي دون أدنى رحمه أو حتى مراعاة لحرمة شهر رمضان .
طلب متزايد
أصحاب محطات تعبئة المشتقات النفطية هم الآخرون يتذمرون لعدم وصول مادتي البنزين والديزل أليهم نظراٍ للطلب الملح والكثيف من قبل المواطنين عليهم وتزايد أعداد السيارات التي تقف بجوار المحطات منتظرة التزود بالديزل والبنزين منذ أيام على هيئة طوابير كبيرة , ويرى أحمد البجح أحد العمال في محطات التعبئة أن البنزين والديزل أنعدم في كثير من المحطات وذلك لعدم دخول الكميات التي أتت من الخارج على البواخر في السواحل بسبب الحصار الذي يفرضه العدوان على اليمن وتأخيره للإفراج عن البواخر المحملة بالبنزين والديزل لرفع الأزمة الحاصلة في البلاد , مشيراٍ إلى أن الخطوات التي قامت بها اللجان الثورية في تقسيم وسائل النقل كلا على حده على المحطات سهلت من عملية التعبئة وكذلك التخفيف من الاحتشاد الكثيف أمام المحطات والتخفيف من عرقلة عملية التعبئة وعدم اكتفاء الكثير من المواطنين بالمشتقات النفطية .
ملامح انفراج
ويؤكد أحمد أن هناك ملامح لانفراج أزمة المشتقات النفطية وذلك بعد الضغوط الدولية على العدوان السعودي في السماح للبواخر بأن تفرغ حمولتها من مادتي الديزل والبنزين على السواحل اليمنية خلال الأيام القادمة , ويضيف بأن الوضع لا يحتمل المزيد من الأزمات وخصوصا في المشتقات النفطية والتي لجأ العدوان إلى محاصره البلاد والعباد بها في خطوات تعجيزية لانهاك البنية الاقتصادية للبلاد وتدمير كافة المنشآت والقطاعات الحكومية بكافة أقسامها .