صيام غير مبارك

كلنا فرح بقدوم رمضان خير الشهور وسيدها كونه شهر الرحمات والبركات والنفحات الربانية.. شهر يتجلى فيه الله على عباده ليدركوا انه

وحده المتجلي بالرحمة في زمن كله جور وظلم وعدوان وتقتيل للآمنين في ديارهم بدون أي جريرة اقترفوها..
ونحن نستقبل الشهر الفضيل خاض منتخبنا الوطني لقاءين في إطار تصفيات كأس العالم عن القارة الآسيوية..وقد استبق منتخبنا الصيام قبل

حلول رمضان..ولهذا قلت عنه أنه صيام غير مبارك وغير مرغوب فيه..
صام منتخبنا في لقاءي كوريا الشمالية والفلبين سواء من حيث الفوز فقد خسرهما معا ومن ناحية الأهداف كان المهاجمون أكثر صوما في

كل المنتخبات حيث لم يتستطعوا تسجيل ولو هدف وحيد..
خساراتان تحملان معهما عنوانا بارزا لما يمر به الوطن…فالمنتخب وان لعب في قطر فهو محسوب عليه انه لعب في أرضه…بمعنى أننا

لن نكون أحسن حالا عندما نواجه نفس المنافسين على أراضيهم.
خسارة ست نقاط ليس بالأمر الهين بل ستبقى بظلالها على بقية اللقاءات..وبعيدا عن النتيجة لا يمكن إنكار أن لاعبينا كانوا في اللقاء الثاني

بعيدين عن مستواهم المعهود عنهم..ويبدوا بأن التحسن الذي طرأ على ترتيب منتخبنا في تصنيف الفيفا سوف تزيله هاتان النتيجتان .
صحيح بأن وضع بلادنا اثر الحرب الدائرة عليه جعل وضع المنتخب في أسوأ حالاته..ولكنا لنا عبرة في منتخبات كثيرة مثل العراق

وفلسطين حيث أن تجميع اللاعبين فقط كان من الأمور المستحيلة..ولهذا ينبغي على الجهاز الفني تدارك ما يمكن تداركه لا سيما والمنتخب

هو حاليا خارج الوطن وأجواء التحضير هي أفضل بكثير مما كانت عليه في الداخل وأن كانت الحالة النفسية للاعبين نظير قلقهم على

ذويهم هي من تخلق حالة التشتت الذهني وتوجد القلق النفسي وتجعل تركيز اللاعبين ليس في أرضية الملعب بل في حاراتهم داخل أرض

الوطن.
كنا نأمل أن يكون رمضان شهرا لتصفيد كل الشياطين… ولكن شياطين الإنس أكثر خطرا حيث أنهم لا يجعلون لرمضان حرمة ولا لرب

رمضان خوفا فتجدهم يوغلون في قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وما السيارات المفخخة إلا أكبر دليل على ذلك.
رمضان شهر الرحمة ولكنها في النفوس التقية فقط…الحديدة  وعدن والمكلا وكل المناطق الحارة يعيشون أسوأ رمضان لهم…فلا كهرباء

ولا ماء ولا نسمة هواء باردة في ظل درجات حارة تقترب من 50 ومع هذا لا نجد في قلب أحد رحمة لهم..حتى أنهم يقومون قصف

صنعاء ولا الحر الذي يعيشون فيه..وإن كان كلاهما طريق لموت مؤكد.
رغم ما نحن فيه …فلله المنة والحمد وله الثناء الحسن…الحمد لله أن مد في اعمارنا لنشهد شهر رمضان..
جعلني الله وإياكم ممن صامه وقامه إيمانا واحتسابا وممن أنزلت عليه ليلة القدر واعتق من النار ووالدينا وزوجاتنا وذرارينا جميعا….اللهم

امين..
شهر مبارك وان شاء الآخرون غير ذاك فمشيئة الله خير مما يشاؤون.. وكل عام واليمن وأهلها بخير.

قد يعجبك ايضا