> غارات على قصر غمدان وأخرى استهدفت مجمع العرضي التاريخي في صنعاء القديمة
> ستة منازل قديمة تضررت بجانب القصر وأخرى تهدمت جوار العرضي
> تدمير البوابة التاريخية لمجمع العرضي المطلة على السايلة
يتواصل العدوان السعودي على اليمن يتواصل مسلسل التدمير والخراب والحصار الخانق على شعب جريمته انه يريد أن يعيش بكرامة بعيدا عن الهيمنة والوصاية التي فرضت عليه منذ عشرات السنين , ومع استمرار هذا العدوان البربري الغاشم اتضح لكافة أبناء اليمن على اختلاف توجهاتهم وأطيافهم إلا قليل ممن هم ضعاف النفوس لا يشكلون رقما في معادلة الوطن الكبير أن مملكة آل سعود تريد أن تكسر اليمن وشعبه وأن تستمر هيمنتها ووصايتها البغيضة على هذه الأرض الطيبة التي يدرك آل سعود جيدا أنها لن تنكسر وأن زمن التبعية ولى إلى غير رجعة ومن يقول غير هذا الكلام فهو واهم أو أعمى البصر والبصيرة .
ومواصلة لحلقاتنا السابقة حول استمرار العدوان على حضارة اليمن وتراثه بعد أن وصل عدد المواقع والمعالم الأثرية التي استهدفتها آلة الحرب السعودية إلى أكثر من (22) موقعا ومعلما الكثير منها تم استهدافه مرات عديدة .
مؤخرا دخل دار الحجر التاريخي دائرة المعالم التاريخية المنكوبة كما واصل العدوان استهداف سد مارب التاريخي للمرة الثانية وقلعة القاهرة للمرة الخامسة ,وهاهو يواصل عبثه في أهم المدن التاريخية بعد أن استهدف الاسبوع الجاري مجمع العرضي التاريخي بصواريخ لا تتناسب مع المكانة التاريخية لهذه المدينة ولعل العرضي يقع في منطقة زاخرة بالمعالم التاريخية القديمة .
وكان عدد من المختصين والمعنيين قد حذروا في وقت سابق من استهداف أماكن قريبة من مدينة صنعاء القديمة لما لهذه المدينة من خصوصية فريدة أيضا لأنها لا يمكنها مقاومة تأثيرات الاهتزازات والانفجارات القوية لصواريخ العدوان ومن هؤلاء وكيلة وزارة الثقافة لقطاع المدن التاريخية والآثار الدكتورة أمة الملك الثور والتي ناشدت ولازالت تناشد كافة المنظمات والجهات الاقليمية والدولية لإنقاذ هذه المدينة المدرجة ضمن قائمة التراث الإنساني والضغط على دول العدوان وفي مقدمتها المملكة السعودية للابتعاد عن استهداف هذه المدينة أو مواقع قريبة منها , ولكن للأسف الشديد وصل العدوان إلى عمق هذه المدينة وتم استهداف مجمع العرضي والتهديد باستهداف مبنى الأمن القومي .
وبما أن دار الحجر يعد من أملاك وزارة السياحة وعلى اعتبار أن كافة هذه المواقع والمعالم تمثل أبرز المزارات السياحية تحدثنا إلى الأخ مطهر أحمد تقي وكيل وزارة السياحة والذي يرأس أيضا إحدى المنظمات المهتمة بالحفاظ على التراث الحضاري وهي مؤسسة اليمن للتنمية الثقافية والسياسية .
عنوان الأصالة
والذي قال: برغم النداءات التي وجهت من الداخل والخارج بضرورة تجنيب مواقع التراث الثقافي في اليمن من أي استهداف إلا أن القلق لازال يراودنا كل ساعة وليس كل يوم فقط على هذه المواقع لاستمرار استهدافها لا يزال مستمرا وكان آخرها تجدد القصف على سد مارب التاريخي وكذلك قلعة القاهرة ودار الحجر بالإضافة إلى استهداف زبيد ومساجد ومعالم أثرية أخرى وهذا أمر يحزننا كثيرا ويجعلنا نشعر بالأسى على هذه المواقع التي ليس لها ناقة أو جمل بكل ما يحصل وحتى من يقوم بقصف هذه المواقع لا يدرك أن أصله من اليمن وأن أجداده هم من بنوا هذه المواقع الأثرية العظيمة التي تمثل فخرا لكل العرب وعليهم أن يعملوا على الأقل على تحييد هذه المواقع والمعالم وأن لا تكون ضمن أهداف هذا العدوان .
أضرار بالغة
وفيما يتعلق بدار الحجر والأضرار التي لحقت به جراء العدوان أوضح (تقي ) أن الدار لم يتعرض لاستهداف مباشر ولكن الضربة وقعت في منطقة قريبة جدا منه الأمر الذي سبب ضررا على الجبل نفسه الذي يقع عليه هذا الدار كما تساقطت من الدار أجزاء وقد تكون الجدران تأثرت وكما يعرف الكثيرون أن هذا الدار هو حميري الأصل يتم تجديده بين فترة وأخرى ولعل آخر تجديد لهذا الدار حدث في العام 1932م ويمثل هذا الدار تحفة معمارية فريدة جدا يمتزج فيها الإبداع وعجائب عديدة يحويها هذا الدار الذي يمثل ابرز المزارات السياحية وأهمها على الإطلاق ويعد جزءا من الشخصية اليمنية المتميزة ومن المؤسف أن يتعرض مثل هذا المعلم المميز إلى استهداف ألحق به أضرارا بالغة من الصعوبة حصرها في الوقت الحاضر نظرا للظروف التي تمر بها البلد وسيتم تشكيل فريق هندسي متخصص لتقييم الأضرار التي لحقت بهذا القصر الجميل وعموما فإن الصخرة التي يقع هذا القصر هي من الصخور الجيرية التي تتأثر كثيرا بما حولها وأي ضرب حولها أو اهتزازات تؤثر فيها بصورة مباشرة .
خطورة كبيرة
وحول أصداء النداء الذي وجهته مؤسسته حول صنعاء القديمة على خلفية الانباء التي تواردت بأن العدوان سيمتد إليها باستهداف الأمن القومي الكائن فيها أجاب (تقي ) قائلا : أولا لقد وجهت هذا النداء بصفتي مواطنا يمنيا واطلقته لكافة المنظمات المحلية والاقليمية والدولية وفي هذه المناسبة اشكر كل من تفاعل مع هذا النداء من الداخل والخارج واخص بالذكر الاوروبيين الذين ابدوا اهتماما كبيرا وتفاعلوا بشكل لافت وعلى رأسهم الأمين العام لمنظمة اليونسكو والتي قامت مشكورة بإصدار بيانين الأول أواخر مايو الماضي والثاني بتاريخ 2 يونيو الجاري ناشدت فيهما تجنيب صنعاء القديمة وكل الآثار والمواقع التاريخية اليمنية أي عدوان أو اعتداء فقد شعرنا بخوف كبير من نوايا العدوان استهداف مبنى الآمن القومي بصنعاء القديمة بناء على تصريح ناطق العدوان (عسيري) بتاريخ 29 مايو الماضي متمنين أن لا يصدق في تصريحه هذا لخطورته إذا ما تم لاقدر الله , فصنعاء القديمة إضافة إلى كونها مدينة تاريخية فهي مكتظة بالسكان فمثلا مئذنة جامع صلاح الدين الذي يبلغ عمرها (700) عام والواقع جوار مبنى الامن القومي على بعد يقدر بـ(15) مترا لو سقطت هذه المأذنة ستكون خطورتها كبيرة على الناس ناهيك عن المنازل التي ستتضرر بساكنيها لأن المباني قديمة وسوف تتأثر نتيجة أي استهداف وعلى مسافات بعيدة , وعموما فقد تم نقل الأمن القومي إلى موقع آخر خارج مدينة صنعاء القديمة ولكن للأسف الشديد لا زال اسم ذلك المبنى داخل المدينة القديمة الأمن القومي .
لحظات عصيبة
وحول الاستهدافات الأخيرة لصنعاء القديمة تقول الاخت أمة الرزاق جحاف وكيلة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية : لقد مرت مدينة صنعاء القديمة بلحظات عصيبة جراء الاستهداف الذي تعرض له مجمع العرضي التاريخي والذي تأثرت بوابته التاريخية المطلة على السايلة بشكل كبير , ويعد العرضي من المباني التاريخية القديمة التي يعود تاريخها إلى عهد الاحتلال العثماني الأول ,كما تضررت المنازل المجاورة لهذا المعلم التاريخي وكلها قديمة طبعا بعضها تهدمت أجزاء من جدرانها والبعض الآخر لحقت بها أضرار في السطوح والنوافذ والقمريات بشكل كبير وعلى نطاق واسع أيضا لا ننسى العدوان الذي استهدف قصر غمدان التاريخي المعلم الأبرز في صنعاء القديمة وأدى هذا العدوان إلى تضرر القصر وتهدم أجزاء منه بالإضافة إلى تضرر ثمانية منازل مجاورة لهذا القصر .
وأشارت إلى أن استهداف قصر غمدان وكذا معالم مدينة صنعاء القديمة لم يكن استهدافا عبثيا بل كان ضمن حقد ممنهج يستهدف الخصوصية التاريخية والهوية العريقة لهذا الشعب فماذا كان يحوي قصر غمدان غير (الكدم) التي كان يقتات منها الكثير من الفقراء في صنعاء وصنعاء القديمة على وجه الخصوص , وهذا ما كان واضحا منذ بداية هذا العدوان فهو استهداف للهوية اليمنية ويسعى إلى طمس بل والتخلص من تركة التراث الإنساني الموجود في اليمن .
ولفتت (جحاف) إلى تضرر منزلين في باب السباح أحدهما دمر تماما والآخر لحقت به أضرار بالغة جراء وصول مقذوفات من جبل نقم اثناء استهدافه بغارة من قبل العدوان .
أضرار لاحقة
وفيما يتعلق بدار الحجر أوضحت وكيلة الهيئة أن القصف كان قريبا من دار الحجر إلى درجة كبيرة جدا وحتى الآن لم تسجل أي أضرار ظاهرة في هذا المعلم التاريخي , وأضافت : يعرف الكثيرون أن هذه المباني التاريخية تتأثر أساساتها بشكل كبير بأي متغيرات حولها وقد لا تظهر الأضرار للعيان إلا بعد فترة وجيزة من الزمن ولذلك سنعمل على مطالبة المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونسكو بضرورة تشكيل لجان فنية لفحص هذه الأضرار وتقييمها في دار الحجر وكافة المواقع والمعالم التاريخية التي تم استهدافها أو استهدفت أماكن قريبة منها مثلا المصرف الشمالي لسد مارب دمر بالكامل ولابد أن تأثير الاهتزازات وقوة الانفجار عندما تم استهداف هذا المصرف قد أثر على الأساسات القائمة للسد في تلك المنطقة وهكذا بالنسبة لصنعاء القديمة وزبيد وحتى في عدن وصعدة وأيضا في فج عطان ظهرت تشققات واضحة للعيان في جسم القلعة التاريخية الموجودة في فج عطان وتهدم مبان عديدة في قرية عطان التاريخية .