تأملت أن يساعدها في تربية إخوته فاحترف الفشل وقتلها طعنا بالسكين

* أكثر من نصف عمره البالغ 25 عاما قضاها عمر في السجون متهما في قضايا نشل وسرقة بعد ان احترف الإجرام مبكراٍ وبعد أن خرج من السجن في آخر قضية ذهب إلى المنزل وارتكب آخر جريمة في حياته وأبشعها بقتله لوالدته ليعود بعد ذلك الى السجن منتظراٍ لحظة الإعدام.
كل هموم الدنيا تجمعت فوق رأس الأم التي مات زوجها تاركا وراءه خمسة أطفال 2 ذكور و3 من الإناث اكبرهم عمر وساهم أكثر في معاناة الأم واطفالها تنكر إخوة والدهم لهم وعدم مد يد العون لهم ولو بالشيء اليسير فلم تجد الأم سوى العمل في بيوت الآخرين مقابل أجرُ بسيط
كانت الأم تترك أطفالها في المنزل وتحث شقيقهم الأكبر عمر على الاعتناء بهم حت عودتها من العمل وفي أحد الأيام عادت ولم تجد ابنها عمر فبحثت عنه عند الجيران ولكنها لم تجده ثم توجهت الى مركز الشرطة للإبلاغ عن اختفائه فعلمت هناك انه تم ضبطه متلبسا بسرقة تلفون أحد المواطنين في الشارع المجاور لمنزلهم .
ثم خرج عمر من السجن ولكنه لم يمتنع عن ممارسة هوايته الخاصة في نشل المارة وظل على هذا الحال وفي كل مرة يتم ضبطه وسجنه وبدلا من أن يكون رجل البيت ويحمل عن والدته جزءاٍ من هم الحياة وتعب المعيشة تحول إلى عبء آخر على الأم المسكينة التي ظلت تلاحقه من سجن الى آخر ومن مصلحة الى أخرى خلال مراحل وفترات تردده على السجون.
في الجانب الآخر لم تهمل الأم أبنائها الآخرين وكان انحراف عمر بمثابة الدرس الذي لا ينسى فاهتمت بهم كثيراٍ وغرست في نفوسهم الصدق والإيمان والأمانة فكانت نشأتهم مختلفة جدا عن نشأة شقيقهم عمر.
عندما اقترب موعد الإفراج عن عمر في آخر جريمة سرقة اقترفها مع رفقاء إجرام آخرين تعرف عليهم في السجن وكان عمر حينها قد اصبح شابا يافعا اعتقدت الأم أن ابنها قد عاد الى صوابه وأن بقاءه في السجن مدة طويلة آخر مرة قد افادته وانه حين يخرج سيعوضها عن كل ما سببه لها من ماسُ وأحزان.
وقبيل خروج عمر من السجن كانت إحدى شقيقاته قد تم خطبتها من احد ابناء الحي ووافقت والدتها على تزويج ابنتها من هذا الشاب واتفق الجميع على أن يكون الزفاف عندما يخرج عمر من السجن لتكون الفرحة فرحتين.
وبعد أسبوع واحد من انتهاء المدة القانونية المحكوم بها على عمر وخروجه من السجن تم الزفاف وسط فرحة الجميع وانتقلت شقيقته للعيش في منزل زوجها وعاد عمر للعيش مع والدته التي شعرت بنوع من الراحة والطمأنينة وأكبر أبنائها بجوارها.. ولكن الرياح جاءت بمال تشتهي السفن فسرعان ما ظهر عمر على حقيقته التي لايستطيع تركها حيث لاحظته الأم أكثر من مرة وهو يفتش بين أشيائها بحثا عن ما تبقى من فلوس” مهر شقيقته” ومن باب الاحتياط كانت الأم قد خبأتها في مكان لا يعرفه أحد.
وحين عجز عمر عن الوصول الى الفلوس سأل والدته عنها فأخبرته أنها محفوظة في مكان آمن فحاول إقناعها بأن تسلمه الفلس ليستثمرها في عمل تجاري بدلا من تركها دون فائدة منها ولكن الأم كانت تعرف نوايا ابنها وخشية من أن يسلبها النقود ويرحل بعيداٍ عنها ويتركها هي وإخوانه الصغار يواصلون رحلة العذاب التي بدأوها منذ وفاة والدهم .. لذلك فقد رفضت الأم اعطاءه النقود واخبرته أنها محتفظة بها لتصرفها على إخوانه الصغار , أما هو فقد أصبح شاباٍ ويستطيع تدبر أموره.
لم ترق إجابة الأم لأنه الأكبر فتشاجر معها وهددها بالضرب في حال لم تعطه النقود وكان في كل مرة يطلب منها النقود وترفض يتجه الى اخوانه الصغار ويعتدي عليهم بالضرب أمام والدته حتى ضاقت الأم من تصرفاته واعتداءاته المتكررة على إخوانه فذهبت للشكوى به لدى رجال الأمن وطلبت منهم حبسه ولكن الابن كان قد علم بما تخطط له والدته فاختفى من المنزل والحي بأكمله لبضعة أيام ثم عاد في وقت متأخر في إحدى الليالي وكانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل حينما دخل عمر الى المنزل والجميع نائمين وتوجه مباشرة الى غرفة والدته ليوقظها من النوم ويطلب منها إعطاءه النقود ولكنها رفضت فذهب الى الغرفة التي ينام فيها اخوانه الصغار واخذ اكبرهم من على السرير وسحبه الى صالة المنزل حيث كانت الأم تقف وانهال عليه ضربا بكل ما يملك من قوة معتقداٍ أن والدته حين تشاهد ذلك المشهد الإجرامي ستسلمه النقود بكل سهولة.. غير أن الأم أرادت تأديبه هي الأخرى فتوجهت إلى المطبخ وأخذت سكينا وهمت غرسها في صدر ابنها الشرير ولكن النتيجة كانت عكس ذلك فقبل أن تضربه بالسكين تمكن عمر من أخذها وبدون أي رحمة غرسها في قلب والدته التي سقطت مباشرة غارقة في بركة من الدمام أمام ابنائها الآخرين الذين تجمعوا حولها يبكون ويصرخون.
وقف عمر مذهولاٍ مما ارتكبت يداه وحاول الفرار ولكنه بمجرد أن فتح باب المنزل محاولاٍ الهروب وجد نفسه بين إيدي رجال الحي الذين تجمعوا على بكاء إخوانه والقوا القبض عليه وسلموه لرجال الأمن ليعود عمر الى السجن بجريمة قتل والدته منتظراٍ الإعدام.

قد يعجبك ايضا