حلف الشيطان

مؤتمر “الرياض”
من أروع الأمثلة التي يضربها الشارع اليمني كل يوم هو هذا الصمود الأسطوري أمام نقص الغاز والمشتقات النفطية وانعدام الكهرباء واغلاق المطاعم والمخابز وما شابه وتحمله ضلالات المجرمين الصائلين والجائلين في كل زقاق وصبره على المكاره والمضائق والسبب أنه يعلم علم اليقين بموفور الصبر ونتيجته وهو الفوز بوعد الله وأن قوله هو الحق ومنذ قليل كنت طالعت كشوفات بأسماء الحاضرين إلى مؤتمر الرياض وقد بلغ عددهم ثلاثمائة شخص ويزيدون قليلٍا ما يهمني وأعرف الكثير من تلك السلسلة “الوهمية” للحضور أنني منذ عملي في صحيفة الثورة لأكثر من عشرين سنة لم أجد نفسي مرتاحٍا لمن وردت أسمائهم في هذه الكشوفات وكنت انظر إليهم شذرٍا مذرٍا كصحفي فهم أشخاص انتهازيون ساديون انتهازيون متفيدون يأكلون الأخضر واليابس وصدق ما جاء في تراث علم الاجتماع في تعريفه للإنسان: “بأن الإنسان هو مجموع أفعاله” فالذين حضروا “مؤتمر الرياض” بعضهم وزراء والبعض الآخر ارباع مشايخ والآخرين مدراء عموم والبقية صحافيين وإعلاميين يكتبون بالقطعة وجهال حارات من “حق الكيرم والعاب الدمنة والصعلكة في مقاهي التحرير وصالونات الحشيش”.
الشقق “المفروشة”
لهؤلاء الذين في “الرياض” نقول لهم جنة الأطفال منازلهم وقد تجمعوا من الفنادق واللوكندات والشقق المفروشة وتم جلبهم من القاهرة ودول الخليج ومن استطاع المغادرة من المحافظات اليمنية بناء على وعود ببدل السفر وصرفياتهم اليومية البالغة خمسمائة ريال سعودي والإقامة في فنادق فخمة عوض ما سيحصلون عليه من فضلات موائد الكبسة عند أسيادهم مقابل تسليمهم المسبق بضرورة اصطحاب ثقافة الولاء بأهمية الإيمان بـ”عاصفة الحزم” كمذهب وهابي سلفي وبعقيدة ظاهرية وباطنية وأن يحضروا الجلسات كمستمعين لا كمشاركين ولا كمتفاعلين وأن يشيعوا التصفيق والتأييد ولا يتفوهون بأي كلمة طوال المؤتمر وإلا “عينضربوا بالشلوت” ويتم “حجزهم في حمامات الفندق حتى الانتهاء من الجلسات” وللتأكيد والنصح أقترح أن تعين لهم صناديق للتبرعات في الأحياء والميادين هنا في صنعاء لإنقاذ هذه النفوس العفنة والمريضة تمامٍا كما نفعل مع حملة إنقاذ الحيوانات النادرة داخل المحميات على أن يعلموا أن لا مكان لهم بيننا إلا لحضور المحاكمة وانتظار شريعة الله فيهم.
اللجان الثورية
حتى الآن فأنا لم أقل كل شيء ولن أقول كل ما أعرفه عن بعض رؤساء اللجان الثورية في أمانة العاصمة إلا في الوقت المناسب وهذا لا يعني أنني سأصمت طويلٍا لأن طبيعتي أنني لا أقبل الغلط ولو كان على نفسي وسترون ولكل حادث حديث لكن لا مانع عندي وعند غيري من النقد البناء الذي يصحح بعض الإجراءات الروتينية البليدة في ظل العمل بإدارة “مدكوية” لا تأخذ في الحسبان المؤهلات والقدرات والتاريخ النزيه للعضو أو للشخص العامل في مهمة اللجان الثوريةº فمثل هذا الغياب القسري للمعايير سنظل نراوح مكاننا متخلفين ومتأخرين وكم اخبرنا وكم كتبنا وكم علقنا في صفحات الفيسبوك ولدي أكثر من مائة صفحة كلها تعليقات موضوعية ليس فيها من الهرج والمرج المعتاد في صفحات التواصل الاجتماعي وقد جمعتها في كتاب جديد اسمه “بريد الثورة” وللعلم فإني لم أتوان لحظة في النقد البناء لكن الظاهر أن الماء زاد على الطحينº لهذا لن يراني “المتحوثين” إلا حيث يكرهون ولن يسمعوا مني إلا الكثير من التصحيحات والانتقادات لبعض اللجان الثورية في العاصمة وسيأتي اليوم الذي أكتب فيه بالاسم الصريح وأنتم سبق وخبرتموني وحتى يتضح لي ولكم أن السبب في وقوعنا في هذا المستنقع هو القرابة والجهل والأنانية والغباء المفرط و”البورادة” عند بعض رؤساء اللجان الثورية وقلت للمرة الألف هاتوا لي رئيس لجنة ثورية وأنا مستعد لمناظرته “من عيقع سمخ” ويأتي للمناظرة في مكان عام وستعرفون وقتها أنه كثير الخطأ وقليل الصواب والخبرة وأنه سبب التخبط و”البلاوي” التي نسمعها ونشاهدها ونصحوا وننام على كلام الناس وللعلم ليس كل الذي يأتينا ونسمعه كله صواب وليس أيضٍا كل ما نسمعه من شكاوى خطأ لكن “أخس البقر تمحر الماء”º فالنقد البناء هو سلاحنا لتضميد التكسرات قبل أن يقع الفأس في الرأس اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
النعت السببي
من طرائف الإصلاح وتحديدٍا الجناح المتشدد فيه أنه إذا دخل في السياسة فإنه يمارسها بطريقة لا تخلو من شرعنة الحرام وتحريم الحلال فما دام الأمر فيه مصلحة فلا يهم الدين بل العكسº فالدين مطية للوصول إلى مآربهم لأن الدين عندهم مطاطي قابل للف والنشر والدوران والمد والجزر فهاهو أخوهم من الرضاعة “الرئيس الملخوع السيسي” صدر ضده حكم بالإعدام ولم يكترثوا لهذا الحكم السياسي في حق قائد إخواني يقترب منهم بدرجة 180 والسبب لا يخفى على ذوي الألباب وتأملوا في حوادث مماثلة حين يكون الإصلاح طرفٍا في الأمر فالإصلاح في بداية الثورة 2011 اصدر بيانٍا وقعت عليه القيادات كلها في الحزب أن لا يحق لأي دولة أن تتدخل في الشأن المحلي مهما كان وعلى دول الجوار بما فيها السعودية أن تمتنع عن كل ما يخص الشأن اليمني والبقية تأتي أنتم أدرى بما جرى في الآونة الأخيرة والتعليق لكم ولاحظوا معي أيضٍا حين نجد خطباءهم في مساجدهم حين يعتلون المنابر يوم الجمعة أو يحاضرون في التجمعات فإذا دعوا على أصحاب العدوان قالوا اللهم أهلك من كان عدوٍا للشرعية واصلح من كان صالحٍا لليمن ولا يجرؤن على التصريح باسم المعتدي الذي هو نفسه يصرح ليل ونهار عبر إعلامه وعبر العسيري المتحدث باسم تحالف آل سعود الشيطاني بأنه قصف وضرب ويتفاخر بعدد الطلعات الصاروخية التي نفذها على كل بقعة وعلى كل أجزاء اليمن فخطباؤهم المساكين حتى اللحظة لم يعرفوا عدوهم الحقيقي والسبب أنكم وأهل مكة ادرى بشعابها وما أشبه ذلك بالنعت السببي الذي يأتي في المرتبة الثانية من النعت الحقيقي وتسمية الأشياء بأسمائها.
النعت الحقيقي
من التوابع في علم النحو ما يسمى بالنعت واقسامه اثنان النعت الحقيقي والنعت السببيº فالنعت الحقيقي أن تقول لصديقك هذه اليمن جميلة هذا العالم مشهور رأيت شيخي الوقور صافحت استاذي العالم رأيت قاتل اهلي المجرم القبيح الغادر الكافر الملعون عديم الدينº فأنت بهذا القول تقول للصديق الجميل وتعدد صفاته وتنعته بالعلم والروعة والذكاء والجمال وتنعت خصمك بالقبيح والقاتل والمعتدي لكن التصريح بالاسم أقوى من التوريةº فالعدو المعتدي هم “آل سعود” وهم من يعتدون على أرض الإيمان والحكمة ويستعيرون التيوس من أعداء الدين والملة ويشترون الرؤساء والأمراء ليشاركوهم في العدوان الغادر وهو من أقذر وأحقر وأجبن الحروب في العالم وهم كاليهود يقاتلون من وراء جدرº لهذا حين تريد أن تعرف العدو من الصديق ففي هذه المواقف يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
سيمفونية “الحزم”
هاهو حزب الإصلاح بقواعده الدينية المتشددة حين يصعد المنبر ويخطب تجده لا يدعوا للجيش واللجان الشعبية المجاهدين في الثغور التي صانت عرضه وأرضه يصف ولا ينعت العدو باسمه وهو العدو الواضح كالشمس في رابعة النهار بل يستعير العجمة واللتغة وينتقي الألفاظ التي تحوم حول المشكلة وكأن الأمر عاديٍا وتحصيل حاصل حتى يشتبه على السامع أن العدو الحقيقي مضمر لا وجود له في الحقيقة ولكن كأن العدو هم العدو أنفسهم رغم أن الخطيب مذبوح مصلوب ويعيش في حرب حقيقية وليس في موقف سجال أدبي يناظر سيمفونية عالمية اسمها “عاصفة الحزم” وتناسى هؤلاء أنهم أمام عدوان يستهدف الحرث والنسل وكل ما عليها من حجر وشجر ومع ذلك تسمع خطب هؤلاء وقد غيروا الأسماء ونعتوا اعدائهم بصفات رومانسية وهو جزء من السياسة العدوانية المقنعة والمستترة والمضمرةº لهذا فالنعت الحقيقي وليس النعت السببي الذي تستعير له ضميرٍا يدل على النعت هو أن تسمي الأشياء بأسمائها تمامٍا مثلما النعت الحقيقي الذي لا يحتاج إلى ضمير يأتي بعد الصفة ولا يحتاج إلى أن تقول للمعتدى عليه “معي لك مرة لوما يموت زوجها”.
حلف الشيطان
كم هي الأحلاف الشيطانية التي ذكرت في متون التاريخ لعل آبائنا يتذكرون أن أبرز هذه الأحلاف هو حلف “آل سعود” الشيطاني الذي جعل الشياطين تستنكر مثل هذا التعاقد لأنه في نظر شياطين الجن والأنس قد تجاوز هذا العقد المألوف والخطوط الحمراء ولم يعد بين المعقول وغير المعقول أي حاجزº فقد استباح تحالف “آل سعود والأمريكان” الفعل وجعلوا مصراعيه مفتوحٍا فأحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله ولهذاº فإن الحلف الذي لم يكن ولن يكون مشابه له في العصر الحديث والسبب بسيط جدٍا أن توليفة الحلف الشيطاني الذي جاء من أجل سواد عيون أهل اليمن كما ينعته سليمان “ملك الشياطين” واشياعه من اقزام حزب “الإصلاح” ما كان له أن يكون بهذه “الحبكة” وهذه الصبغة الشيطانية لولا المال الذي ينفقه “آل سعود”º في امتلاك القاصي والداني ولولا أيضٍا عنايتهم كما يفعل اليهود بحرصهم على بقائهم خالدين في هذه الأرض وأن هي إلا أيام معدودة ويعودون إلى الجنة ألا ساء ما يحكمون والمتأمل في حروب هؤلاء العدوانية عبر التاريخ ماضيٍا وحاضرٍا لن يجد ما يلفت انتباهك إلا ما قام به التتار من “منكرات وعجائب” في غزوهم للمشرق والمغرب والولايات المتحدة في استهدافها لمدينتين يابانيتين بالقنابل النووية “ناجا زاكي” و”هيروشيما” وسار ضحيتها مآت الآلاف من اليابانيين.
“الكابوي” الأمريكي
في هذا العدوان المارق على اليمن نقول حين قامت الولايات المتحدة وحلفائها بضرب العراق بدعوى امتلاكه أسلحة الدمار الشامل عام 2002م بعد صعود جورج بوش السلطة عام 2001م وتم الاعتداء في إعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001م ليأتي “الكابوي الأمريكي” بعمل متعجرف مبالغ في خيلائه وبغطرسة أخلاقية ليحتل العراق بحجة نشر الديمقراطية الأمريكية على طريقته الخاصة وهاهم “آل سعود والأمريكان” يعيدون نفس السيناريو بذات الأهداف الحقيقية التي سلكها مذهب “بوش” وبنفس القوة المفرطة تتعرض اليمن بطلعات وضربات صاروخية بلغت حتى الآن أكثر من أربعة آلاف طلعة بما يوازي عدد مواطني دول الخليج الحقيقيين قاطبةº فهذا العدو المسمى “آل سعود” وهم بأفعالهم يشبهون التتار والأمريكان والنازية واليهود تجدهم أكثر مودة لليهود والنصارى ولا تستغرب مثل هذه الأفعال الصادرة منهم لأنهم واليهود سواء بل كما قال السيد حسن نصر الله فاقوا وازدادوا على ذويهم من أبو “زنار” حتى أصيب العالم بالدهشة وظنوا أن تل أبيب هي التي تقصف أرض الأجداد وليس “خادم الحرمين”.
السفينة الإيرانية
أتابع عن كثب مسيرة السفينة الإيرانية المحملة بالمساعدات الإنسانية المتوجهة إلى اليمن عبر مسافات طويلة جدٍا وهي في طريقها إلى ميناء الحديدة بعد أن خاضت معارك حامية وطيسها مع دول العدوان التي حاولت منعها من الوصول ولكن بإصرار وعزيمة لا تلين للجمهورية الإيرانية الإسلامية تواصل السفينة ابحارها حتى وصولها إلى الحديدة ربما الجمعة أو السبت القادمين حسب التقديرات الواردة من طواقم السفينة وستفرغ السفينة حمولتها البالغة 25 ألف طن من الأغذية والأدوية والألبسة مقدمة لليمن المنكوب مالم يقدم لليمن حتى الآن من أي قطر عربي شقيق أو أي دولة في العالم طوال مدة القصف الصاروخي اليومي للعدو السعودي الأمريكي ولأكثر من 55 يومٍا وبلا انقطاع والدلالة البالغة عندي للسفينة الواصلة أن من على متنها هي المجموعات الطبية والاعلامية ومجموعات الهلال الاحمر والنشطاء الاجانب وكلهم مصرون على الوصول الى اليمن لإيصال المساعدات والحضور على ارض الواقع لرؤية وتسجيل وتوثيق ما يجري عن قرب وآثار الحصار الذي يفرض على اليمن من كل الجهات.
سفراء “الغفلة”
أكمل: بهذه الخطوة العظيمة لإيران الشقيقة تتعزز الثقة أكثر وأكثر بإمكانية جمهورية إيران على كسر الحضر وتحدي البوارج الحربية على طول البحر الأحمر وتجاوز الحواجز والموانع وتوعدت كل من تمتد يدها إلى سفنها المتوجهة إلى اليمن بالقطع ولعل دول العدوان وأولهما السعودية والأمريكيين يعلمون تمامٍا من هي إيران فإيران بمواقفها الأخوية الإسلامية قد أثبتت للعالم هذا السلوك الإنساني وهو مالم ينساه اليمنيون بقية حياتهم لأنها بحق سجلت أروع صفحة في تاريخ البشرية أجمع وشخصيٍا يهمني كثيرٍا وصول المجموعات الإعلامية لأن اليمن أصبح معزولٍا عن العالم الخارجي حتى أن بعض الطلاب الدارسين في الخارج لا يصدقون ما يحدث في اليمن ولا يعلمون بهذا الحصار الجوي والبحري والبري على بلادهم حتى أن سفراء اليمن وهم “سفراء الغفلة” في الخارج لا يحركون ساكنٍا ولا يقدمون ولا يؤخرون وكأن بلادهم اليمن الذي يتعرض للعدوان هو  ذلك البلد الواقع في بلاد “واق الواق” مع أن اليمن تنفق عليهم ملايين الدولارات لإعاشتهم في أحسن الظروف المعيشيةº لذلك فمجيء النشطاء الأجانب مع السفينة سينقلون صورة واقعية لما هي عليه اليمن الى العالم الخارجي وهو ما أغفلته المجموعات “الحكوكية” اليمنية التي تعيش وقاحة العدوان يوميٍا في أرض الميدان.
النفاق المحض
هناك من الكتابات الصحفية والمقالات الخارجية التي انتقدتها وكتبت عنها وكانت تنشرها صحيفة الثورة إلى ما قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م بأيام قليلة خاصة في صفحاتها الداخلية ما تجعل القارئ يضطر إلى الطرش بل أحيانٍا يقذف بالجريدة من يده والسبب ما تتركه تلك الكتابات المسمومة بتزييف الوعي والموالية للمنافقين ولأهل النفاق إلى درجة الغثيان والكذب على الذقون وأبسط مثال على ما نقول الصفحة الاقتصادية التي كانت تنشرها الثورة طيلة السنوات الماضية بطبيعة الحال لن أشير إلى الأسماء التي تولت تحريرها لأنها ربما قد “عرفت” أخطائها وتراجعت عن تلك الترهات التي جبل عليها أعوان النظام ولربما اختفى البعض منهم وتوارى خلف الستائر خوف الفضيحة لكن تظل الصفحة بتاريخها “المنيل بستين نيلة” علامة صارخة وذؤابة فارقة في اسلوب النفاق كنهج استنه هؤلاء في حياتهم المهنية وعاشوا على ذلك الاغتصاب ردحٍا حتى عرفوا بالمداهنة والإصرار على مصاهرة الدجالين وأرباب الفسوق والزيف والتضليل والخداع فمثل “الاقتصادية” الصفحة اليومية والملحق الأسبوعي لم تخل في اعدادها من إذكاء وتحلية معلومات “آل الأحمر” وحشو القارئ بأرقام فلكية خاطئة حتى بلغ الأمر بـ “الاقتصادية” أن جعلت من اليمن على المستوى الاقتصادي “عملاقٍا” من قصب و”قلعة” حصينة من الطين وأصبحت مضرب المثل في النمو الاقتصادي و”جحر من تعس” وبالغت تلك الصفحات في تنميقها لنظام الحقبة “العفاشية” الذي كل ما نحن فيه من مآس ومعاناة وحروب هو من صناعة “عفاش” ومن حصادهº فهي حقبة معتمة أوصلت بزملاء المهنة إلى التخلي عن شرف المهنة وأن يتباهوا بصادراتنا من بسكويت “أبو ولد” إلى أصقاع المعمورة.
الرأسمال الوطني
لا شك أن الرساميل اليمنية العاملة في البلد قبل وبعد العدوان “السعودي والأمريكي” على اليمن ليسوا كلهم على سواءº فهناك رأسمال وطني وفي ومحب لبلده ورأسمال وطني آخر باغض وحاقد ومخذول وعميل للخارج مرهون لحساباته الضيقة وما شدني إلى هذا الموضوع متابعتي لأنشطة داخلية لرجال الأعمال وهي أنشطة لا تلامس أعمالهم لا من قريب ولا من بعيد الهموم الشديدة والشأن الداخلي ولا هموم اليمن وإنما يسبحون في عالمهم الخاص كل يبحث فقط عن مصالحه الذاتية الغارقة في النرجسية وينهب ويسرق ويمد يده إلى الحرام وفوق ذلك يغش في بضاعته ويبيعها للسوق المحلية بأضعاف ما يشتريها من المصدر أو من ينوب عن المصدرº بينما وفي مقارنة بسيطة تجد رأسمالٍا وطنيٍا شريفٍا يقدم الدعم لذوي الاحتياج الضروري وليس الكمالي ويبحث عن مصارف خيرية حقيقية لا شبهة فيها ويعطيها لهؤلاء من مال الله لا من مال أبيه ويقرض الله قرضٍا حسنٍا لعله يفوز أو يتزكى ولعلنا نتذكر الأخ العزيز الأستاذ يحيي علي الحباري وهو يجول ويصول بنفسه يقدم الدعم للمحتاجين وحسب ما بلغني فإنه يصل إلى الأرحام ويعطي الأيتام ويمنح المحتاجين ولا يمن عليهم بما يقدم ويرسل الأموال خفية كما كان يفعل الأئمة الصالحين من أهالي صنعاء وغيرهم في تقديم المساعدات لأصحاب الفاقة وماتوا هؤلاء وهم على ذلك. أواصل.
الخذلان والتوفيق
إذا قيل إن معرفة الأشخاص كنز وأكثر وأصدق التعارف حين تقابل الإنسان في الغربة فقد تعرفت على رجل الأعمال الأستاذ يحيى الحباري في فترة لا تتجاوز سبعة أيام تقريبٍا في واشنطن دي سي حين ذهبنا في فعالية ثقافية وكان ضمن الوفد التجاري وهناك عرفته عن قرب وعلى حقيقته وصورته ففيه أنفة وكبرياء وشموخ وعزة نفس وتواضع وافتخار بأصالته اليمنية والتاريخية ولا أزيدº لهذا فأنا قد حكمت عليه من واقع تجربة لا من واقع ما سمعت عنه فقط ومن المسلمات الفقهية أن البعض من التجار طالبي الدنيا “أصحاب الدفع المسبق” الموالين لحزب الإصلاح بشكل مباشر أو غير مباشر لا يسلمون من “الخذلان” والطيش عكس “التوفيق” إذا ساروا في نهج الرياء وانتهاك المحرمات وطول العين إلى غير ما ملكت أيديهم وهؤلاء أشبه بالإنسان الديوث الذي ينظر إلى محارمه وهن كظهر أمه ومثل هؤلاء التجار بالغوا في الشقاوة والعنت والطمع المحرم حتى صاروا ينهجون طريق الضياع وآفة الدين الخذلان ولأن أمثالهم كان الشيطان لهم قرين لأنهم عشوا عن ذكر اللهº فكان الشيطان لهم قرينٍاº فإنهم عوض التوفيق يلامسون النفاق وهو الآخر من آفات الدين هذا الرأسمال الوطني الذي هجر الحق صوب البحث عن المباهج ونسوا الله فأنساهم أنفسهم تجدهم سقطوا في براثن الأنانية ومستنقع الانتهازية والهدم ليعيشوا بأقنعة مختلفة هي للمؤمن باينة وواضحة وضوح الشمس ومثل هؤلاء “الزنادقة” اصحاب الإصلاح يشكلون مادة هدامة لقربهم ودعمهم لمؤسسات الإصلاح التي يتفقدون احتياجاتها فهم بهذا أخطر وأكثر بيانٍا من العدو الذي يقصف المدينة بالصواريخ لأنك تجاه المعتدي تراه أمامك عدوٍا وحين تجد الوقت المناسب ستأخذ حقك منه وترد عليه بالمثل لكن أمثال هؤلاء الخفافيش لا تراهم يعيثون في الأرض فسادٍا لأنهم من بني جلدتك ولأنهم جبلوا على النفاق.
المنبر القانوني
كثيرة هي المقاهي التي تضطر للدخول إليها في ظل انقطاع التيار الكهربائي لكنك تصطدم حين تجد الصفحة الرئيسة في متصفحات جوجل أو إنترنت اكسبلورر أو موزيللا فاير فوكس وفي صفحتها الرئيسية “home page” صفحة المنبر القانوني وداخله عدة تصريحات منها تصريح النائب الحميري القائل: “على الحوثيين إيقاف حربهم على المواطنين حتى يقف الجميع معهم ضد التدخل الخارجي” وعلى الرغم أن هذا القول يتحمل وزره صاحبه وهو الحميري لكنه في هذا التوقيت الذي يتعرض له الوطن لمؤامرات مكشوفة وبالذات في هذه الظروف يعتبر عملٍا مضللاٍ وممنهجٍا لا ينبغي السكوت عليه لوجود حرب عدوانية ظالمة يقودها “آل سعود” ضد اليمن بينما تجد مثل هذه التغريدات التي أصبحت خارج نطاق التغطية تكشف بما لا يدع مجالا للشك الكذب الصريح الذي يشكل في حد ذاته إرهابٍا نفسيٍا لمن لم يمارس الإرهاب الداعشي.
إدارة الأزمات
أواصل: إن مثل هذا هو إرهاب من نوع آخر وهو خطير في بلد يعيش لحظات حرجة ودموية وأكثرها دموية وتحتاج إلى تعبئة وطنية مكثفة لا أن نسمع ونقرأ ونسمح لمثل هذا الصوت النشاز للنائب الحميري ولغيره والذي تجده عمدٍا في متصفحات مقاهي النت وفي كثير منها داخل أمانة العاصمة كما تجد أمامك تصريح الكتلة الجنوبية وهي تؤيد “عاصفة الحزم” وتشكر الدول المشاركة فيها بينما النائب الأسلمي يقول: “أيام سوداء تنتظر اليمنيين ولا مفر من الحرب” وبالمقابل في الضفة الأخرى تقرأ موقف البرلمان من القضية الجنوبية وتصريح نائب جنوبي من حزب المؤتمر يقول: “اجتياح الجنوب سيْمنى بالفشل الذريع” فمثل هذه المنشورات لم لم تطالها الرقابة من جهة الإعلام الحربي إن كان لدينا غرفة عمليات أو ما يسمى بـ “غرفة إدارة الأزمات” تهتم بمثل هذه الممارسات السخيفة والكتابات غير المسؤولة من موقع المنبر القانوني ومن مقاهي النت التي فرضته على المطالع والمستخدم ليتذوق حلاوة العمالة وطفح المجاري.
الملحوظة الهامة
توجد ورقة صغيرة يتم وضعها في ظهر الرزمة من العملات النقدية حين تستلم راتبك أو حين تستلم من أمين الصندوق مبلغٍا وعليه الملاحظة الهامة التي تقول: “الكتابة على الأوراق النقدية أو العبث بها أو تشويهها قد يعرضها للإلغاء وفقدان قيمتها.” انتهى الآن أنت تذكرت هذه القصاصة المكتوبة ولو شاهدت وقلبت العملة الورقية اليمنية في يدك كيف تراها¿ كم لونٍا أصبح لها¿ كم رائحة فرنسية تنبعث منها¿ كم لصقة مضروبة فيها¿ كم عبارة قد كتبت فيها¿ كم تاجرٍا وخطاطٍا ومزارعٍا وموظفٍا قد كتبوا عليها ذكرياتهم¿ التساؤل في هذه اللمحة القصيرة: هل هذه الورقة النقدية هي من تتحدث عنها الملاحظة الهامة¿ وهل البنك المركزي اليمني والمركز الرئيسي على علم بها وهي نفسها التي يقصد بها ملاحظته التي في متناولنا نحن الناس¿ وأخيرٍا هل هذه الورقة فئة الألف الريال التي فيها الملاحظات والأقوال والعبارات والمشتروات وكل ما أخرجت الأرض من القشمي والبيعة والبصالة والحب والذرة والفاصوليا والتونة ومصاريف المنزل مكتوب عليها هي من أصبحت فاقدة لقيمتهاº إذا كانت هي كذلك فماذا أنتم فاعلون بالملحوظة الهامة التي تضعونها يومياٍ على العملات هل أنتم من تقولون ما لا تفعلون حينئذ فأنتم كالأنعام أو أظل…!¿
alkepsinet@hotmail.com

قد يعجبك ايضا