هدنة للبرشا والريال!!

استقبل الرياضيون ومحبو الساحرة المستديرة كرة القدم في اليمن الأسبوع الماضي خبر إعلان الهدنة من قبل قوات التحالف الخليجي التي أعلنت الحرب على هذا البلد والشعب بارتياح بالغ ليس خوفا أو رعبا من طائراتهم أو صواريخهم أو حتى من قنابلهم الفراغية الفتاكة والمحرمة دوليا بل لتزامن الهدنة مع المواجهتين المصيريتين للبلوجرانا الاسباني برشلونة ومواطنه الميرنجي ريال مدريد في ماراثون السباق المثير لبلوغ نهائي كبار أوروبا الأبطال!!
دخلت الهدنة الأسبوع الماضي حيز التنفيذ في معمعة مواجهة عملاق الألمان البافاري بايرن ميونيخ بضيفه مارد الأسبان الكاتلوني البرسا الذي خسر هذه المواجهة لكنه كسب رهان المنافسة بلعبة الفارق في أهداف مواجهتي الذهاب والإياب وخطف بطاقة التأهل الغالية إلى النهائي الأوروبي الكبير .. فيما خاض الميرينجي الاسباني الآخر ريال مدريد مواجهته الصعبة أمام فريق السيدة العجوز اليوفنتوس الايطالي العنيد الذي لعب خارج قواعده واستأسد في دفاعه عن عرينه أمام ضراوة هجوم أصحاب الأرض الذين لم يفلحوا وكسب الضيوف بالتعادل الايجابي مستفيدين من تفوقهم في مواجهة الذهاب!!
لعب البرشا مواجهة الإياب بعيدا عن أرضه وجمهوره الأسبان وخسر غير أن خسارته لم تكن موجعة ولم تؤثر على الانجاز الكبير وبالتالي لم تحزن جماهير البلوجرانا في أرجاء المعمورة بل احتفت واحتفلت غناء ورقصا على أنغام موسيقى الديسكو الصاخبة من المساء حتى الصباح .. فيما لعب الريال مواجهته المرتقبة داخل قواعده وفي ملعبه البديع “سانتياجو برنابيو” بالعاصمة مدريد ولم يخسر المواجهة لكنه خسر بطاقة العبور الثمينة إلى نهائي الأبطال في الأراضي الألمانية .. ورغم قتاليته وسيطرته الميدانية التي تقدم فيها بهز الشباك الايطالية بكى الفريق الملكي في الخواتيم وأبكى جمهوره العريض ومحبيه في كل هذا العالم الفسيح!!
وما حدث في المواجهتين المثيرتين أن برشلونة كسب الرهان ووصل إلى الفاينل الأوروبي الأكبر لأنه لم يلق بالا لقوة منافسه الألماني البايرميشن ولا لملعبه أو للأهداف التي ولجت مرماه وقارع مضيفه المرعب وخسر أمامه هذه المواجهة لكنه ظل محتفظا ببطاقة التأهل الثمينة في اصغر جيب من جيوبه .. وعلى عكس الريال تماما الذي ركن وراهن على ملعبه وحسم المواجهة بهدف وبادر بالفعل أولا وسجل الهدف وسيطر وهدد مرمى الحارس بوفون وأرعبه غير أن مفاجأة هدف التعديل الايطالي قصمت ظهر الدون الساحر رونالدو واربك واقلق كل الكتيبة الريالية في عقر دارها إلى درجة فقدوا فيها فعاليتهم وربما صوابهم في إكمال اللعبة الأخيرة وهز شباك اليوفي ليحزن بذلك المضيف ويفرح الضيوف ولو لم يكونوا أصحاب الكعب العالي!!
ومن ألمانيا واسبانيا المنتشيتان اللاتي سافرت إليهما عيوننا الشاخصة القلقة ليومان فقط تابعنا خلالها مرحلة حسم بطولة الكبار ومرت سريعا وكأنها حلم عابر من الأحلام الجميلة عادت نفس العيون اليمنية القلقة إلى بلدها المنكوب بهمه وغمه الراهن وحقائق مؤسفة هي أن العالم في واد راق ومزدهر ونحن في واد آخر مفخخ وكله حفر وعرة وخطرة وقاتلة وان الهدنة المزعومة لوقف نزيف الدم اليمني لم تكن ذات جدوى وفائدة سوى أنها منحت محبو الرياضة فسحة لبعض الوقت الهادئ لمتابعة البرسا والريال .. أما غير ذلك فجمعة العاصفة هي الجمعة وخطبتها هي الخطبة!

قد يعجبك ايضا