تحت القصف

تحت القصف ينمو الشجر وينضج الثمر ويحين قطفه لكن القصف مستمر لا يتوقف والحرب يتصاعد نارها ويعلو جبروتها من طرف واحد.
الأرض تتلقف الضربات ودخان ترابها يرتفع إلى عنان السماء ثم يهبط موزعا بين بقاعها تكاد الجبال الشامخات تتحرك وجوف الأرض يتفجر وصبر اليماني صبر أيوب ثابت لا يلين يتحدى تعلو هامته فوق السحب ولا يملك غير الفأس والحجر يكبد الطاغي الهزيمة غروره ويعض الظالم على أصابع يديه ويسقيه اليماني جرعات الوجع والألم.
جيوش وآليات ومعدات حشدت لكنها لا تقوى على عبور الخط الفاصل لا تجرؤ على أن تمد خطوة ويلجأ إلى ثعابينه يأمرها أن تتحرك وتتلون تلتف حول جذوع الشجر وتختبئ تحت جذورها تنشر الفوضى والهرج والمرج تنفث سمومها تبتغي صاحب الفأس والحجر يأتيها المدد تزرع البؤر والكمائن تفتح أبواب النار تنقل رعبها وأزيز الرصاص من مكان لآخر ومن شارع الى آخر تفر ولا تكاد تثبت إلا بقدر ما تبتغي التدمير ونشر الفزع لكن الفأس والحجر تلاحق ارتاله تقطع أوصاله وتبقى أذناب العمالة تترنح تضطرب تحت التراب تتمرغ بوحل العمالة والانقياد للأطماع تحاول الاختفاء في لحاف المذهبية والمناطقية وترتج السعيدة من هول الصدمة وعقوق الأبناء شاهدوا وسمعوا المتهاوي الخليجي وهو ينعق بفخر وعنجهية قائلا: دعوهم يتقاتلون بينهم لا داعي لإقحام الجيوش الدم الخليجي غال دعوهم يتقاتلون بينهم سنة وشيعة مدوا يد العون لقبائل مأرب السنية ضخوا المال والسلاح للسنة ضد الزيدية هكذا حالهم ولغتهم ومنطقهم وتغفلون ولا تتعلمون وتساقون إلى حرب أهلية لا ناقة لكم فيها ولا جمل إلا نصرة لفلان ضد فلان وتعصبا وولاء لحزب ضد حزب.
لكن الفأس والحجر وتحت القصف ضرباته أسرع والقصف يدوي ملء الأرض والسماء يتهاوى العدو الأخ يفقد صوابه يضاعف القصف يصب جم غضبه لتدمير الحياة ومعالمها يريد مسح التاريخ يريد تزويره يخشى الحضارة والتراث والآثار والفن وخزان الرجال الأوفياء للدين والوطن لكنه يعلم أنه لا لن ينتصر فيزيد ضعفا وكلما قصف زاد خبالا وجهلا وفقد السيطرة وتعاظمت آثامه وأوزاره وصار يخشى ظله ويفقد إخوانه وأحبته لا يهجع الليل يغير ملامح ملكه عند الفجر ويقصف عند الفجر ومع كل أذان ليشهد النداء على عنفه ورعونته وعدم خشيته عند الفجر يغير أوجه أعوانه يعين أولاده ويبعد أوفيائه إنها اللعبة والعبث من أجل التغيير ومسك زمام الأمر في يد الحاكم الأصل والمرشد الأصل والإمبراطور الممتد على عرش النفط إنها الدعوة دعوة المظلوم آناء الليل والنهار الدعوة التي لا ترد دعاء الضعفاء من الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة دعاء الضعفاء وأشلاء الأطفال وجثث المؤمنات ودماء الأبرياء دعاء المساكين من أهل أويس القرني تحلق فوق ملك أهله يعجلون بزواله بأيديهم وما كسبت نفوسهم يحفرون الحفر فتقع أذنابهم فيها ويدفن عملاؤهم في عمقها وترتجف قلوبهم رعبا من القادم حيث يزعزع الله أركانهم ويخربون بيوتهم بأيديهم.
في حبائل الشيطان قيدوا وفي شباكه ومكره وقعوا وفي غدره سقطوا وفي أوهامهم خدعوا لا مال ولا مرتزقة الدنيا ولا قوة ولا عدة ولا عتاد ترهب من آمن واحتكم وحكم وفوض وقال حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير تنصرون بضعفائكم واليوم أنتم تأكلون لحومهم وتشربون دماءهم في كل وجبة طعام تبتهجون بأشلائهم وذبح جنودهم تدمرون أرضهم وأرزاقهم وترون أنكم تميتون وتحيون وتناسيتم أنكم لا تستطيعون أن تأتوا بالشمس من المغرب وأن الله لا يهدي القوم الظالمين .
من أحببناه في الله شافعية وزيدية يصرخ إنها حرب سنة وشيعة إنها طائفية وإن لم تكن جعلناها طائفية هذا من يقرأ القرآن ويحفظه وعالم جليل فكيف يكون أنصاف المتعلمين والأميين من غسلت أدمغتهم أو غسلتموها لزرع الفتنة وإشعال حرب الله مطفئها تدعون لسفك الدماء وندعو للسلام والرحمة تدعون للجمع والعدوان وندعو للدفاع المشروع والحوار والأخوة والتعايش بأمن واستقرار تدعون لإبادة شعب سنة وزيدية والله يفعل ما يريد ويظل اليمن أرض الإيمان والحكمة وتظل الزيدية والشافعية جسدا واحدا وقلبا واحدا رغم كل باغ وحاقد ومختل ومحرف في هذه الأرض وملك الدنيا إلى زوال ويبقى الحق ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

قد يعجبك ايضا