“تفجير عطان” .. انتحار أخلاقي

نجح العدوان السعودي الأمريكي في قتل مئات  الأبرياء والآمنين من الأطفال والنساء منذ الوهلة الأولى التي استهل فيها خطأه الاستراتيجي تجاه اليمن العروبة والحضارة.. ولم ينجح في غير ذلك.
والشاهد الكبير على إمعان العدوان في صلفه وعربدته التي تجاوزت سقف الأخلاق والإنسانية واحترام الجوار.. الانفجار الهائل الذي استهدف فج عطان ظهر الاثنين الفائت وفاقت قوته التدميرية قصف الأيام الماضية على المدن اليمنية مجتمعة.
“هوريشيما عطان”.. هكذا سمت التفجير بعض وسائل الإعلام المحلية الصادرة أمس لنغدو أمام حرب إبادة جماعية يستخدم فيها العدوان صواريخ وقنابل ذكية محرمة دوليا ألحقت دمارا شاملا في الأحياء والتجمعات السكانية التي استهدفتها .
لقد بدت الصور التي التقطتها – عدسات هواة – بعضها بالصدفة وبعضها يتعين على الجهات المعنية وضع خطوط حمراء تحت مشاهدها المترصدة للحدث قبل وقوعه.. بدت  كمشاهد أفلام الأكشن.
أسقف منازل ترتفع في الجو لتسقط بالضربة القاضية على رؤوس ساكنيها.. جثث شهداء متناثرة على الطرقات.. بقايا سيارات.. وأخرى تحترق أو مهشمة بالكامل ..محال تجارية طالها ضغط وشظايا الانفجار الهائل ليحولها إلى ركام.. وبين كل ذلك عشرات الأرواح التي غادرت عالمنا بغتة وكلها وجع وألم وكراهية  لأبطال العدوان الجبناء الذين فقدوا قيمة السلام والإنسانية وحق الجوا ر.
وأخرى بالمئات محبوسة في جراحاتها وآلامها داخل المستشفيات على أمل الشفاء إذا ما توفر السرير والدواء والأكسيجين والمشتقات النفطية البديل المهم لانقطاع الكهرباء القسري.
ووسط أجواء هذا الألم الصارخ ..على أهل العدوان أن لا ينسوا أن هذه المحرقة وما قبلها ستبقى ندوب ذكرى أليمة في وجدان اليمنيين قاطبة ستقض مضاجعهم.. بل وستلقى طريقها كأسلحة محرمة إلى لجان التحقيق الدولي وملفات المحاسبة الدولية في محكمة العدل الدولية..
كما يبقى باب السؤال  المهم مفتوحا على مصراعيه.. أمام هذا الفجور الاستثنائي الذي يمارس بحق شعب عزيز ومقدام.. هل نجح العدوان في تحقيق بنك أهدافه المزعومة¿ أم أن الفشل الذريع هو الملمح الأبرز في حفلة الجنون الهستيرية هذه¿ التي تظهر في أفق المساعي السياسية والاتصالات القادمة هذه المرة من عواصم العدوان إلى عواصم اللاعبين الدوليين والتي يعتبرها محللون سياسيون وخبراء عسكريون نذر سلام إجباري سيقدم عليه الأعداء بعد أن خابت كل توقعاتهم بتحقيق النصر المزعوم التي تردحنا به ليل نهار   شاشات التظليل الإعلامي التي تمتلكها دول النفط الخليجية المسئول الأول عن العدوان الغاشم.
تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا