الرياضة مقاومة !!

يتعرض وطننا اليمني العزيز منذ أيام لحرب شرسة من كل الجهات وتستهدف كل المحافظات وأغلب القرى اليمنية ولا تستثني أحدا .. الجميع تحت نيران القصف.. البشر والشجر.. الحرث والنسل لا فرق.. هذا العدوان وهذه الحرب التي تفتك بهذا البلد شلت كل شيء وأوقفت الوطن والشعب على رجل واحدة !!
توقفت كل الأعمال والمجالات والأنشطة والفعاليات وعلى وجه الخصوص منها الإبداعية والرياضية التي هي في الأساس نبض حياة المجتمعات والبشر والناس.. صار التفكير اليوم مجرد التفكير بتنظيم وإقامة نشاط رياضي يمني في ظل هذا الهرج والمرج العدواني في الأجواء اليمنية الذي جعل الجو ملبدا بغبار بارود صواريخ وقذائف الموت مرفوض مرفوض مرفوض ياولدي.. مع الاعتذار للعندليب الراحل!!
الرياضة أيها الرافضون والخائفون والمتحاربون والقاصفون للعمر من الفضاء في الحروب هي مقاومة للخوف وللاستسلام وللخضوع للبارود والمدفع وليس صحيحا ولا حكيما القرار السيادي الذي يقضي بعد الديباجة بتوقف وتعليق المناشط والفعاليات الإبداعية والرياضية مهما كان حجم الحروب والتوترات طالما بقي هناك مجال فيه الدنيا عوافي!!
وللمندهشين والمنزعجين من هذا الطرح الذي لا يقبل القسمة على اثنين من وجهة نظرهم في الوقت الراهن نقول لهم أولا سلامة عقولكم وأعصابكم لا تذهبوا بعيدا بأفكاركم القلقة والمتوترة.. الأمر سهل ويسير وليس بتلك الصعوبة التي تتصورونها إذا ما استمرت الفعاليات الرياضية اليمنية بالعاصمة صنعاء والمحافظات التي يتوفر فيها ولو قليل من الأمن والأمان البعيد عن المواجهات المسلحة بصورة مباشرة!!
وأما التساؤل عن كيفية هذا الاستمرار الرياضي فإجابته أيضا سهلة وهي أن بالإمكان إقامة وتنظيم فعاليات رياضية حاليا في مختلف الألعاب وفي إطار كل محافظة وبحسب التساهيل الآمنة التي لا تعرض حياة الرياضيين للخطر.. وليس بالضرورة أن تتوفر كل المعايير والشروط الفنية لنجاح الفعاليات الرياضية المحلية في ظل ظروف الحرب هذه كما هي في ظروف السلم مع التسليم بأن لا سبيل لنا حاليا للمشاركة خارجيا!!      
نعم وألف نعم للحياة ولأمن وسلامة الرياضيين وكل أبناء الوطن اليمني من أي مكروه.. وصحيح بأن الحروب بشعة وغدارة ومدمرة.. لكن الأخطر والأبشع هو التسليم والاستسلام المجتمعي لها في ظل وجود ولو أبسط الفرص وأقلها للمقاومة بالعمل والحركة لطرد حتى أقل المخاوف الكامنة لدى عامة الشعب لتصورات وتبعات ما يمكن أن تخلفه هذه الحرب الممقوتة قاتلها الله!!
ونصيحة للذين ينادون وزارة الشباب والرياضة وغيرها من وزارات الدولة المعنية بالمجالات الإبداعية بإعلان التوقف والنفير للحرب عليهم أن يدركوا أن التوقف لن يغير شيئا في المعركة ولن يوقف الحرب بقدر ما هو تكريس لثقافة الخوف وعدم المقاومة.. ومقاومة الحروب ليست حكرا على البندقية.. لأن الفن أيضا مقاومة والثقافة مقاومة.. والرياضة مقاومة للحروب وانتصارا للشعوب والحياة.

قد يعجبك ايضا