العدوان ..يفاقم المشكلة ومخيمات النزوح بحاجة للمساعدات الإنسانية

لم يخطر ببالهم يوماٍ بأنهم سيظلون وسط مخيمات متواضعة, مكتوفي الأيادي, عاجزين عن القيام بأي عمل يقتاتون منه العيش بكرامة, ينتظرون ما يأتيهم من داخل الوطن وخارجه, من المساعدات الغذائية كي يبقون على قيد الحياة.. لا سيما وهم أهل الكرام وأصل العروبة, فلا يغادر دارهم ضيفا جائعاٍ, أو محتاجاٍ خالي اليدين, أو مستغيثا دون أن يغيثوه ويلبوا نداءه. 
العديد من المواطنين نزحوا من المدن التي طالها القصف ولحقت بها إضرارا عديدة وجسيمة باتجاه القرى والأرياف تاركين خلفهم المنازل والممتلكات عرضة للسطو والسرقة, وبحسب تقرير مؤسسة الحرية فأن هناك ما بين 10 آلاف و15 ألف أسرة نازحة خلال التسعة الأيام الأولى للعدوان.
نزحوا نحو القرى والأرياف ومخيمات النازحين التي نصبوها خارج العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات المستهدفة من قبل طائرات التحالف التي تدخل اليوم الأحد يومها التاسع عشر منذ شنها أول غارة عدوانية على البنية التحتية للدولة اليمنية والأحياء السكنية منذ الـ 25 من مارس الماضي 2015م.
ورغم غياب المشتقات النفطية بسبب الحصار الجوي والبحري الذي فرضته دول التحالف على اليمن, إلا أن سكان المدينة يحصلون بعد جهود جبارة في البحث, على بعض لترات من البنزين من السوق السوداء وبأربعة أضعاف ثمنها الرسمي, وذلك للنقل والسفر إلى خارج المدن هروباٍ من قصف طائرات التحالف التي سقط ضحاياها حد اليوم أكثر من ألفي مدني ما بين جريح ومصاب.
الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين دعت أمس الأول المواطنين إلى سرعة التبرع بالمال لتغطية الاحتياجات والمتطلبات الأساسية للنازحين وذلك على حساب  (93000) البنك الأهلي وحساب (8081) بنك التسليف الزراعي.
وتأتي دعوة الوحدة التنفيذية لإدارة النازحين, من وسط معاناة ومأساة حقيقية تواجهها الوحدة في استقبال وتوفير متطلبات السكن والغداء للنازحين, وذلك لارتفاع عدد النازحين من يوماٍ إلى آخر مع استمرار القصف على الأحياء السكنية والبناء التحتية للوطن.
وتواجه منظمات المجتمع المدني الإنسانية صعوبة في الوقت الراهن من توفير وإيجاد مخيمات ومتطلبات النازحين وكذا أماكن آمنة للمخيمات قد لا تصل إليها أو تستهدفها طائرات التحالف.. بالإضافة إلى أن عددا كبيرا من النازحين قطنوا في المدارس وبعض المراكز الحكومية وكذا المساجد التي لا يدخلها إلى لأداء فرائض الصلاة.
 ويمر حالياٍ النازحون سواءٍ من كانوا بالمخيمات أو من نزلوا بالقرى والأرياف, بحالة مادية وصحية ونفسية سيئة نتيجةُ لتركهم منازلهم وأعمالهم ومصادر أرزاقهم.. دون أن تقف أو تنظر الدول المتحالفة أو الأمم المتحدة بعين الرحمة والشفقة لما يمروا بها هؤلاء بسبب العدوان.
هؤلاء النازحون من سيعيد لهم كرامتهم وأمنهم واستقرارهم, ومن سيداوي جراح وآلام فراقهم لأحيائهم وفراشهم.. لاشيء سيلم شتاتهم وتفرقهم سوى عودتهم إلى منازلهم آمنين..  
الأمم المتحدة طالبت أمس الأول عبر منسق الشؤون الإنسانية في اليمن “يوهانس فان دير كلاو” في مؤتمر صحفي عقده في “جنيف”, العدوان العسكري بهدنة إنسانية حتى لبضع ساعات يومياٍ وذلك لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة.. مؤكداٍ على أن الوضع الإنساني يتدهور في اليمن من ساعة إلى أخرى.
وكانت قد كشفت مؤسسة بيت الحرية للدفاع عن الحقوق والحريات في مؤتمر صحفي لها الأسبوع الماضي بصنعاء أن المدنيين الذين سقطوا جراء العدوان السعودي على اليمن خلال التسعة الأيام الماضية بلغوا نحو “857” شهيداٍ بينهم 160 طفلاٍ وطفلة دون سن الخامسة عشرة و32 امرأة و13 مسناٍ, ولفت التقرير إلى أن  عدد المصابين جراء الغارات في الفترة ذاتها قد بلغ  1214 جريحاٍ, منهم 208 أطفال وطفلات و186 امرأة و23 مسنا.. مشيراٍ إلى أن   76 جريحاٍ  في حالة حرجة وبليغة.
وأشارت مؤسسة الحرية إلى أن الغارات الجوية أو ما أطلق عليها عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية منذ منتصف ليلة الـ 25 من شهر مارس 2015م استهدفت بغاراتها 111 تجمعاٍ سكانيا, و936 منزلا و80 منشأة خدمية  ومخيمات للنازحين وذلك في 13 محافظة يمنية.
وبدلاٍ من أن تقوم دول العالم بواجبها الإنساني والمجتمعي بالاطلاع على الوضع الإنساني في اليمن وتسعى لإيقاف العاصفة, والإسراع بإيصال المساعدات الإنسانية الطارئة والعاجلة لليمنيين.. تمادوا في سكوتهم وتجاهلوا حتى تجرأ التحالف السعودي على منع الصليب الأحمر من الدخول إلى اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية حتى أمس الأول الذي وصلت فيه طائرة تابعة للصليب الأحمر محملة بالمساعدات الإنسانية الطبية العاجلة, وتبعتها طائرة أخرى يوم أمس. 
وأكدت منظمات حقوقية انتهاك المملكة العربية السعودية بعدوانها على اليمن سيادة اليمن واليمنيين وحرية وحقوق المواطنين, تحت غطاء الدفاع عن الشريعة الدستورية لرئيس انتهت فترته القانونية وقد قدم استقالته بعد ثلاث سنوات من قيادة الدولة, شهد الوطن خلالها العديد من المعارك والمواجهات المسلحة بين قبائل وأطراف سياسية كما أنه أنهك المؤسسة العسكرية والأمنية دون أن يراعي الثوابت الوطنية والدستورية.

قد يعجبك ايضا