اليمن يحتفي باليوم العالمي لمحاربة مظاهر العنصرية

يحتفي اليمن باليوم العالمي لمحاربة مظاهر العنصرية الذي يصادف الـ21 مارس من كل عام , وبهذه المناسبة بين نشطاء حقوقيون وسياسيون في تصريحات خاصة لـ”الثورة” الأسباب المؤدية إلى تفشي مظاهر العنصرية وكيفية القضاء عليها للمحافظة على النسيج المجتمعي واللحمة الوطنية في إطار تجسيد العدل والمساواة .
حيث يرى الناشط السياسي هيثم عون القدسي ضرورة  تضمين مواد دستورية  يعزز فيها مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية وتعمل على إذابة الفوارق الطبقية  الطبقات مضمنة حقوق الأقليات المهمشة ودمجهم في  شرائح المجتمع كافة دون تمييز , مبينا دور الإعلام المرئي والمسموع في تعزيز العلاقات الاجتماعية ومعالجة أي خلل في النسيج الاجتماعي وتعدد الهويات غير المنطقية في بلد لا مكان فيه لتعدد الطوائف والأديان وضرورة أن يلتف الجميع  حول هوية جامعة دون تمييز عنصري أو مذهبي أو طائفي في إطار  الهوية الوطنية الواحدة
ومن جهته أوضح مجاهد الحضراني – كاتب وناشط حقوقي  أن  أشكال العنصرية تختلف من مكان إلى آخر وفق أسباب تاريخية أو ثقافية أو دينية أو اقتصادية ,مبينا أنه كيفما كانت أشكالها إلا إنها تمثل خطورة كبيرة على مجتمعنا اليمني ولحمته الوطنية.ولهذه المظاهر اثر بالغ على حساب الكفاءة والأهلية والجدارة والاستحقاق وما ينجم عن هذه المظاهر من ظلم وبخس لحقوق الآخرين ..وانعكاس ذلك  سلبا على الإنتاج والتنمية في بلادنا…متطرقا إلى الحلول الممكنة  للقضاء على أي مظهر من مظاهر العنصرية في بلادنا ومن ذلك  العمل على تعزيز قيم التسامح ونبذ أي مظهر من مظاهر العنصرية سواء كانت طائفية أو مناطقية أو قبيلة في مختلف مستويات الحياة الدراسية منذ مرحلة الابتدائية حتى الجامعية وإحداث تغييرات جوهرية في المناهج وطرق التدريس لحماية النشء من وخطر هذه المظاهر بشتى صورها وتكريس التوظيف الثقافي والتربوي للإعلام وطاقاته في مواجهة هذا التحدي الخطير الذي يواجه المجتمع وصوغ قيم تعمل على إيجاد الاحترام الكامل بين كافة فئات المجتمع لمختلف الثقافات.
بالإضافة إلى  محاربة الشعارات التي تْبنى على أسس عنصرية ومعاقبة كل من يرددها وينشرها سواء كانوا أشخاصاٍ أو مؤسسات أو جماعات.وعقد الندوات والمناظرات والمناقشات الجماعية لمواجهة أي مظهر من مظاهر العنصرية وبيان آثارها ومن خلالها حل مشاكل المواطنين بصرف النظر عن انتمائهم القبلي أو العشائري لتحقيق الاستقرار المنشود بين كافة عناصر المجتمع والقضاء على التوتر والاضطراب الناشئ بين أبناء المجتمع. وضرورة  دعم نشاطات الأسر الطلابية والاتحادات الطلابية وتفعيلها داخل المؤسسات التعليمية بالمجتمع بحيث تعالج مثل هذه القضايا والمفاهيم الخاطئة عن أي مظهر من مظاهر العنصرية. وتعديل أساليب التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة وإكساب الأبناء الاتجاهات الإيجابية تجاه الجماعات الأخرى لتساهم في وقف توارث هذه العنصرية بين الأجيال وبما يمكن من القضاء عليها نهائياٍ. مؤكدا على أهمية  تشجيع انتشار المصاهرة بين القبائل المختلفة للتخفيف من حدة أي مظهر عنصري وتعميق روح التعاون بين الفئات المختلفة. وتشجيع مشاركة جميع عناصر المجتمع في تنمية المجتمع وأن تكون المشاركة بدافع ذاتي لدى الفرد والمصلحة العامة وليس بتوجيه من العائلة أو القبيلة .
أما الدكتور حسان القديمي – جامعة إب فقد أوضح أن محاربة أي مظهر من مظاهر الدعوة إلى العنصرية في بلادنا أو أي بلد في العالم تحتاج إلى تطبيق مبدأ المساواة بين الجميع وعدم التمييز العنصري الذي يؤدي إلى الكراهية والتعصب والذي يؤدي إلى تدمير حياة المجتمعات , معتبرا أن النضال ضد العنصرية مسألة مهمة  وتتصف بالأولوية سؤ في مجتمعنا أو في المجتمع الدولي , مؤكدا على أهمية أن تتحمل الدولة مسؤوليتها الكاملة في تحقيق المساواة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين كافه أبناء المجتمع  .
   من جهته يقول الدكتور عبدالمحيد صالح – جامعة تعز : أن ممارسة الفصل العنصري تشكل جريمة ضد الإنسانية وهو ما نص عليه  الإعلان العالمي عام 1948م مادة (2) أن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات دونما تمييز ولا سيما التمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي سياسي وغير سياسي أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر – و اعتماد قانون ينص صراحة على اعتبار الدافع العنصري أياٍ كان نوعه ظرفاٍ مشدداٍ في إدانة مرتكبي مثل تلك المخالفات. بالإضافة إلى ضرورة تكييف تشريعاتنا الداخلية مع المعايير المنصوص عليها في الاتفاقية الدولية لحماية جميع أنواع التميز أو الفصل العنصري.  وإنشاء هيئة مستقلة للتحقيق فوراٍ وباستفاضة في جميع ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة أو أي شكل من أشكال الفصل العنصري. – ونشر الوعي ومحو الأمية في أوساط الشعب لكي يتم التعريف بمساوئ وسلبيات الفصل العنصري.
مؤكدا على أهمية نشر الوعي الثقافي التربوي بين طلبه المدارس أو في مناهج التعليم عن حقوق وواجبات المواطن والتمييز العنصري والتطرق للاتفاقيات الدولية في هذا المجال لكي يتعرف عليها الطالب في مشوار حياة العلمية والعملية. ونشر الوعي الثقافي المرئي والسمعي واعتماد حلقات أسبوعية في هذا الجانب بحيث تتطرق كل حلقة لنوع من أنواع الفصل العنصري والتطرق لأسبابه وكيفيه القضاء عليه.
واعتبر الأديب شجاع سيدم – عضو اتحاد المدونين العرب  أن أي مظهر من مظاهر التحريض على العنصرية تصرف مؤسف وخاصة في عالمنا الإسلامي مخالفا للتعاليم التي  حثنا عليها ديننا الحنيف المؤسس على التآخي وانه لا فضل لأحد على احد مهما كان العرق والنسب واللون , متطرقا إلى أسباب تفشي هذه الظاهرة ومن أبرزها الجهل  وان أهم طريقة لمحاربة العنصرية هي بالتنمية التعليمية للمجتمعات وتربيتها التربية الأخلاقية الفاضلة وذلك منذ الصغر وإعطاء الأقليات كامل حقوقها وهنا يبرز دور الإعلام الذي يجب أن يقوم بتوعية  المجتمع بخطورة الفرز الطائفي أو العرقي أو الديني أو حتى على أساس الشكل أو اللون ولهذا فإن التعليم عبر الإعلام وعبر وسائل التعليم الأخرى هو أهم طرق محاربة المظاهر العنصرية في مجتمعنا وحتى في المجتمعات الأخرى.
ويرى رئيس مركز أسوان للدراسات شاهر سعد الحميدي  أن  العنصرية بحد ذاتها قديمة قدم الزمان وتحللت بمجتمعاتنا المتطورة وفتكت بالمجتمعات المتخلفة لكونها مرضاٍ مزمناٍ سبب حروباٍ أهلية ومزق المجتمع , فهي  لا تتوقف عند عقيدة ومذهب وطائفة وفئة وقومية, والقضاء عليها يكمن في نشر ثقافة التسامح والمحبة وتجسيد العدل والمواطنة المتساوية وإشراك الجميع في السلطة , بالإضافة إلى وضع دستور يحترم إنسانية الإنسان ويكفل له كافة حقوقه .

قد يعجبك ايضا