الإرهاب شوه صورة الإسلام وقدم أبناءه للعالم كقتله وقطاع طرق

إذا ذكرت كلمة الإرهاب جاء في ذهن كل أحد من الناس صورة رجل عظيم اللحية قصير الثوب مقطب الجبين وهو بلا شك عربي ومسلم, للأسف ارتبط الإرهاب بشكل عام بهذا الدين وأهله مع أن الإسلام ضد الإرهاب بل هو دين الرحمة والوسطية والتسامح وقد جاء الإسلام ليدعو للحياة لا إلى الموت…. حول أثر الإرهاب المقيت وما حكمه من منظور الشرع وما أسبابه وكيف نتصدى له كان لنا الحوار التالي مع الداعية المعروف الشيخ إبراهيم عبدالكريم إمام وخطيب جامع الرحمان :

بداية هل للإرهاب صلة بالإسلام¿ وما سبب تسميته بهذا الاسم¿
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وآله وأصحابه أجمعين, أما بعد فالإرهاب ورد ذكره في القرآن الكريم, وهو موجه ضد الأعداء المحاربين وهو الذي قال الله عنه: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) … الآية, وهو بمعنى الاستعداد وبناء القدرات وليس ما نراه اليوم من جرائم ترتكب باسم الإسلام مثل إرهاب وتخويف الآمنين والمسالمين من المسلمين وغير المسلمين من أهل الذمم وغيرهم من المعاهدين, بأي شكل من أشكال الترويع والأذى والإخافة سواء كان إرهابا معنويا أو ماديا والأدلة متضافرة من الكتاب والسنة على ذلك ولا يتسع المقام لذكرها
أما مصطلح الإرهاب وتسميته بهذا الاسم فهو مصطلح حديث وقد اختلف الناس في تسمية وتصنيفه كل على حسب هواه.
ما أثر الإرهاب على مجتمعاتنا وأوطاننا والأمة عموما¿
للإرهاب آثار عنيفة وكبيرة ومدمرة للبلاد والعباد سواء في إزهاق الأنفس البريئة وترويع الآمنين وقطع الطريق وإخافة الناس وتدمير البنية التحتية للبلاد وإضعاف الاقتصاد وتكبيد الدولة خسائر فادحه بالمليارات, وأعظم من ذلك تشويه صورة الإسلام وتصوير المسلمين على أنهم قتلة وهمج وقطاع طرق وسفاكون للدماء وهذا للأسف يصد الناس عن دين الله والدخول في الإسلام.
 ما حكم الإرهاب¿
الإرهاب من كبائر الذنوب التي توجب على مرتكبيها حد الحرابة التي قال الله تعالى فيها: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
ما هي الأسباب وراء نشوء ظاهرة الإرهاب¿
إن أهم الأسباب في انتشار هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعاتنا هي الجهل بدين الله تعالى إضافة إلى عدد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, ومن الأسباب أيضا عدم احتواء الشباب وصرف طاقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع في كل المجالات العلمية والدينية والاجتماعية والرياضية وغيرها , ومن الأسباب كذلك الفراغ الذي أدى إلى استغلال الشباب من أصحاب الأفكار الضالة وتعبئة عقولهم بكل ما هو ضار, ولا يستبعد أيضا أن يكون هناك استغلال من قبل بعض القوى لتوظيف هؤلاء الشباب فيما يخدم مصالحهم السياسية وأجندتهم الخارجية.
كيف نواجه الإرهاب نحن كمجتمع مسلم¿
إن طرق مواجهة الإرهاب الذي حرمه الشرع والدين والعقل كثيرة ومن أهمها بث الوعي والعلم في أوساط المجتمع في البيت والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام المختلفة من خلال نشر روح الوسطية والرحمة والتسامح في الإسلام وتفنيد الشبه والأوهام والأفكار الضالة بالحجة والمنطق والبيان.
ما دور منظمات المجتمع والمنابر ووسائل الإعلام في الحد من هذه الظاهرة¿
المجتمع له دور كبير في الحد من هذه الظاهرة الخطيرة من خلال التماسك والاتحاد ضد هذا الإجرام والعمل المقيت الذي لا يرتضيه إنسان عاقل ويجب على الجميع التحذير من هذه الظاهرة وعدم التستر على أفرادها وتبليغ الجهات المختلفة والتعاون مع رجال الأمن , وكذا المنابر ووسائل الإعلام لها دور كبير في التوعية والإرشاد والتوجيه فعليهم أن يتقوا الله ويبينون الحق بإظهار الصورة المشرقة للإسلام.
كلمة أخيرة¿
أدعو الله سبحانه وتعالى أن يجنب بلادنا اليمن وبلاد المسلمين أجمعين الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحفظ شبابنا وشباب المسلمين من هذه الأفكار الضالة وأن يرزقنا الوسطية والاعتدال وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى وأن يجنبهم الردى ويوفقهم للهدى وإنه ولي ذلك والقادر عليه وصل الله وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

قد يعجبك ايضا