السياحة والمجتمع

السياحة تعد إحدى أنشطة المجتمع التي تعيش معها في حله وترحاله على المستوى المحلي أو المستوى الخارجي فحياة اليماني على مر التاريخ تقوم على السفر والترحال من منطقة إلى أخرى ومن بلد لآخر بل ومن عالم إلى آخر إن صح التعبير باحثا عن حياة كريمة متحملا المشاق ومواجها الصعاب منتقلا من مهنة إلى أخرى بصبر وأمانة وكان أكثر استقرارا في مزاولته لمهنة التجارة وعبوره للبحار والمحيطات وداعيا مخلصا لدينه صادقا في وعده ملتزما بالعهد والعقد مما أكسبه احترام العالم لذلك ليس غريبا القول أن السياحة تحتل جزءا واسعا من فكره ومخيلته فهو موجود أينما ذهبت في آسيا أفريقيا أستراليا الأمريكيتين أوربا إضافة إلي تواجده الطبيعي في كل من دول مجلس التعاون العربي وأثيوبيا وأريتريا والسودان وجيبوتي والصومال وكينيا متعايشا بسلام وحب ووئام وقل ما تجد الشاذ في أدبه ودينه وقيمه وسلوكه فهو المتعالي بكبريائه المؤدي لعمله المحترم لمن يعمل لديه المتميز بتعامله مع أهل البلد وجيرانه وعملائه هذا هو اليماني العابر للقارات بدماثة أخلاقه وهو حديث العالم. لذلك نتشبث بقوة أن السياحة جزء منا وليست جديدة علينا وإن حاولت بعض النفوس الضعيفة الإضرار بأعمالها وتصرفاتها بقيم هذا المجتمع فإنه يظل الأصيل الذي ينهض بقوة من كبواته ولا يفرط في أشقائه وجيرانه ولا في أي أرض يعيش عليها ولو بذل الغالي والرخيص من أجل سلامتها أنه الوفاء المتجذر في عراقة هذا الشعب فما بالنا اليوم نفقد الصورة الحية والجميلة ونعبث بحياة وطن وأمة ونتساهل في ما حرم الله ونسعى في الأرض فسادا ونبتغي الحياة الدنيا بالمكر والخديعة والغش والحيلة والمماطلة والدهاء ولا نخشى الله ونرمي الإيمان والحكمة عرض الحائط قيادات ورجال وعلماء يدعون العلم والمعرفة والفقه والدين والخلق وعند الخصومة يغمضون الأعين فضاع الأمن والأمان والاستقرار والسكينة العامة وقست القلوب اللينة وبها جميعا تقوم الأمم والشعوب وبها جميعا تتلاحم النفوس وتأتي الخيرات وتنبت الأرض وتنزل رحمة الله .
هنا يكون المجتمع قادرا علي استقبال الضيف وخدمته ومساعدته والترحيب به وتوفير متطلباته من خدمات الضيافة العربية اليمنية .
هنا يكون المجتمع قادرا على الاستفادة من عائدات السياحة وإدراك أهميتها وفرز الإيجابيات القادمة معها من السلبيات الواجب حماية المجتمع منها على الارتقاء بالتواصل السياحي وتنمية العلاقات مع المجتمعات الأخرى بمنهجية المنافع والمصالح المتبادلة واحترام الذات والوطن واحترام الآخر في إطار احترام المجتمع وعقيدته وعاداته وتقاليده الحسنة ونظامه وقوانينه ويكون كل هذا محل اهتمام الدولة والحكومة والقطاع السياسي المدني من أحزاب ومنظمات ومجتمعات محلية وقبلية حتى يهيأ المجتمع لعودة السياحة وعودة الاستثمارات واستقرارها وهذا لا يأتي بالأماني وإنما يأتي بتوجه الدولة من خلال تبنيها لسياسة عامة ورقابة على ننفيذها ليصبح الوزير أمينا فعليا لتنفيذها لا أداة لدفن عمل من سبقه  فيختط لذاته وسياسته نهجا يقود لا إلى طريق عشوائي لا يخدم مجتمعا ولا عقيدة ولا قيما ولا وطنا حينها يندمج المجتمع مع السياحة يندمج مع منافعه ومصالحه ومع احترام سيادته التي تنبع من علو قادته وإخلاص وتفاني وتواضع وزرائه وتحسسهم وتعاملهم مع الواقع الحياتي لمجتمع عربي مسلم يتوق إلى الأفضل

قد يعجبك ايضا