فنانــون فــي مهــب الريــح …

الفن رسالة إنسانية سامية خاصة إذا ما وجد الإبداع والرؤية المتكاملة لكل قضايا المجتمع لكن ومن الملاحظ إهمال عدد من الفنانين اليمنيين في ظل استقدام فنانين من بلدان شقيقة أو صديقة فكانت هذه الظاهرة مدعاة لنلقي بظلال تساؤلنا على بعض الفنانين اليمنيين ونبحث عن أسباب تهميشهم خاصة في ظل التزايد والتسابق لاستقدام فنانين من خارج اليمن .. فإلى التفاصيل :

* في البداية تحدث الفنان وكاتب السيناريو- علي صالح المصري عن هذا الموضوع وقال متألماٍ: “عندما نتحدث عن وضع الفنان أو الكاتب اليمني في شتى المجالات عامة وخصوصاٍ مجال السينما أو الدراما أو التمثيل فهذه مواهب مقتولة بل ومصلوبة على أعمدة الأمل الذي ينتظره الكثير من المبدعين في هذا الوطن ولكن لدينا مبدأ نحمله وهو أننا سنكافح كمبدعين ومثقفين وفنانين لنحمل الرسالة الفنية والثقافية التي يجب أن تصل حتى وإن متنا دونها فالكثير ممن جاهدوا من المبدعين في اليمن ماتوا وتركونا نحمل هذه الرسالة الفنية”.
– ويضيف: بالنسبة لتهميش دور الفنان أو الكاتب فليس العيب في النص السينمائي أو الدرامي ولا في الممثل هناك الكثير من الشباب الذين حصلوا على جائزة رئيس الجمهورية ولكن لم نر لهم أي عمل ولا أي فرصة فنية فالعيب لدى مؤسسات الإنتاج الحكومية والخاصة فهم من ناحية الكاتب يختارون الكاتب قبل أن يختاروا النص ومن ناحية الممثل يختارون أيضاٍ  القريب الرخيص ويفضلون المهرجين ولا يهتمون بالشخصيات الحقيقية التي تؤدي الدور الفني كما لو أنه جزء من حياتها..
ليست للمعالجة
– وحول استقدام فنانين من الخارج يقول المصري: المخرجين المحليين لا يستطيعون أن يقدموا أعمالا يمنية خالصة النكهة والبيئة من حيث الموضوع والمضمون والقضية والشخصية والحوار والأحداث لأنهم يأخذون قصصاٍ لأعمالهم من واقع قصص عربية وأجنبية ويقومون بأعمال تمثيلات لمحاكاتها ولأنها قابله للتطبيق في عمليه الإخراج التي شاهدوها في أعمال غيرهم ولا يستطيعون الابتكار مع احترامي لبعض المخرجين اليمنيين الذين لم يسعدهم الحظ استلام ميزانية لأعمالهم ولم يتمكنوا من الحصول على متطلبات العمل الفني من ملابس وإكسسوارات و..الخ . ولهذا أصبحت الدراما اليمنية موسمية ولا نشاهدها إلا في رمضان فقط بصورتها الهزيلة وإن كانت بعض الشيء فهي للتهريج وليست للمعالجة التوعويه أو التثقيفية.
ويضيف:  المبدع إذا احترقت مشاعره وتوقد إدراكه نتج قصيدة أو نصاٍ أو سيناريو وإذا لم يجد فضاء لما أنتجه فإنه سيحترق مرة أخرى ولكنه سيولد ثورة وما الثورات التي شهد لها التاريخ إلا كان وراء من أشعلها مبدعون فهم وحدهم من يستطيعون إقناع الناس لأنهم يحملون قلوباٍ نمت على تراب هذا الوطن.
بمثابة حكم بالإعدام
* وعن سبب التزايد والتسابق في استقدام فنانين من خارج اليمن يقول الفنان أحمد المعمري: إعلامنا حطم الفنان وفي ظل تعدد القنوات والإذاعات المحلية لا توجد قناة أو إذاعة خاصة بالثقافة لتتناول الأخبار الثقافية والفنية ولكن يتم التطرق لها بصورة ثانوية ولا يتم إظهار الفنان داخل وخارج بلاده بالشكل المطلوب أو بالشكل اللائق..
من جانبه أكد الفنان يحيى إبراهيم: “ليس تهميشاٍ بل حكم بالإعدام على كل المبدعين والفنانين من خلال محاربتهم الواضحة وضوح الشمس وأنه يتم إقصاء كل الفنانين من أي فعاليات مسرحية أو مهرجانات محلية أو عربية وعالمية إلى جانب إغلاق جميع مراكز الاحتفالات في وجه من أراد أن يقدم عملاٍ مسرحياٍ وأيضاٍ  محاربة الفنانين في القنوات الرسمية بعدم دفع أجورهم في بعض الأعمال التلفزيونية مضيفاٍ بأنه حتى وزارة الثقافة أغلقت أبوابها في وجه المبدعين وأصبحت تعمل من أجل المقربين من موظفيها والمخلصين لها”..
شللية ومناطقية
من جهته يرى الفنان إبراهيم الأشموري: إن تهميش الفنان اليمني ليس غريباٍ عليه فهو في تهميش دائم ولم يجد اهتماما ورعاية بإبداعه وما يمتلكه من قدرات وإمكانيات حيث لا يقل كفاءة عن بقية الفنانين في البلدان الأخرى مضيفاٍ أن سبب هذا التهميش هو عدم اهتمام الجهات الخاصة والمسئولة بسبب وضع أشخاص ليس لهم خبرة أو صلة بالجانب الفني والإبداعي فالسلطة لم تلتفت للفن والفنانين بصدق ومن جهة أخرى وجود الشركات الخاصة والتي عملت بمنظومة حزبية وشللية ومناطقية دون مراعاة الجانب الفني والإبداعي للفنان وما يمتلكه من إمكانيات فنية يخدم بها المجتمع وكذلك الوضع الذي وصل إليه البلد بسبب الأحداث والصراعات التي أدخلت الوطن في دائرة مغلقة جعلت الفنان لا يستطيع أن يقدم أو ينتج أعمالاٍ فنية وكذلك محاربة بعض الناس الذين لا يسعدهم أن تكون ناجحا في مجتمعك..
ويضيف: وهناك عوامل كثيرة فالفنان اليمني يحتاج إلى رعاية وتبن صادق دون نظرة حزبية أو مناطقية ونظرة حقد من أمراض النفوس النافذين وكذلك مالكو الشركات الخاصة فلتكن نظرتهم للإبداع وللفنان لإمكانياته وإذا وصلنا إلى هذا التعامل حينها لن يهمش الفنان أو يغيب أو ينطبق عليه القول “ما هلنيش”.
افتقار للمقومات الفنية
أما الممثل نشوان عزيز له وجهة نظر مختلفة عن الجميع حيث يرى: بأن هناك أسباباٍ عديدة أدت لتهميش الفنان اليمني حيث إن من أهمها أسباب داخلية (ذاتيه) تتمثل في كل ما هو ذاتي للفنان كعدم تطوير الفنان لذاته وتنمية قدراته وعدم احترام بعض الفنانين للوقت والانضباط أثناء موعد التصوير ومواقع التصوير إلى جانب عدم التزام كثير من الفنانين بالراكور (الملابس المرتبطة بمشاهد التصوير وربطها بالأزمنة) وكذلك افتقار الكثير للأسف الشديد للعديد من مقومات الفنان وأهمها التأهيل البدني والمظهر (الملبس) والتأهيل الثقافي وأضاف أن هناك أسباباٍ خارجية عامة حيث إن أكثر الأعمال الفنية موسميه (فقط في شهر رمضان) وتراجع فن الدراما (الأهم) مقابل الفنون المرئية الأخرى والاتجاه نحو الفن الكوميدي الممزوج بالسياسة الساخرة (الشائع)..
وقال أيضاٍ إن السبب هو الانتماءات الحزبية والسياسية للفنان اليمني وندرة العنصر والكادر النسائي في الوسط الفني اليمني وهذا أحد الأسباب الهامة في استقطاب فنانات ذوات جنسيات عربية..
وأوضح أن تكرار الوجوه الفنية في الكثير من الأعمال الفنية أصبح مملاٍ عند المشاهد مما جعل المنتج يلجأ لوجوه جديدة ولو من الخارج ليحقق له أكبر نسبة مشاهدة من الجمهور المشاهد داخلياٍ وخارجياٍ ولعل هذا الأسلوب يخلق روح المنافسة بين الفنانين محلياٍ وتلافي جوانب القصور وكذلك عدم وجود مؤسسة للإنتاج الفني تنظم الحقوق والواجبات للأعمال الفنية والفنانين..
ويقول عزيز: ويعد أهم سبب عدم اهتمام وإهمال الدولة للإنتاج الدرامي رغم أهميته وفاعليته في دور التوعية وعلاج وحل الكثير من مشاكل الواقع المجتمعي..

https://www.althawranews.net/pdf/2015/03/18/14.pdf

قد يعجبك ايضا