■ الخارجية تقوم بالتواصل المستمر مع بعثات اليمن الدبلوماسية والقنصلية في الخارج لمعرفة أوضاع المغتربين وسْبل الإفراج عن المحتجزين
الآونة الأخيرة برزت قضية إنسانية مؤسفة بحق اليمنيين المغتربين في دول الجوار إذ تم ترحيل أعدد من كبيرة العاملين هناك بحجة عدم شرعية وجودهم أو لعدم وجود الكفيل هذه القضية رغم أنها شائكة إلا أننا آثرنا أن نتطرق لها لعل الجهات ذات العلاقة تعي واجبها.. (ظاهرة المرحلون) قضية لها أبعاد شتى نحاول في ثنايا هذا التحقيق التطرق لها من الناحية الإنسانية ونستعرض لكم وجهات النظر المختلفة بشأنها وماهية الحلول التي تسعى بعض الجهات ذات الاختصاص للوصل إليها إلى التفاصيل :
لم يتسني لنا التواجد في منفذ الطوال البري لمقابلة العالقين في الحدود من العمال المرحلين لصعوبة الوصول إليهم ولعدم تجاوب الجهات ذات العلاقة في ذلك ..
لكن كان لنا لقاء مع أحد المرحلين عبد الكريم ناجي – صنعاء حيث حدثنا عن طريقة ترحيله قائلاٍ : العمالة اليمنية تعاني من معاملة غير إنسانية حيث احتجزتهم السلطات السعودية في سجن جيزان حتى يتم ترحيلهم دفعة واحدة ومنهم من وضعتهم في هناجر لتجميعهم ومن ثم ترحيلهم..
ويضيف ناجي : بأنه أحد الذين تم زجهم في السجن حيث كان عدد العاملين فيه ما يقارب 1500شخص ومن ثم تم نقلهم لمعبر الطوال وترحيلهم لليمن ويضيف عبدالكريم بأنه لا يزال هناك يمنيون عالقين في الحدود ولا يعلم مصيرهم حتى الآن.
سياسات عمل
ذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2014م أن أعداد المهاجرين لأسباب اقتصادية ممن يحاولون العبور من خلال اليمن قد انخفضت في عام 2013م على الرغم من أن العوامل الموسمية تتحكم بهذا الأمر إلى حد كبير حيث وصل 16,948 شخصاٍ إلى اليمن في الربع الثاني من عام 2013م بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين المنفصلين عن أسرهم (أي بنسبة 25 في المائة من العدد المسجل خلال نفس الفترة من عام 2012م).
وأضاف التقرير: أجبرت سياسات العمل الجديدة المدخلة في تشريعات المملكة العربية السعودية ما يقدر بنحو 400,000 يمني لمغادرة المملكة منذ شهر أبريل2014 م. ومن المتوقع أن يتم ترحيل 400,000 شخص آخرين من المملكة العربية السعودية في الأشهر المقبلة. ويتوقع أن يحمل هذا الأمر في تبعاته تأثيرات على الأوضاع الإنسانية في اليمن من خلال الانخفاض الحاد والمتوقع في حجم التحويلات المالية وتعرض آلاف الأطفال المرحلين مع أسرهم للعنف والإساءة بعد أن تقطعت بهم السبل على الحدود أو في طريقهم أثناء العودة إلى قراهم الأصلية. كما أن أعداد العائدين ستزيد من الضغوط على سوق العمل إضافة إلى أعباء إضافية على الخدمات الاجتماعية الأساسية التي تعاني أصلاٍ من الضعف.
رعاية طبية
تقول رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن السيدة نيكوليتا جوردانو: معظم المهاجرين اليمنيين المرحلين من السعودية يعودون عبر منفذ الطوال الحدودي الذي يقع تقريباٍ على بعد عشرة كيلومترات شمال حرض في محافظة حجة وبمجرد وصولهم إلى منفذ الطوال فإن الكثير يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية العاجلة بطلب من وزارة المغتربين وبمتابعة منها كما تواصل المنظمة الدولية للهجرة توفير الرعاية الصحية الطارئة والغذاء والمياه وخاصة المرضى والمصابين حيث يتم إنزالهم بالقرب من مركز المنظمة والذي يساعد المنظمة الدولية للهجرة في مراقبة تدفق العائدين عبر منفذ الطوال.
وذكرت رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن قائلة ” بأنه وبشكل عام نحن في منفذ الطوال لمساعدة اليمنيين العائدين من السعودية وأول ما نقوم به هو حصر القادمين ومن ثم نقوم بتزويدهم بالمياه والمساعدات الغذائية بحسب الاحتياج والأهم من ذلك كله المساعدات الطبية اللازمة لهؤلاء الأشخاص خاصة وهم يعودون بحالة صحية حرجة”..
وتضيف “بطلب من وزارة الخارجية ساعدنا اليمنيين الذين كانوا عالقين في سوريا عن طريق التنسيق مع السفارة اليمنية في سوريا وفي نفس الوقت الذين كانوا عالقين في ليبيا بالتنسيق مع الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة شؤون المغتربين”.
تطلع للمعالجة
من جانبه يقول السفير أحمد حميد عمر رئيس الدائرة القنصلية والمغتربين بوزارة الخارجية : خطة عمل الدائرة القنصلية والمغتربين بوزارة الخارجية تتسم بتطلعها لمعالجة العديد من القضايا وذلك نظراٍ لحجم المهام الملقاة على عاتقها حيث تسعى الدائرة بشكل دؤوب إلى متابعة قضايا المساجين اليمنيين في بلدان الاغتراب ولتحقيق ذلك تقوم بالتواصل المستمر مع بعثات بلادنا الدبلوماسية والقنصلية في تلك البلدان لمعرفة أوضاعهم وسْبل الإفراج عنهم وفي هذا الجانب تعمل الدائرة على تفعيل إشراكها في عضوية اللجنة العليا المعنية بمتابعة أوضاع المساجين اليمنيين في الخارج في ضوء قرار مجلس الوزراء رقم (13) لعام 2012م كما تتواصل الدائرة بشكل مستمر مع بعثات بلادنا في الخارج لموافاتها بإحصائيات عن توزع المغتربين جغرافياٍ ورفع معلومات عن مستوياتهم التعليمية وتصنيف مجالات نشاطهم الاقتصادي والعلمي والاجتماعي بما يسهل الوقوف أمام حقيقة أوضاعهم المعيشية وبالتالي خلق حالة من التواصل المستمر معهم.
وفيما يخص المرحلون يقول السفير : يتركز اهتمام الدائرة على موضوع إلغاء البصمة على اليمنيين الذين خرجوا من المملكة العربية السعودية من المقيمين أو المجهولين بموجب أمر وزير الداخلية السعودي رقم (87539) بتاريخ 2/8/1435هـ بالإعفاء والسماح للمرحلين بالعودة (للذين خرجوا في الفترة التصحيحية) وذلك بالتنسيق مع السفارة السعودية وجهات الاختصاص في المنافذ المختلفة ووزارة العمل ووزارة المغتربين كما تعمل الدائرة على التواصل مع السفارة السعودية لتسهيل دخول المواطنين ممن حصل على تأشيرة دخول إلى المملكة وكذا متابعة دخول من لديه قريب توفي هناك. أيضاٍ محاولة وجود حلول لظاهرة العمالة اليمنية غير الشرعية وظاهرة التهريب وعدد من القضايا التي تضم خلافات تجارية بين الشركات الأجنبية ورجال الأعمال اليمنيين والأجانب وبلاغات الحوادث الجنائية للأجانب في الداخل وقضايا الصيادين اليمنيين الذين يتم احتجازهم من قبل السلطات الأرتيرية.
تقوم الدائرة القنصلية بالتواصل والتنسيق مع وزارة شؤون المغتربين وذلك نظراٍ لكون هذه القضية تقع تحت اختصاصات عملها كما يتم التواصل مع بعثات بلادنا في دول الجوار للنزول إلى السجون ومعرفة أوضاع المحتجزين اليمنيين والاطمئنان على أوضاعهم ومحاولة إيجاد إحصائية لعددهم حيث تتفاوت أعداد المرحلين اليمنيين من السعودية من فترة إلى أخرى فبلغ عددهم التقريبي منذ تاريخ 7/10/2014م وحتى تاريخ 16/12/2014م (31117) مواطناٍ مرحلاٍ من المملكة وذلك بحسب الكشوفات الواردة إلى الدائرة من البعثتين الدبلوماسية والقنصلية في كل من جدة والرياض.
وفيما يخص حقوق المرحلين ببلد الاغتراب ودور القنصلية في استرداد تلك الحقوق يقول : هناك لجنة مشكِلة من مجلس الوزراء للاطلاع على قضايا المرحلين تتولى دراسة كل القضايا وإيجاد الحلول المناسبة لها..
واكتفى وكيل قطاع الجاليات بوزارة شؤون المغتربين عبدالقادر الشميري بالقول : لا توجد دولة ولا يوجد رئيس ولا حكومة ولا وزير مغتربين نحن في الوقت الضائع..
إلى ذلك أوضح مصدر بوزارة شؤون المغتربين فضل عدم ذكر اسمه بأن كل شيء موقوف وليس هناك تواجد في المنافذ.. كما أن الجوانب الإنسانية المتعلقة بالمرحلين موقوفة ولا يوجد أي مؤشر إيجابي والمرحلين لهم الله الذي خلقهم ويتكفل بعودتهم..
وحذر المصدر: بأن منفذ الطوال ممر مفتوح يستخدم للدخول والخروج بشكل دوري وليس فقط للمرحلين من اليمنيين بل يدخل معهم الكثير من جنسيات مختلفة ممن ترحلهم السعودية فمنهم السعودي والهندي والأفريقي وقاطع الطريق.. حدودنا مفتوحة دون حسيب ولا رقيب..