ذكرت وسائل إعلام حكومية سورية أن الجيش السوري نفذ عملية أسفرت عن مقتل القائد العسكري العام لجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة أمس الأول في شمال غربي البلاد.
وقتل أبوهمام الشامي في انفجار خلال اجتماع لقادة جبهة النصرة في محافظة ادلب. وقالت مصادر من المعارضة: إن ثلاثة قياديين في الجبهة على الأقل قتلوا في الانفجار.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مراسلها قوله: إن أبوهمام قتل مع “عدد من متزعمي التنظيم خلال عملية نوعية للجيش في الهبيط بريف إدلب”.
كما نقلت الوكالة عن مصدر عسكري ان وحدات من الجيش “نفذت ضربات مكثفة على أوكار وتجمعات لإرهابيي” جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة في منطقة أبو الظهور الواقعة إلى الشمال الشرقي من الهبيط.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر المعارضة أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قتل أبوهمام في غارة جوية. لكن متحدثا باسم التحالف قال إنه لم ينفذ أي غارات جوية في إدلب خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وتثير واقعة مقتل القائد العسكري ابوهمام الشامي العديد من تساؤلات المراقبين حول نتيجة المساعي القطرية التي دعت جبهة النصرة لى الخروج من عباءة تنظيم القاعدة والتحول إلى تيار ديني معتدل.
وقالت المصادر: إن مسؤولين من أجهزة المخابرات القطرية اجتمعوا مع أبومحمد الجولاني زعيم جبهة النصرة عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية لتشجيعه على التخلي عن تنظيم القاعدة ومناقشة الدعم الذي يمكن لهذه الأجهزة تقديمه.
وكانت جبهة النصرة في وقت من الأوقات أقوى الجماعات التي تحارب الأسد غير أنها ضعفت عندما رحل معظم قادتها ومقاتليها مع البغدادي لتأسيس داعش. ثم قتل التنظيم بعد ذلك الكثير من قادة جبهة النصرة الباقين وصادر أسلحتهم وأجبرهم على الاختباء واستولى على مناطق نفوذ النصرة.
غير أن “داعش” تعرضت لضغوط من الغارات الجوية التي تشنها طائرات تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة. كما أن التنظيم خسر أرضا لصالح المقاتلين الأكراد في سوريا ولصالح القوات المسلحة العراقية. لكنه أبعد ما يكون عن الانهيار.
و”أبو همام الشامي” أو “السوري” والذي يعرف أيضا باسم “فاروق السوري” بايع زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن مصافحة الأمر الذي يعتبر من المآثر ودليل ثقة بالشخص الذي يرشح لنيل هذه الحظوة بحسب مصادر في الجبهة.
وبعد دخول الولايات المتحدة إلى أفغانستان تم تكليفه بعمل في العراق قبيل سقوط بغداد حيث مكث فيها لمدة أربعة أشهر بتكليف رسمي من قيادة تنظيم القاعدة والتقى خلال هذه الفترة بكل من أبي حمزة المهاجر (أمير القاعدة في العراق قبل تأسيس داعش وأبي مصعب الزرقاوي واعتقلته السلطات العراقية وسلمته إلى السلطات السورية التي أطلقت سراحه لعدم ثبوت جرم بحقه.
وبعد تسلم منصب المسؤول العسكري لمكتب خدمات المجاهدين حيث كان الزرقاوي يرسل إليه “أمراء الجهاد” فيدربهم ويرجعهم إليه.
ومع حملة الاعتقالات في العام 2005م التي شنتها السلطات السورية ضد المتورطين بأعمال إرهابية أو الانتماء إلى تنظيمات متطرفة هرب أبو همام إلى لبنان ومنه عاد إلى أفغانستان بناء على طلب المشايخ هناك حيث كلفه عطية الله الليبي بالعمل في سوريا ويتبع لـ “القاعدة” مباشرة.
قد يعجبك ايضا