البكالي:الاقتصاد الإسلامي لا يخضع للآليات العمياء فهو منسق ومحكوم بغايات إنسانية ومقاصد إلهية مترابطة

الاقتصاد في الإسلام فرع أصيل من فروع الشريعة الإسلامية السمحة الشاملة لكل الجوانب المادية والروحية منهجا وأخلاقا فكل ما اشتملت عليه من عبادات ومعاملات وحدود وفضائل إنما هو وسيلة لغاية كبرى هي توحيد الله تعالى ثم البناء الأخلاقي المتكفل للبشرية في منهج تشريعي رباني حول مفهوم الاقتصاد الإسلامي وأهميته في بناء الفرد والمجتمع يحدثنا محمد البكالي ماجستير اقتصاد جامعة العلوم والتكنولوجيا فيقول:

الاقتصادنا الإسلامي اقتصاد فريد في نوعه عريق في تاريخه أصيل في ذاته مستقل في تعاليمه اقتصاد يقوم على تشريع رباني اقتصاد يقوم على قواعد أساسية اقتصاد متفرد بخصائص ذاتية وصدق الله عز وجل القائل سبحانه: ? وأن هذا صöراطöي مستقöيما فاتبöعوه ولا تتبöعوا السبل فتفرق بöكم عن سبöيلöهö ذلöكم وصاكم بöهö لعلكم تتقون?  الاقتصاد الإسلامي كلمة ذات مفهوم واسع يوضح المعالم الرئيسية للخطط الاستراتيجية التي ترسم الطريق لكل المسارات والخطط الفرعية التي تمس هم الإنسان المسلم في العيش الكريم.
وأضاف البكالي أن الأنبياء والمرسلين كانوا يعملون أعمال بسيطة بالظاهر لكنها ذات بعد نفسي عميق فمثلا خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم قد تظهر مهنة الرعي للكثيرين أنها سهلة جدا ولكنها من أصعب الأمور التي قد يجدها دكاترة الجامعات حيث أن هذه المهنة أهلت محمد بن عبد الله ليقود أمة أن الرعي هو تطبيق صعب لكل قواعد الإدارة الحديثة حيث انه لا يمكن لإنسان عاقل أن يدير مجموعة من الأشخاص المختلفين بالآراء لتحقيق هدف معين  إلا بالصبر والحكمة و كذالك الربح الوفير لا يكون إلا با الصبر والإدارة الناجحة ولو تتبعنا سيرة الأنبياء السابقين لوجدناهم عملوا في عدة أعمال بسيطة جدا مثل الخياطة والنجارة وغيرها لكنها تحتاج إلى مهارة في التصميم والإبداع والدقة في نفس الوقت وما أريد إيصاله بصورة واضحة ودقيقة هو أن الأعمال المهنية البسيطة هي أساس نهضة الشعوب لأنها هي التي تحرك عجلة الاقتصاد وعلينا أن نعلم أن عمال المصانع والعمال الحرفيين من الشباب هم العمود الفقري لتطور الاقتصاد في كل العالم الإسلامي في مجال المعاملات الاقتصادية حافل بالقواعد والضوابط المنظمة لكل من المستهلك والمنتج والسوق والنشاط الاقتصادي. هكذا هو الاقتصاد الإسلامي قادرا على حل المشكلات الاقتصادية لما يتمتع به من خصائص ومقومات غير متحققة في غيره ولا ننسى أن البنوك الإسلامية نجت من الانهيار الاقتصادي العالمي الذي حصل قبل أكثر من سنتين ولذلك نريد تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على البنوك المتسمية بالإسلام.
ودعا البكالي البنوك الإسلامية إلى تبني مشروع القرض الحسن لما له من فوائد عظيمة على الفرد والمجتمع  فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أقرض مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به) وأكد البكالي أن الإسلام هو نظام الحياة التطبيقية والأخلاق الرفيعة وهاتان الوجهتان مترابطتان لا تنفصلان أبدا
يقول ليون روشي في كتابه (ثلاثون عاما في الإسلام) لقد وجدت فيه – الإسلام – حل المسألتين الاجتماعية والاقتصادية اللتين تشغلان العالم الأولى في قوله تعالى: ?إöنما المؤمöنون إöخوة? فهذه أجمل المبادئ للتعاون الاجتماعي والثانية فرص الزكاة في مال كل ذي مال بحيث يحق للدولة أن تستوفيها جبرا إذا امتنع الأغنياء عن دفعها طوعا هكذا هو الاقتصاد الإسلامي لا يخضع للآليات العمياء فهو منسق ومحكوم بغايات إنسانية ومقاصد إلهية مترابطة.
وحول مشكلة البطالة عند الشباب يقول البكالي
إن البطالة مشكلة اقتصادية واجتماعية وإنسانية ذات خطر فإذا لم تجد العلاج الناجح تفاقم خطرها على الفرد وعلى الأسرة وعلى المجتمع يقول الراغب الأصفهاني رحمه الله: ((من تعطل وتبطل انسلخ من الإنسانية بل من الحيوانية وصار من جنس الموتى)) لذا وضع الإسلام مجموعة من القواعد والتنظيمات لمعالجة ظاهرة البطالة ومن أجل الحث على العمل والبعد عن المسألة وفي هذا رد على الذين يتهمون الشريعة الإسلامية بأنها تحبذ جانب الفقر على الغنى وبإيجاز فقد عالج الإسلام ظاهرة البطالة من جانبين.
أحدهما: جانب وقائي أي قبل وقوع ظاهرة البطالة وانتشار آثارها واضرارها بالحث على العمل وذم المسألة والثاني: جانب علاجي أي بعد وقوع بعض أفراد المجتمع في أتون البطالة ومستنقع التعطل ومواجهة ذلك بالحث على التخلص من البطالة من خلال أوامر صريحة وإجراءات ملزمة تجعل من السهل التصدي لمعالجة ظاهرة البطالة ومشكلة العطالة في المجتمع.

قد يعجبك ايضا