في الوقت الذي كان يؤمل فيه طلاب أبناء محافظة المهرة أن يكون العام 2015م عاماٍ للتعليم والتطوير إلا أن الواقع يعكس ما كان يؤمله الطلبة والطالبات الجامعيون حيث كانت ولازالت المحافظة تفتقر إلى وجود الجامعات التعليمية وإن وجدت فإنها لا تلبي احتياجات المحافظة في التعليم الجامعي.
“الثورة” رصدت هموم ومعاناة الطلبة بمحافظة المهرة وخرجت بالحصيلة التالية:
في البداية تحدثت الطالبة قمر عبدالله سعد قائلة: أكملت الثانوية العامة قسم علمي وأود الالتحاق بالجامعة ولكن للأسف الشديد لا توجد في جامعة المهرة سواء تخصصات محددة مثل دراسات إسلامية ولغة عربية وللأسف أن خريجي هذه التخصصات وعددهم بالمئات مازلوا عاطلين, عن العمل وملفاتهم في إدراج مكتب الخدمة المدنية بالمحافظة وأضافت: أرغب أن أتخصص في الكيمياء أو الفيزياء خاصة وأن مثل هذه التخصصات غير متوفرة في كلية التربية بالمحافظة, وهناك موانع اجتماعية تقف حائلاٍ أمام “الفتاة” تمنعها من الانتقال إلى خارج المحافظة لمواصلة دراستها بعيداٍ عن أسرتها, كما أن الظروف المادية صعبة الأمر الذي جعلني أفكر بترك الدراسة نهائياٍ لأنه لا فائدة من أن أدرس أربع سنوات في تخصص يجعلني عاطلة عن العمل وبالأخير توضع الشهادة على الرف, لذا أتمنى من الجهات المعنية سرعة التدخل في وضع الحلول العاجلة والارتقاء بالمستوى الجامعي بالمهرة.
مشاكل عديدة
أما الطالب عبود أحمد بن قمصيت فقال: لا أستطيع حصر هموم ومشاكل الطالب الجامعي الدارس خارج المهرة ولا أريد تكرار ما تحدث به زملائي لكن من أهم تلك المشاكل التي تواجه الطلاب المهريين الدارسين في المحافظات الأخرى توقف نتيجة الظروف المعيشية الصعبة خاصة وأن الطالب بحاجة للمبالغ كبيرة من المال ليتسنى دفع إيجار المسكن بالإضافة إلى المأكل والمشرب والمواصلات وغيرها من المستلزمات التي جعلتنا عاجزين عن استكمال دراستنا الجامعية فيا ترى إلى متى سوف تستمر معاناتنا وهل الجهات المعنية راضية عن ما يجري لنا من معاناة, أتمنى من الجهات المعنية وضع طلاب وطالبات أبناء المهرة في أولى اهتمامهم ليتسنى لنا إكمال الدراسة الجامعية.
التوقف عن الدراسة
ومن جانبه تحدث الطالب سعيد علي سعيد العبودي بالقول: يعاني التعليم الجامعي في محافظة المهرة بعض الشيء نتيجة الغربة وشحة الدعم المالي الدائم, وللأسف العديد أبناء المهرة لا يستطيعون مواصلة التعليم الجامعي لظروف قاهرة, لهذا أعتقد أنه إذا تم تأسيس جامعة في المهرة تشمل تخصصات عديدة سوف يكون لها مردود كبير وزيادة عدد حملة الشهادات العليا خاصة وأن التخصصات الموجودة في كلية التربية بالمحافظة غير كافية لاستيعاب مخرجات الثانوية وتزايد الإقبال على التعليم الجامعي.
صعوبات
تحدث الأخ عمر محمد بن نيمر بالقول: عندما كنت طالبا جامعياٍ واجهت أنا وزملائي صعوبات عدة لكننا تغلبنا عليها بالصبر والإرادة, فالطلاب المهريون الدارسون خارج المحافظة يواجهون مشاق كثيرة وكبيرة تهدد الجيل خاصة في غياب الدعم المادي للطلبة, وأردف: على السلطة المحلية القيام بدورها الكافي في توفير الدعم اللازم والمساندة الفاعلة لتخفيف الأعباء على الطلاب الإسراع في عمل دراسة متكاملة لتأسيس جامعة المهرة ولابد من الاهتمام من قبل التجار لدعم العلم والتعليم في المحافظة.
كما نطالب بتخصيص جزء يسير من عائدات المحافظة للطلبة الجامعين ومحاولة ابتعاث طلاب إلى الخارج لاستكمال الدراسة دراسات عليا كالماجستير والدكتوراة وفتح كلية جديدة للعلوم الإدارية والمحاسبة وإدارة الأعمال والتجارة وغيرها, بالإضافة إلى فتح كليات للعلوم الصحية والتقنية تدعم المعهدين الصحي والتقني الموجودين اللذين يعدان لبنات وأساس الكليات, وكما نعلم أن أكثر الكليات في حضرموت وعدن بداياتها كانت معاهد ثم تحولت إلى كليات والأمل معقود في تحقيق هذه المطالب على قيادة المحافظة التي نتمنى منها أن تولي قطاع التعليم أهمية كبيرة.
ظروف معيشية صعبة
الطالب صالح سالم بن سنان قال: عدم توفر التخصصات الكافية في كلية التربية بالمحافظة جعل العديد من الطلاب خريجي الثانوية العامة ينتقلون إلى محافظات أخرى كحضرموت للدراسة الجامعية هناك غلاء المعيشة وارتفاع رسوم الدراسة الجامعية, وللأسف أن مثل هذه العوامل تجعل الطالب غير قادر على مواجهة هذه الالتزامات نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها معظم الطلاب إن لم أقل جميعهم, ويضيف: نطالب السلطة المحلية بالمحافظة بوضع هذه القضية في سلم أولوياته والالتفات إلى معاناتنا كطلاب نبحث عن العلم والتحصيل العلمي وكذا سرعة العمل على إنشاء كلية تتوفر على كافة التخصصات ليتسنى للكوادر الشابة أن تجد فرصتها في مواصلة التعليم.
معيار الازدهار
وفي ذات السياق تحدث الأخ طارق عوض بن غموض قائلاٍ: هناك العديد من الطلبة من محافظات أخرى يدرسون على حساب محافظاتهم أو على نفقة التجار وأهل الخير إلا محافظة المهرة التي لا يوجد فها اهتمام ولا دعم وكأننا لا نعي أهمية التعليم الجامعي, خاصة وأنه يعد أهم الركائز في عصرنا الراهن فحاملو الشهادات الجامعية هم من يقودون مجتمعاتهم ومعيار الازدهار والرقي يتمثل في نسبة الحاصلين على الشهادات والمتعلمين فمتى ستتغير النظرة في المهرة ونصبح مهتمين بالعلم¿!
غياب التخصصات
الأستاذ أحمد علي رعفيت عبر عن رأيه بالقول: أعتقد أن محافظة المهرة بحاجة ماسة إلى تكملة برامجها من التعليم الجامعي خاصة وأن المحافظة بحاجة إلى جامعة مستقلة بذاتها وتكون بكامل كلياتها وليست تابعة لأية محافظة, فكلية التربية بالمحافظة في وضعها الحالي ليست كافية بتخصصاتها الموجودة حيث يوجد بها سوى أربعة أقسام هي قسم الرياضيات والاجتماعيات والإسلامية والقرآن وعلومه واللغة العربية واللغة الإنجليزية, نعم هذه التخصصات رائعة ولكن أليس من المفترض أن تكون هناك تخصصات علمية كالكيمياء والفيزياء والهندسة والحاسوب وهندسة اتصالات وغيرها من الأقسام التي يفترض أن تكون موجودة وتلبي احتياج المحافظة ورغبة أبنائها, ولأن هذه الأقسام غير موجودة يضطر أبناء المحافظة للانتقال لمحافظات أخرى لغرض الدراسة فيها بالرغم من ظروفهم المادية الصعبة إلا أنك تجد خريجي الثانوية يعزفون عن الدراسة في كلية التربية بالمهرة ويتجهون إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا للتعليم عن بعد وهذا مكلف جدا ولذلك يجب على السلطة المحلية أن تعي الجانب التعليمي الاهتمام اللازم وتقوم بواجبها تجاه أبناء المحافظة.