
هددت وزيرة الخارجية الاسترالية جوليا بيشوب أمس اندونيسيا بإجراءات اقتصادية انتقامية إذا نفذت حكم الإعدام الصادر بحق مواطنين استراليين أدينا بتهريب المخدرات.
وكانت السلطات الاندونيسية قد اعطت أمس الأول الضوء الأخضر لنقل الاستراليين اندرو تشان وميوران سوكوماران من سجنهما في جزيرة بالي إلى سجن في جزيرة أخرى تمهيدا لتنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقهما.
وجرت في الأيام الأخيرة تجمعات في سائر أنحاء استراليا تضامنا مع المواطنين. وبحسب الوزيرة بيشوب فإن السياح الاستراليين سيقاطعون اندونيسيا إذا ما نفذت حكم الإعدام بحق مواطنيها.
وقالت بيشوب: “لقد تلقيت فيضا من الرسائل الالكترونية والرسائل النصية القصيرة اعتقد ان الاستراليين سيعربون عن اشمئزازهم العميق من خلال اختيارهم لمكان آخر لتمضية عطلاتهم” غير اندونيسيا.
وتعتبر جزيرة بالي التي يطلق عليها احيانا اسم “شاطئ سيدني” وتبعد بضع ساعات بالطائرة عن البر الاسترالي المقصد الأول للسياح الاستراليين. وفي 2002م أسفرت اعتداءات استهدفت هذا المنتجع السياحي عن سقوط 202 قتيل بينهم 88 استراليا.
ولم تستبعد بيشوب استدعاء السفير الاسترالي في جاكرتا إذا ما تم تنفيذ حكم الإعدام.
وأعدمت السلطات الاندونيسية في 18 يناير ستة مدانين بقضايا مخدرات هم اندونيسية وفيتنامية وهولندي وبرازيلي وملاوي ونيجيري في خطوة أثارت عاصفة دبلوماسية ضد جاكرتا التي تعتمد قانونا من الأقسى في العالم في هذا المجال.
وأحكام الإعدام هذه هي الأولى التي تنفذ منذ تولي الرئيس الجديد جوكو ويدودو السلطة في البلاد في نهاية أكتوبر. وخيب جوكو ويدودو بسرعة آمال المدافعين عن حقوق الإنسان الذي أملوا في أن يؤدي انتخاب الرئيس المعروف بأنه إصلاحي إلى الحد من تنفيذ إحكام الإعدام في البلاد. وقد أكد في ديسمبر انه لن يكون هناك “اي عفو” في قضايا المخدرات.
وإضافة إلى الاستراليين المحكومين بالإعدام هناك بريطانية في السادسة والخمسين من العمر أوقفت في 2013م في بالي وبحوزتها حوالي خمسة كيلوجرامات من الكوكايين وهي بدورها تنتظر تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقها بينما ينتظر فرنسي نتيجة استئناف تقدم به.
وعلقت اندونيسيا تنفيذ عقوبات الإعدام في 2008م لكنها عادت واستأنفت تنفيذها في 2013م. وتعد قوانين الأرخبيل في مجال مكافحة المخدرات من الأقسى في العالم. وتقول السلطات أن ما يصل إلى 50 شابا اندونيسيا يموتون يوميا بسبب تعاطيهم المخدرات في بلد يبلغ عدد المدمنين فيه 4,5 مليون من أصل 250 مليون نسمة.
