الثوابتة: العدو الإسرائيلي يتعمد إدخال مواد إسعافية فقط لمنع تحسين الواقع الصحي لغزة

الثورة نت /..

أوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، اليوم الثلاثاء، أن العدو الإسرائيلي يتعمّد، منذ سريان وقف إطلاق النار، إدخال مواد طبية أولية وإسعافية محدودة إلى القطاع، تُستهلك فور وصولها، في سياسة تهدف إلى منع أي تحسّن حقيقي في الواقع الصحي.

وأكد الثوابتة، في تصريح لوكالة “صفا” الفلسطينية، أن ما يُسمح بإدخاله يفتقر إلى المستلزمات التخصصية وأدوات العمليات الجراحية المتقدمة، وأجهزة جراحة العظام، وأدوات الجراحة الدقيقة، إضافة إلى أدوية الأمراض المزمنة والسرطانية، ما يجعل الاستجابة الطبية “جزئية ومبتورة وغير كافية لإنقاذ الأرواح”.

وقال إن العدو الإسرائيلي يتعمّد حظر إدخال المستلزمات الجراحية الأساسية، في وقت يتعرض فيه القطاع الصحي لضغط هائل نتيجة حرب الإبادة، والارتفاع المتواصل في أعداد المرضى والجرحى.

ولفت إلى أن الواقع الصحي والإنساني في غزة لا يزال بالغ الخطورة، مع استمرار النقص الحاد والمتواصل في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما ينعكس مباشرة على حياة المرضى والجرحى، ويهدد بانهيار ما تبقى من المنظومة الصحية.

وأشار الثوابتة إلى توقف كلي أو جزئي للعمليات الجراحية في عدد من المستشفيات خلال الفترة الأخيرة، بسبب نفاد المستلزمات الأساسية، وأدوات العمليات، ونقص أدوية التخدير والمحاليل والمستهلكات الطبية، محذرًا من أن هذا التوقف “لا يعني تأجيلًا علاجيًا فحسب، بل تعريض حياة المرضى لخطر الموت أو الإعاقة الدائمة”.

وأضاف أن نحو نصف مليون عملية جراحية ما تزال معلّقة، في ظل عجز الطواقم الطبية عن إجرائها بسبب ”شبه الانهيار” الذي يعيشه القطاع الصحي نتيجة سياسات العدو الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية.

وأفاد بأن الوضع الصحي في قطاع غزة حرج للغاية ويقترب من مرحلة العجز الكامل، وفق تحذيرات وزارة الصحة وإدارات المستشفيات، موضحًا أن المشافي المتبقية تعمل فوق طاقتها الاستيعابية، بإمكانات تشغيلية محدودة، وفي ظل استنزاف الكوادر ونقص الوقود والمستلزمات.

وحذر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من أن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة صحية واسعة النطاق، لا سيما مع تزايد أعداد الحالات الحرجة والمزمنة والجرحى.

وذكر أن عدد الشاحنات التي دخلت إلى قطاع غزة محمّلة بالمستلزمات الطبية والأدوية لا يتجاوز 10% من الاحتياج الفعلي، ولا يلبي الحد الأدنى من متطلبات القطاع الصحي، ولا يتناسب مع حجم الدمار والضغط الهائل، مؤكدًا أن هذه الكميات تُستهلك فور وصولها دون إحداث أثر مستدام.

وفيما يتعلق بمنع إدخال المستلزمات الطبية رغم إلزام البروتوكول الإنساني بذلك، قال الثوابتة إن العدو الإسرائيلي يحظر إدخال معدات حيوية، كأدوات العمليات الجراحية ومستلزمات جراحة العظام، بذريعة “أسباب أمنية” واهية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تُلزم العدو بضمان وصول الإمدادات الطبية دون عوائق.

وشدد على أن هذا الحظر يمثل سياسة ممنهجة لتجفيف قدرات القطاع الصحي، واستخدام الدواء والعلاج كأداة عقاب جماعي بحق المدنيين، مؤكدًا أن الأزمة الإنسانية “لم تنتهِ، بل انتقلت إلى شكل أشد قسوة يتمثل في حرمان المرضى من حقهم في العلاج”.

وطالب الثوابتة، بتدخل أممي ودولي فوري وفاعل، والضغط من أجل فتح المعابر دون قيود، والسماح بإدخال جميع المستلزمات والأجهزة الطبية اللازمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح المدنيين في قطاع غزة

قد يعجبك ايضا