لازالت الكلمات والموضوعات تتوالى عن واحدة من أهم وأجمل الأماكن وأندرها وكما يعتبر المعنيون والمختصون بالتنمية أرخبيل سقطرى مكانا بكراٍ يحتوي كل المقومات التي يمكن بواسطتها الانطلاق صوب الأفضل وهي نفس النظرة التي ننظر بها نحن الإعلاميون لهذا الأرخبيل
الفريد والنادر فهو بحق مادة خصبة إعلامياٍ تغوص فيه الجمل والكلمات دون أن تنتهي ومن زيارتنا الأخيرة لهذا الأرخبيل أو المحافظة إن صح التعبير كتبنا فيما مضى وها نحن نواصل الكتابة في موضوعات مختلفة ومتنوعة عن سقطرى..
وها نحن اليوم نناقش مع عدد من المعنيين بالسياحة في سقطرى مشاكل واحتياجات السياحة في هذا الأرخبيل الذي يمثل الوجه السياحية الوحيدة التي لا زالت الحركة السياحية تتردد عليها بين الفترة والأخرى..
بالرغم من الأوضاع التي تمر بها اليمن والتي كانت نتائجها السلبية كبيرة على القطاع السياحي وجعلت الكثير من الدول المصدرة للسياحة إن لم تكن جميعها تحظر على مواطنيها السفر إلى اليمن إلا أن سقطرى وحدها من استطاعت أن تكسر هذا الحظر العالمي بما تقدمه للسياح والزوار من متعة وسعادة وإثارة بحكم ما تمتلكه من مقومات الإعجاب والفرادة جعلت منها مصدر جذب وعشق للكثير من السياح.. مع أن سقطرى تفتقر إلى الكثير من الاحتياجات والخدمات التي تمثل للسياح ضرورة وتقع مسؤولية توفيرها على الدولة وهو ما سنوضحه خلال الأسطر التالية على لسان معنيين على النشاط السياحي..
تطوير المطار
أثناء تواجدنا في سقطرى وجدنا العديد من السياح من جنسيات مختلفة وهو الأمر الذي أشعرنا بارتياح وهنا تحدثنا إلى أحد السياح القادمين من سلطنة عمان وهو الأخ كريم أحمد قاسم وهو مصري الجنسية يعمل مستشارا في الحكومة العمانية في مجال تقنية المعلومات يقول: زرت الكثير من المناطق اليمنية خلال زيارات سابقة لليمن منها صنعاء – عدن – تعز- إب – المحويت وغيرها وكانت الوجه التي اعتزم زيارتها بعد تلك المناطق جزيرة سقطرى وفعلاٍ وجدنا في سقطرى ما أسعدنا وأدهشنا في آن واحد وفعلاٍ تمثل هذه الجزيرة أحد أهم الوجهات السياحية التي يفترض زيارتها لما تمتلكه من مقومات للسياحة البيئة كبيرة جداٍ ولكن لا بد وأن يتم الترويج لهذه الجزيرة سياحياٍ بشكل أفضل وأكثر ويجب أن تنظم العملية السياحية بشكل لا يؤثر على البيئة الفريدة في هذه الجزيرة بحيث يتم تحديد عدد السياح وما هي الأماكن التي يتم زيارتها وأهمية الحفاظ على تلك الأماكن فقد لوحظ أثناء التجول في بعض تلك الأماكن انتشار المخلفات البلاستيكية وهذا يؤثر على البيئية والحفاظ على التراث الإنساني المتوارث مثل الطرق صواعد ونوازل أيضاٍ لا بد من تطوير المطار والفنادق طبعاٍ مع مراعاة المعايير البيئية العالمية ويجب أن يدرك الجميع أن القطاع الخاص عندما يدخل إلى أي مكان للاستثمار يدخل بفلوسه ولا يهمه ظروف ذلك المكان أو أهله فأهل البلد من الضروري أن يكونوا جزءا من مشاركاٍ في ذلك الاستثمار ومن الأشياء المهمة أيضاٍ الصرف الصحي فمن الملاحظ أن بعض الدول العربية لا تهتم بالصرف الصحي في المناطق والمواقع السياحية الساحلية حيث تصب مباشرة إلى البحر وهذا كلام غير مقبول.
وأكد كريم أن الدولة اليمنية عندما تريد أن تبدأ من سقطرى عليها أن تبدأ صح وإلا تترك الجزيرة كما هي بكر.
وشدد على أهمية أن يتم إيجاد رحلات طيران مباشرة إلى الجزيرة على الأقل من العواصم العربية وإذا تعذر من العواصم الخليجية.
تساؤلات هامة
فإذا كان هذا رأي السياح فيكف ينظر العاملون في السياحة لواقع الجزيرة ومشاكلها سياحياٍ وهنأ التقينا الأخ يحيى بن عفرار صاحب وكالة “سقطرى سبيشل ستور للسياحة” والذي طرح عدداٍ من النقاط الهامة التي تقف عائقاٍ على حد تعبيره أمام ازدهار السياحة في سقطرى يقول بن عفرار: لعل أبرز المشاكل وفي مقدمتها بيع الأراضي والذي يقوم بالبيع أناس من سقطرى والذين يفتقدون إلى الوعي بالعواقب الوخيمة من هذه التصرفات اللامسؤولة حيث يقومون وتحت وطأة الحاجة ببيع أراض سياحية رائعة بأسعار زهيدة وهم مدركون بأنهم مستقبلاٍ قد يدفعون فلوسا لزيارة تلك الأماكن التي فرطوا بها أيضاٍ بترتيب العملية السياحية بأكملها في سقطرى من سيعمل على ترتيبها ومن المسؤول عن إقلاق العملية السياحية لا سيما ما يتعلق منها بعرقلة الرحلات المباشرة وإلغاء الرحلات وتأخير أمتعة السياح وشنطهم لأيام عديدة حيث من الممكن أن تتأخر في صنعاء أو المكلا لثلاثة أو أربعة أيام ويظل السائح بالملابس التي عليه ولماذا يسعى البعض في مجلس الترويج السياحي عرقلة أو رفض أن ترتبط سقطرى برحلات طيران مباشر إلى دبي ومنا طق عربية أخرى¿¿ ولماذا لا تعمل وزارة السياحة باعتبارها المسئولة عن السياحة في الجزيرة وعموم اليمن على متابعة مشاكل السياحة في الجزيرة والعمل على حلها وتذليل الصعاب التي تعيقها¿¿
نريد أن نعرف أين مكتب السياحة في محافظة أرخبيل سقطرى مكتب البيئة كان من أنشط المكاتب في الجزيرة لماذا تراجع أداءه وغلت يداه¿ هل هناك عصابات ونافذين أو منتفعين وراء ماحدث من تراجع لمكتب البيئة¿
تساؤلات هامة وبحاجة إلى إيجابيات عاجلة وسريعة من قبل الجهات المختصة إذا كان لديها إجابة أو لديها الشجاعة للإيجابية..
وحول آراء السياح وشكاواهم على اعتبار أن الأخ يحيى عفرار على احتكاك دائم بهم يقول: تتمحور أبرز الشكاوى لدى السياح من سوء الخدمات فوزارة السياحة على اعتبار أنها تنظر إلى الجزيرة باعتبارها الوجهة الوحيدة المتاحة للسياحة إلا أنها لا تقوم بالإشراف على الفنادق والمطاعم حتى المحميات الطبيعية والسياحية لم تستطع وزارة السياحة حتى تعطيهم أفكاراٍ جديدة فقط ممنوع أن يبنوا أو يستحدثوا أو يطوروا ولكن ماهي البدائل والحلول لا تمتلك وزارة السياحية الجهات المسئولية أدنى معرفة بها.
وأضاف: نحن نسمع أن فريق من وزارة السياحة قرار الجزيرة وبإعداد كبيرة ومكنهم يذهبون كما أتوا دون فائدة وكان الأحرى بهم أن يخصصوا المبالغ التي صرفها في الجزيرة وتكاليف السفر وبدلاته لعمل مشروعات أو خدمات سياحية في الجزيرة فقد أعلنت الوزارة منذ أشهر عديدة عن اعتزالها تنفيذ حمامات عدد من المحميات وبمبالغ كبيرة عشرات الملايين ولكن على الأرض الواقع لم يتم شيء حتى الآن¿
الخدمات مهمة
وتحدثنا أيضاٍ إلى الأخ عبدالجميل عبدالله علي –مدير وكالة سقطرى للسياحة البيئية والذي أود عدداٍ من الصعوبات والملاحظات أوجزها قائلاٍ: يعود الفضل في الترويج والحفاظ على بيئة سقطرى إلى مشروع الأمم المتحدة الإنمائي والتعاون الإيطالي وإلا فقد كانت سقطرى إلى وحتى نهاية التسعينيات شبه معزولة عن العالم وساهم افتتاح إطار في العام 1999م في كسر هذه العزلة.
وبرعغم ذلك الاهتمام الدولي الذي حظيت به الجزيرة إلا أنها وإلى الآن لازالت تفتقر إلى البيئة التحتية للسياحة وعمل الإيطاليين الذين كانوا يعملون في الجزيرة بمشروع صوت جزيرة سقطرى على الترويج للسياحة إلى سقطرى في إيطاليا وفعلاٍ بدأ السياح يصلون إلى سقطرى لكن لم يكن المجتمع المحلي يستفيدون منها فقط الشركات السياحية وحدها المستفيدة.
ولهذا تم إنشاء الجمعية السياحية حاولت أن تدمج المجتمع المحلي في العملية السياحية وتشترك في عملية التفويج السياحي إلا أن ضغوطاٍ مارستها الشركات السياحية الكبيرة على تلك الجمعية أِصابتها بالشلل التام بعدها تم التفكير في أن يعمل المجتمع المحلي على إقامة مشروعات سياحية صغيرة جوار المزارات السياحية للاستفادة وفعلاٍ نجحت هذه التجربة إلا أنها بحاجة إلى دعم وتطوير من قبل الجهات ذات العلاقة ولابد أن نعمل جاهدين وهي رسالة لمجلس الترويج السياحي على الترويج للسياحة في سقطرى بمعزل تام عن بقية المحافظات حتى لا تتأثر سقطرى بما يحدث في المحافظات الأخرى فهي المكان السياحي الوحيد الذي لا يزال مهنياٍ سياحياٍ وأمنياٍ لاستقبال السياح بالرغم من أن معظم السياح الذين يصلون إلى الجزيرة يسمون بالسياح المغامرين نظراٍ للأحداث على الساحة اليمنية وأيضاٍ عدم توفر الخدمات السياحية في هذه الجزيرة, وهنا لا بد من الإشارة إلى أن توفر الخدمات لا يعني بالضرورة الإضرار بالبيئة ولدينا جزر كثيرة حول العالم لديها مقومات بيئية نادرة ولديها خدمات سياحية ضخمة هذه الخدمات لم تؤثر على بيئتها, فلماذا لا تتم الاستفادة من تجارب تلك الدول خاصةٍ وأن مجلس الترويج السياحي يشارك في الكثير من الفعاليات الدولية التي تشارك فيها دول لديها جزر ذات ازدهار سياحي كبير, فمن غير المناسب أن تظل سقطرى تفتقر إلى الخدمات بحجة عدم التأثير على البيئة, ففي الجزيرة كلها فندق واحد على مستوى سياحي مناسب, لكنه صغير وبأقل عدد من السياح يكفي لشغل الفندق كاملاٍ.
وأشار عبد الجميل إلى أن شركة السعيدة للطيران باتت من أهم الأسباب في عرقلة السياحة إلى الجزيرة بعد أن كانت أهم العوامل في نجاحها, خاصةٍ بعد أن افتتح خطاٍ مباشراٍ من الشارقة إلى الجزيرة والعكس, لكن عدم التزامها واستهتارها بمواعيد الرحلات شكل معضلة كبرى, ففي اللحظات الأخيرة تلغى, سواءٍ من الشارقة أو حتى من الجزيرة, الأمر الذي يسبب إزعاجاٍ وتذمراٍ لدى السياح الذين يخسرون الكثير ويواجهون مشاكل جمة جراء هذا الاستهتار من السعيدة.
سقطرى الوحيدة في الترويج
مشاكل وصعوبات كثيرة تواجهها محافظة أرخبيل سقطرى, الوجهة السياحية الرائدة والوحيدة لليمن حالياٍ, وهذه المشاكل ربما تقع مسؤولية حلها على الإخوة في وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي, وهو ما حرصنا على نقله إليهم, حيث توجهنا إلى مجلس الترويج السياحي والتقينا الأخت فاطمة الحريبي, المدير التنفيذي للمجلس, باحثين عن إجابات لكل ما سبق, حيث تقول : نحن في مجلس الترويج السياحي تحاول قدر استطاعتنا أن نساعد جزيرة سقطرى, والدليل نزولنا الميداني ولقاءنا بقيادات محافظة سقطرى, وعملنا على إعلان سقطرى عاصمة للسياحة البيئية ونظمنا دورة تدريبية لعدد العاملين بالسياحة في سقطرى في ثلاثة مجالات : (الإرشاد السياحي, التغذية, التنمية البشرية) ولدينا دورة تستهدف (50) امرأة من سكان سقطرى في مجال إنتاج الحرف اليدوية وبيعها للسياح لتحسين دخل المرأة والأسرة بشكل عام, لكنها لم تنفذ برغم أننا كنا قد تعاقدنا مع مؤسسة التدريب, والسبب حدوث التغيير الوزاري, وجاء الوزير الجديد ولم يقتنع بالفكرة ورفض توقيع العقد وإقامة الدورة, ومع ذلك لا زالت الدورة قائمة, وعندما يأتي وزير جديد سنحاول إقناعه بإقامتها, كذلك نسعى إلى تدريب الكادر السياحي في غير موسم السياحة وفي مجالات عدة بحسب طلبهم واحتياجاتهم, وفي ما يتعلق بالبنية التحتية فقد حددت لنا السلطة المحلية (8) محميات لكي نستهدفها في إقامة بنية تحتية فيها حمامات ومطاعم واستراحات, وفعلاٍ اخترنا المقاولين من أبناء الجزيرة وحتى الآن لم يرفع لنا مهندس الوزارة تكلفة هذا المشروع.
طيب, كنتم قد أطلقتم قبل أشهر عديدة مشروعاٍ لتنفيذ حمامين في كل محمية, ولكن حتى الآن لم تنفذ, أوضحت الحريبي أن مشروع الحمامات بالفعل تأخر والسبب في ذلك تغير الأوضاع والظروف السياسية التي تمر بها البلد, لكن المجلس ملتزم بتنفيذ كل ما أقره والتزم به لجزيرة سقطرى.
وفي ما يتعلق بالترويج أكدت أن مجلس الترويج السياحي يروج لسقطرى في كل المعارض التي يشارك فيها خارج البلد, وهي الوحيدة التي يتم الترويج لها بهذا الشكل, كذلك تم الضغط من أجل فتح خط مباشر للطيران من دبي إلى الجزيرة مباشرة.
وحول عدم انتظام رحلات الطيران قالت : إن المجلس والوزارة ليس لهما أي دور أو رقابة على الطيران ولا حتى الوكالات, فقط تواصل وخطابات وتساؤل, تصور أن مجلس الترويج السياحي لديه إيرادات مستحقة عند طيران السعيدة لم تستطع تحصيلها, والسعيدة رافضون تسديدها, فإذا كنا غير قادرين على تحصيل حقوقنا فكيف نستطيع إلزامهم بالانضباط بالرحلات¿
تصوير/ فؤاد الحرازي