
حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي العالم من حرب طويلة تهدد بمخاطرها معظم البلدان في حال عدم دعم العراق في حربه ضد تنظيم “داعش” فيما اتهمت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك تركيا بأنها محطة مرور للمقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا وأعلنت عن تزويد بغداد بأسلحة غير فتاكة .
وجه حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع انغيلا ميركل في ميونيخ الجمعة تحذيرا إلى دول العالم من حرب طويلة ضد “داعش” سيطالها خطره في حال عدم دعمها للعراق في حربه ضد التنظيم. وأضاف أن العراق هو البلد الوحيد الذي يواجه “داعش” بقوات برية على الأرض . وأكد أن بلاده بحاجة إلى جميع انواع الدعم العسكري والاستخباري والاقتصادي وخاصة في مواجهة الالغام التي يقوم التنظيم بزرعها بشكل مكثف وتلحق خسائر جسيمة بالعسكريين والمدنيين. وأشار إلى أن تنظيم “داعش” يمتلك قدرات قتالية كبيرة وخطرة على العالم أجمع ..موضحا أن هذا الصراع سيطول في حال عدم توفر دعم حقيقي لبلاده. وقال أن التنظيم له مقاتلين أجانب ويقومون بتدمير كل شيء في العراق ويهددون السلم والأمن في العالم .. وقال “نستطيع أن نواجه داعش لكن هذه المواجهة ستطول دون دعم دولي” وتعهد بهزيمة التنظيم في وقت قياسي إذا وصل هذا الدعم إلى بلاده سريعا.
ورفض العبادي خوض حرب خاسرة في محافظة نينوى الشمالية مشددا على أن خلاص أهالي المحافظة من تنظيم “داعش” بات قريباٍ مشيرا إلى أن الاستعدادات جارية لتحريرها . وأوضح أن الخطة العسكرية الخاصة بتحرير مدينة الموصل عاصمة المحافظة بدأت منذ ثلاثة أشهر من أجل دحر التنظيم. وقال أن العراق يحتاج إلى دعم مستمر من ألمانيا ودول التحالف الدولي للقضاء على “داعش” وأوضح أنه كلما توفرت للتنظيم قدرات إضافية بات يهدد الأمن والسلم العالمي بشكل أكبر ما يعني أن هناك مصلحة عراقية ودولية للقضاء عليه.
واضاف العبادي أن بلاده تتطلع لمساعدة المانية في مجال الاستخبارات والتجهيز العسكري اضافة إلى الدعم الاقتصادي لمساعدتها على تجاوز الازمة النقدية التي تواجهها حاليا مشيرا إلى أن المستشارة ميركل قد وعدت بتقديم مساعدات في هذه المجالات.
ومن جهتها قالت ميركل أن تركيا تمثل محطة مرور لتدفق مقاتلي داعش” إلى العراق وسوريا مشيرة إلى وجود تعاون مستمر مع أنقرة لإيقاف هذاالتدفق. واشارت إلى أن بلادها ستزود العراق باسلحة غير فتاكة واقرت بوجود نقص في المعدات تعاني منه القوات العراقية. واشارت إلى انها تنسق مع بقية دول العالم وخاصة الاوروبية منها وتركيا في مواجهة تدفق الارهابيين من هذه البلدان إلى العراق وسوريا للقتال إلى جانب “داعش” .
العراق يعرض على مؤتمر ميونيخ مطالبه لدحر داعش
ويعرض وفدان عراقيان رفيعان على مؤتمر دولي لمواجهة الارهاب يعقد في مدينة ميونيخ الالمانية السبت المقبل بمشاركة 51 بلدا رؤية بلادهما للمطلوب للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” ومواجهة تهديداته للمنطقة والعالم والدعم العسكري والانساني الذي تتطلع اليه في حربها ضد التنظيم حيث يترأس وفد العراق حيدر العبادي ووفد اقليم كردستان رئيسه مسعود بارزاني .
وسيطرح العبادي على المؤتمر رؤية بلاده لمحاربة الارهاب الجماعات المتطرفة التي تهدد امن المنطقة ويطلع المشاركون فيه على آخر التطورات العسكرية على الساحة الميدانية بالضد من التنظيمات الارهابية وعلى رأسهم داعش . كما سيناقش سبل الدعم المتاحة من قبل المجتمع الدولي للعراق في هذه المرحلة وآلية التنسيق مع العالم ودراسة مايمكن أن يقدمه ممثلو الدول المشاركة في المؤتمر في مواجهة الارهاب . وسيشدد العبادي في كلمة له بالمؤتمر على أن “نجاح المعركة التي يخوضها العراق ضد التنظيمات الارهابية هو نجاح لدول العالم اجمع وليس للعراق بشكل خاص حيث يخوض العراق حرباٍ بالنيابة عن العالم اجمع”.
مؤتمر ميونيخ للامن بمشاركة 51 بلدا
ويشارك في مؤتمر “ميونيخ للامن” ممثلون عن 51 بلدا بينهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة و50 وزير خارجية ودفاع واكثر من 400 مسؤول ومن ابرز المشاركين في المؤتمر الذي يستمر حتى الاحد المقبل المستشارة الألمانية ميركل التي ستفتتحه بكلمة عن اخر التطورات الامنية في العالم ودور بلادها فيها اضافة إلى العبادي ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن والامين العام لحلف شمال الاطلسي “ناتو” ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتز والرئيس الافغاني اشرف غني. وسيبحث المؤتمرون اخر التطورات على صعيد مواجهة الارهاب وخاصة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” والازمة الاوكرانية اضافة إلى الاوضاع الامنية المتأزمة في الشرق الاوسط . كما يناقشوا المباحثات النووية مع إيران والنزاع في سوريا وأزمة اللاجئين والانتشار السريع لفيروس إيبولا في غرب أفريقيا والحرب الالكترونية على الإرهاب .
وكانت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون قد اكدت خلال زيارتها إلى بغداد في 12 من الشهر الماضي التزام بلادها بدعم العراق عسكريٍا وانسانيٍا في مواجهة تنظيم “داعش” ليكون قادراٍ على دحر الإرهاب فضلاٍ عن توفير المستلزمات الضرورية للنازحين من أجل عودتهم إلى ديارهم بعد تحرير مناطقهم.
ومن جهته قال متحدث باسم الجيش الالماني في تصريح صحافي امس أن وزارة دفاع بلاده “دعت رسميا وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان إلى تزويدها بقائمة بالمعدات التي تحتاجها”. وأشار إلى أن “القوة ستؤسس مركزا للتدريب للجيش الالماني في اقليم كردستان ” .. موضحا أن “المباشرة بالاعدادات وهناك حاليا قوة مؤلفة من 16 جنديا وثمانية مدربين المان في اربيل وستقوم هذه القوة قريبا بتدريب قوات بيشمركة كردستان”. وأوضح المتحدث أن “وزارة الدفاع الالمانية دعت رسميا وزارة البيشمركة إلى تزويدها بقائمة بالمعدات التي تحتاجها مثل الاسلحة والذخائر فوزارة الدفاع الالمانية تنتظر حاليا معرفة ما الذي تحتاجه البيشمركة”.
وكانت الوزيرة الالمانية قد قامت بزيارة إلى اقليم كردستان مؤخرا واجتمعت مع رئيسه بارزاني كما زارت مواقع تمركز قوات البيشمركة على جبهة المواجهة مع مسلحي “داعش” في محور غرب اربيل للاطلاع ميدانيٍا على الوضع العسكري هناك. وقالت خلال مؤتمر صحافي مع بارزاني “نعلم أن قوات البيشمركة في مواجهة مع داعش على طول جبهة تبلغ مسافتها حوالي 1050 كم ووزير البيشمركة تحدث لنا عن بطولات قوات البيشمركة في ادارة الجبهة لكنه أكد لنا أن قوات البيشمركة تحتاج إلى أسلحة لتواجه السلاح المتطور الذي يملكه داعش”.
وكان عدد من ضباط البيشمركة قد تلقوا تدريبات في احدى معسكرات الجيش الالماني العام الماضي فيما أرسلت برلين شحنات من الاسلحة الالمانية إلى اقليم كردستان في ايلول الماضي في اطار المساعدات العسكرية الالمانية إلى قوات البيشمركة لمواجهة مسلحي “داعش”.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تدعم الأكراد في العراق في مواجهة تنظيم “داعش” حيث قام الجيش الألماني بإمداد القوات الكردية بأسلحة تبلغ قيمتها 70 مليون يورو. ومن المقرر أن يتم إرسال نحو مئة مدرب عسكري من الجيش الألماني إلى أربيل قريبا وبعد موافقة البرلمان الألماني (بوندستاج) على هذا الأمر في اجتماع له هذا الشهر.