غياب الآباء أثقل كاهل الأمهات


■ مختصون : تواجد الأب مهم لإشباع حاجة الأبناء وتوفير الأمن والطمأنينة والحماية لهم

غياب الآباء عن منازلهم لساعات طويلة واهمالهم مسئولية تربية أبنائهم واصبحوا غرباء يحلو في بيوتهم ضيوفا لساعات متناسين بان الاب هو الترجمة الحرفية لعبارات الحب والحنان وهو مصدر الامان وهو الربان الذي يقود ابنائه الى شط الأمان ..أبناء يشكون غياب آبائهم وأمهات اثقلهن تحمل تبعات المسئولية بمفردهن ..
في حين يرى الآباء ان اضطرارهم للارتباط بأكثر من عمل ليسدوا متطلبات الحياة الصعبة هو ما يجبرهم على الغياب المتواصل ..
ترى من المنوط به تحمل مسئولية تربية الأبناء¿ وهل تعتبر الأم هي قمة الهرم في البناء الأسري¿
الأم تفقد السيطرة على الأبناء
يقول الاستاذ امين ابراهيم إن غياب الأب عن المنزل لفترة طويلة تعتبر مسألة خطيرة جدا ويفقد الاب بذلك السيطرة على اطفاله وتنشأ في الاسرة عادة العديد من المشاكل والصراعات بين الاخوة وليس بالضرورة ان يتواجد الاب بشكل دائم في المنزل لانه لديه اعمال ولكن ما يجب ان يدركه هو اهمية وجوده وكيف يقضي الساعات القليلة التي يتواجد فيها مع ابنائه بشكل صحيح وينظر في همومهم ومشاكلهم ويساعدهم في دراستهم
ويضيف امين : إنه ما الفائدة من تواجد الاب مطولا في البيت اذا كان وجوده كعدمه واذا كان لا يستطيع ان يقدم الحب والحنان والمساعدة لابنائه وما فائدته اذا كان قاسيا القلب لا يجيد غير الصراخ عليهم ..
نهى عبيد تقول ان بيتهم يمتلىء بالفوضى والصياح طوال ايام
الاسبوع فوالدهم شرطي مرور ولا يتواجد في المنزل الا يوم الجمعة وعندما ياتي الى المنزل يحل النظام والسلام ويخيم الهدوء على المكان ويجتمع الكل للاكل معا بعد ان كان كل منهم يأكل متى يجوع دون ان ينتظر للآخر.
من يتحمل المسئولية
مريم حسن ربة بيت وأم لستة أبناء تقول : لا أستطيع ان أسيطر على تصرفات ابنائي ولا على سلوكهم فكلهم شباب ويتعاركون بشدة لاتفه الاسباب وعادة ما اصرخ واصيح بدون فائدة فلا احد منهم يسمعني ولا استطيع ضربهم وعندما ياتي والدهم الى المنزل في يومي الخميس والجمعة تراهم ينعمون بالود والاخاء وكانه لا خلاف بينهم ابدا ويبدأون بالمذاكرة والاسترجاع ..
الطفلة آمال -8سنوات- تقول افتقد لابي كثيرا وتقريبا لا اراه الا نادرا فعمله من الصباح الى منتصف الليل ويرجع الى البيت ونحن نائمون ويذهب باكرا الى العمل ونحن نائمون فلا أراه إلا إذا سهرت ليلا لانتظره..
سارة -مدرسة تقول : بقيت حائرة امام اسئلة اولادي ” امي .. اين ابي” فهو يقضي وقته في الصباح نائما وهم في المدرسة ثم يذهب للعمل ويظل الى اخر النهار وبعدها يمر ليخزن مع اصدقائه حتى منتصف الليل .. اصبحت متعبة كثيرا في ظل تحمل كل هذه الاعباء فانا من يربي وانا من اتحمل صراعات اولادي وانا من اعلمهم واذاكر لهم واقوم باعمال البيت المختلفة وكذلك اعمل مدرسة فلم اعد اعلم ما الوقت المناسب لاشكو له هموم أولاده ومتى سيظل في البيت يساعدني في تربيتهم .
ويقول محمد صغير – أب ل9 أبناء بأن الأم هي من تتحمل المسئولية الاكبر في تربية الابناء لانها موجودة في البيت بصورة اكبر ويقع على عاتقها الجزء الاكبر في التربية وتتحمل امانة كبيرة تتطلب الاهتمام والمتابعة كونها لا تفارقهم ابدا وطبعا للاب ايضا مسئولية كبيرة ولكن لا ننكر بان الام لها الدور الاساسي في التربية وكم من آباء اضطرتهم ظروف الحياة للسفر الى الخارج للعمل وتحملت الام كل تبعات المسئولية وانشأت افضل الابناء .
الأب يزرع القيم
وتشير الدراسات الى ان هناك علاقة بين تقدم الاطفال في مراحل التعليم المختلفة في حالة حضورالاباء وتواجدهم معهم ومتابعتهم فالاطفال الذين ينحدرون من عائلات ثنائية اب وام يتمتعون بقدرات افضل من اقرانهم الذين ترعرعوا في كنف عائلات احادية كالام فقط اذا تتحمل الام كافة الاعباء ولكن لا بد من تقصيرها في التربية في حالة غياب دور الاب من المسئولية في المنزل ..
ويقول الباحثون الى ان دور الاب يؤثر سلبا او ايجابا في حياة الطفل وله دور كبير في زرع القيم والمبادئ حيث يتعلم الابن من ابيه العديد من العادات والعبادات ايضا مثل ان يصطحب الاب ابنه للصلاة معه في المسجد فيتربى الطفل على حب الصلاة .
وتشير الدراسات الى ان الوجود غير الكافي للوالدين في البيت يؤدي الى اكتساب الطفل سلوك سلبي مقارنة بالاطفال الذين يقضون وقتا كافيا مع آبائهم وامهاتهم حيث اشارت نتائج الدراسات الى ان غياب الوالدين له تأثير سلبي للغاية في سلوك الطفل وان ضعف العلاقات الاسرية بين الاباء واسرهم سببه غياب الاب عن المنزل بسبب كثرة العمل وضغوطه.
أعراض جسدية ونفسية
الاستشارية الاسرية الاستاذة حنان عوبل تقول: ان غياب الاب عن المنزل فترة طويلة تضعف العلاقة بينه وبين اولاده ويقل الحب والحنان والعطف من الاب واحيانا تنعدم مشاعره تجاه ابنائه فيؤدي ذلك الى حالات نفسية واكتئابية بين الابناء وتحدث العديد من الاضطرابات في حياة الطفل الصغير وتنتابه مشاعر القلق والخوف ويتعرض للعديد من الاعراض الجسدية والنفسية مثل ” قضم الاظافر والتبول اللارادي وكثرة النسيان وعدم التركيز”
وتضيف عوبل: ان تغيب الاب عن ابنائه بسبب غفلته او بسبب اعماله قد تترك اثارا سلبية في حياة الطفل والاب الناجح هو الذي يستطيع التوفيق بين عمله ومنزله وحياة اطفاله وينظم وقته ويستطيع بالوقت القصير في المنزل ان يؤدي الكثير من الحنان لابنائه والتعليم لهم ولكن عندما يتهرب الاب من المنزل لاسباب واهية كأن يذهب الى الشارع او المقهى او الاصدقاء او ينشغل بالفيسبوك عن اطفاله ويحتج انه لا يريد الازعاج من الاطفال فعندئذ يفقد الاطفال معنى التربية الصحيحة ويفقد الولد معنى الرجولة نتيجة نقص المناعة العاطفية الابوية وعلى الاب ان يتواجد مع ابنائه في جميع مراحل حياتهم وخاصة عندما يكونوا في سن ” المراهقة ” لانه في هذا السن يصبح الولد عنيفا ولا يستجيب لامه ويحتاج للتوجيه والارشاد من ابيه وايضا على الاب ان يكون رقيبا على اولاده في هذه السن حتى يمنعهم من الانجرار نحو اصدقاء السوء واكتساب السلوكيات السلبية
وهناك ارتباط غريزي بين الام وابنائها ولكن يرتبط دور الاب بالسلطة والسيطرة والردع النفسي والمراقبة للابناء والاصل في التربية هو توزيع الادوار الاجتماعية بين الاب الام والاب وغياب الاب لفترة طويلة يؤثر سلبا على العلاقة بين الزوجين وعلى تربية الاطفال ايضا حيث يعد حضور الاب بين ابنائه امرا مهما لاشباع حاجاتهم النفسية وتوفير الامن والطمأنينة لهم والشعور بالاستقرار والحماية .

قد يعجبك ايضا