التحرش بالأطفال .. شذوذ ديني وأخلاقي..!


استغلال الطفل جنسياٍ وإصابته بالأذى الجسدي والنفسي جريمة أخلاقية بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف وقريبة لكل من سولت له نفسه اتباع درب الشيطان ومخالفة شرع الله وقتل الروح البريئة داخل الطفل أو الطفلة لإرضاء نزواته وما يثير الاستمئزاز هو أن غالبية من يقوم بالاعتداء جنسياٍ على الأطفال هم من الأسر نفسها مما يجعل الخطر قريباٍ جداٍ من أطفالنا هذا ما يضاعف حجم الملاقاة على عاتق رب الأسرة..

سامي البالغ من العمر -11 عاماٍ- أصبح ضحية عنف والده حين لجأ إلى أحد أقاربه ليحتمي به من جبروت أبيه الذي كان يقسوا عليه بالضرب والحرق أيضاٍ مما جعله يفر هارباٍ إلى عمه لينجو بنفسه من حروق والده وإذا بعمه يقوم بالتحرش به غصباٍ ما لم سيعيده إلى والده فقبل سامي بالأمر بعد ذلك خوفاٍ من الحروق التي قد شوهت جسده الصغير.
بينما تحكي ن.ع البالغة من العمر -16 عاماٍ – قصتها التي جعلتها فريسة التحرش الجنسي من قبل أحد أقارب أبيها حيث أشارت إلى أن والدها قام بزجها مع أحد الأقارب للدخول إلى دولة مجاورة للعمل هناك تقول: منذ أن كان عمري 12 عاما حينها قام هذا الرجل باغتصابي عدة مرات والتهديد ببيعي لأحد السعوديين إن اعترضته مرة أخرى حتى أصبحت أهبه نفسي وحملت منه فقام بإرجاعي إلى اليمن وحتى الآن لم أضع حملي ولم أستطع الرجوع إلى أهلي خوفا من العار الذي سيلاحقني هذا إذا لم يقم والدي بقتلي لذلك برغم من أنه السبب فيما حدث لي.
ثقافة العيب
رئيسة مؤسسة أطفال السلام أزهار العجي تقول هناك أساب كثيرة تجعل من الأطفال عرضة للتحرشات الجنسية أهمها الفقر وضعف الوازع الديني وعدم توعية الأسرة.
فثقافة العيب عندنا كمجتمع محافظ تعطي الحق للحيوانات البشرية المفترسة أن تستغل الأبرياء من باب الخزي والعار ولو وجد الرادع والتشهير لهم لكنا قد تمكنا من التخفيف من هذه الظاهرة والآفة الخبيثة ونحن حالياٍ بصدد تنفيذ مؤتمر حول مفهوم السلام من وجهة نطر الجهات المختصة.
منذ القدم
عبد الله العلفي -مدير وحدة دراسات المجتمعات الحضرية في المركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل- يقول: لا توجد دولة ولا مجتمع بشري بمنأى عن استغلال الأطفال لإشباع الغرائز الجنسية. فالاستغلال الجنسي للأطفال يعد من القضايا التي عرفتها البشرية منذ القدم والتي تعاني منه جميع الدول المتقدمة والنامية قديماٍ وحديثاٍ. ومنذ بدء الإنسان التدوين أشارت العديد من الكتابات والتقارير عن كيفية قيام الكبار الذين كانوا عادة من الرجال وفي بعض الأحيان من النساء باستغلال الأطفال من أجل المتعة أو باسم الدين أو لإرضاء نزعات مرضية أو محاولة لاستغلال علاقة من علاقات السلطة لمجرد اعتقادهم أنهم سيفلتون من العقاب.
وأشار العلفي إلى أن اليمن كغيرها من الدول العربية يصعب فيها الحصول على إحصائيات دقيقة تصف حجم انتشار ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال وإن وجدت بعض الأرقام الرسمية فإنها لا تعبر عن واقع الظاهرة.
تحرش الأقارب
وأكدت تقارير منظمة الصحة العالمية على أن الكثير من قضايا استغلال الأطفال جنسياٍ بما في ذلك الاغتصاب غالباٍ ما يحدث في أماكن العمل والمدارس والأحياء السكنية العشوائية ونوادي الانترنت ومن الممكن لأي شخص أن يكون من القائمين بالاستغلال في هذا الصدد من قبيل المدرس أو من ذوي القرابة أو صاحب العمل أو العاملين في المنازل أو القرين أو مروج المواد الإباحية وبعض الكبار يستغلون علاقتهم بالطفل من أجل المتعة أو السيطرة وليس من أجل الربح الشخصي وكثيراٍ ما يكون هؤلاء معروفين لدى الطفل مثل أفراد الأسرة أو أصدقاء العائلة أو المدرسين أو المدربين الرياضيين.
الثقة لزائدة بالاقارب
المحامي نشوان حمود البادرة يرى أن ظاهرة التحرش الجنسي بشكل عام وبالأطفال بشكل خاص بدأت تتفاقم في مجتمعنا بل هي الأقرب لتحولها إلى وباء اجتماعي ومع كل أسف التحرش الجنسي بالأطفال غالبا ما يكون مصدره بعض الأهل والمحارم حيث ان 70% من حالات التحرش يرتكبها الأقارب! اومن القائمين على رعايتهم .
وكل يوم نسمع القصص من هذا المجتمع ومن ذاك المجتمع يهتز لها الوجدان وتستنفر لها الأعصاب وتدفع الدم إلى الغليان في العروق وتشعرنا بالعار وحتى إن كنا غرباء عن ذاك الطفل أو تلك الطفلة فنحن العرب بيننا روابط وهموم مشتركة ومهما بعدت المسافة بيننا نبقى قريبين من بعض وسهم الواحد وهم الكل طبعا على مستوى الشعوب لا الحكومات.
والتحرش الجنسي بالطفل أمر بالغ الخطورة وله أسباب ونتائج تترتب عليه وأيضا هناك بعض الحلول أو الأمور المساعدة للأهل لتجنيب أولادهم التحرش الجنسي خاصة وأن أسباب هذه الظاهرة تكمن في تدني مستوى الثقافة والأدب والأخلاق وحسن السلوك لدى الفرد وهذا يعود لسوء تربية تفشت في الأسرة ونتيجتها فشل طال غالبية المجتمع بالإضافة الى الثقة الزائدة بالأقرباء والأهل المعتبرين من المحارم وتأمينهم بشكل مفرط على الأولاد وغالبا يكون المقربون هم الأكثر تحرشا بالأطفال إن سوء تربية الأهل للأطفال وترهيب الأطفال وعدم بناء جسور التواصل معهم من أهم الأسباب المشجعة للتحرش ويمكن تجنب الأطفال من التحرش عن طريق وقاية الأطفال من خلال تربية ممتازة وعدم زرع الخوف في قلوبهم من الأهل وتعويدهم على أمرين المصارحة التامة مع الأهل وضرورة إخبار الأهل بكافة ما يحصل لهم.
قانون صريح ولكن!
القانون اليمني صريح في العقوبة المقررة لاغتصاب الطفل أو الفتاة الحدث أو الكبير حيث نصت المادة (249 ) من قانون العقوبات اليمني بالآتي: يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على خمس سنوات كل من خطف شخصا, فإذا وقع الخطف على أنثى أو على حدث أو على مجنون أو معتوه أو كان الخطف بالقوة أو التهديد أو الحيلة كانت العقوبة بالحبس مدة لا تزيد على سبع سنوات وإذا صاحب الخطف أو تلاه إيذاء أو اعتداء أو تعذيب كانت عقوبة الحبس مدة لا تزيد على عشر سنوات وذلك كله دون إخلال بالقصاص أو الدية أو الأرش على حسب الأحوال إذا ترتب على الإيذاء ما يقتضي ذلك وإذا صاحب الخطف أو تلاه قتل أو زنا أو لواط كانت العقوبة هي الإعدام.
كما نصت المــادة(269) أنه متى سقط الحد الشرعي لسبب من الأسباب المقررة يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سبع سنين كل من اعتدى بالاغتصاب على أي شخص ذكرا كان أو أنثى بدون رضاه وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على عشر سنين إذا ارتكب الجريمة شخصان فأكثر أو كان الجاني من المتولين الإشراف على المجني عليه أو حمايته أو تربيته أو حراسته أو معالجته أو أصيب المجني عليه بسبب الحادث بضرر جسيم في بدنه أو صحته أو حملت المجني عليها بسبب الجريمة وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تتجاوز خمس عشرة سنة إذا كان سن المجني عليها لم تبلغ الرابعة عشرة أو تسبب عن الفعل انتحار المجني عليها ويعد اغتصابا كل فعل جنسي جرى ارتكابه على شخص الغير ذكرا كان أو أنثى بدون رضاه .

قد يعجبك ايضا