أيها اليمانيون هل تعرفون عظمة بلدكم ودينكم وقيمكم الأخلاقية
وسماحتكم وتسابقكم نحو الخير والنجدة والمساعدة وتعايشكم مع العالم. أخاطبكم بلسان السياح الذين زاروا اليمن قبل سنوات الهجران, حيث قالوا إن السياحة في بلدكم رائعة ومحببة للنفس نتوق لزيارتها كونها البلد العربي المتميز عن غيره بتنوع مناخه وتضاريسه وأزيائه ومعالمه وآثاره بلد تعم أهله البساطة والتعامل بتلقائية طبيعية وغير منفرة فيها تفرد عجيب كانوا يقولون أن الأيام والشهور تمضي ورحلة العودة لزيارة اليمن في أذهاننا ننتظر الوقت المناسب العودة لاكتشاف مناطق ومواقع سياحية جديدة كنا نحمل في رحلاتنا كل متطلبات ومستلزمات الرحلة ومع كل تلك المعاناة والطرق الوعرة لازلنا في شوق لتكرار الزيارة لبلدكم ولكن للأسف لم تعد تلك الصورة الجميلة المرسومة في أذهاننا قائمة لقد صرنا نتلقى التحذير تلو التحذير ولا نقرأ إلا عن الفوضى والغوغاء والدمار وعدم الاستقرار المصنوع بأيديكم أنتم ماذا جنت هذه الأرض الطيبة التي قضينا فيها أياما وليالي من السفر والانتقال كما نحب على السيارة أو الدراجة أوعلى الأقدام في طرق جبلية ومسارات ملتوية في سفوح ممتدة مع سكانها في المدن والريف والصحراء مع الحضر والقبائل والبدو الرحل آمنين مستأمنين لا نخشى إلا الذئاب والوحوش في مناطقها الطبيعية المعلومة التي يدفعها عنك الإنسان ابن البلد ويدلك على الطريق الآمنة والسهلة والتي فيها الحياة عرفنا بلدكم ونساءها في الريف والصحراء والوديان يشاركن الرجل الكد والعمل إنهن يحملن على أكتافهن كل الأوجاع ويبذلن كل الجهد لإيصال عود الحطب والحصول على قطرة الماء وكلهن سعادة وفرح الابتسامة لاتفارقهن الود في قلوبهن مطبوع لا تصنع فيه حديثهن عفوي بلغتهن العربية ولهجاتهن المتنوعة في بلدكم كتنوع صخورها وذرات ترابها فما بالكم اليوم تدمرون وطنكم وتسفكون دماءكم وتقطعون السبل أرعبتم الأطفال والحرائر وفقدتم كل صلة لكم بدين السماحة والتسامح والألفة فقدتم صلتكم بالأرض وترابها وصلتكم بالحكمة اليمانية فقدناكم وفقدنا زيارة بلدكم زيارة صنعاء القديمة الساكنة في أحلامنا وفكرنا وفي قلوبنا ها أنتم تدمرون كل شيء جميل في أرضكم وحياتكم.
نتمنى أن تعود اليمن ذلك البلد المحبوب وقد عادت لمسات الرقي والتقدم وزينتم الأرض بأخلاقكم نتمنى زوال التحذيرات وزيارة سيئون وشبام حضرموت وعبور الوادي بين النخيل وشراء العسل الدوعاني والمرور على شبوة ومأرب والجوف والوصول صعدة وحجة وتهامة ومزارع الفواكه وبساطة السكان الأكثر رحابة والانتقال إلى االمحويت وإب الخضراء وتعز الحالمة وعدن عروسة الخليج والبحر والمحيط والطواف على الشواطئ والجزر والمحميات الطبيعية نتحسر عليكم وأنتم في هذا النزاع والسباق نحو الهاوية فكلما بزغ ضوء أخضر يرفض وتدنس الحياة بفوضى عارمة صرنا نعايشها معكم فهل حان عودة الحياة والإيمان والحكمة اليمانية يا أصل العرب.