محافظة عمران .. ظاهرة الذبح العشوائي في الأسواق.. مخاطر صحية وبيئية متواصلة


دق مختصون في مجال الصحة من أطباء وبياطرة ناقوس الخطر بمحافظة عمران جراء الانتشار الرهيب لظاهرة الذبح العشوائي للماشية والتي طالت معظم أسواق المحافظة دون الالتزام بالشروط الصحية المعمول بها في ظل غياب كامل ومطلق للجهات المعنية الأمر الذي ينذر بكارثة صحية وبيئية لا تحمد عقباها.
(الثورة) نزلت إلى عين المكان والتقت عددا من المواطنين والأطباء والمختصين ..وهاكم المحصلة:
* لتكن البداية مع المواطن علي حمود القراع حيث قال:
تفتقر المسالخ الخاصة بعمران إلى أدنى شروط السلامة العامة سواء من حيث عدم وجود بنية تحتية مناسبة لذبح المواشي أو من حيث الأماكن المخصصة للذبح وأمكنة تجميع مخلفات الذبائح أو من حيث توفر المياه لتنظيفها وتنظيف المنطقة -المسلخ- والتي تنبعث منها روائح كريهة ومزعجة.
واستطرد: نطالب من الجهات المعنية سرعة التدخل للحد من هذه الظاهرة الخطيرة وكذا ضرورة إلزام المسالخ بتطبيق شروط السلامة العامة والاهتمام بالنظافة العامة فيها.
ظاهرة شائعة
* من جانبه تحدث المواطن ماهر الاشموري بالقول: ظاهرة الذبح العشوائي للمواشي أصبحت ظاهرة شائعة ومنتشرة في مدينة عمران لاسيما في مناطقها الشعبية وإحيائها السكنية , إذ أن هؤلاء الباعة يتركون مخلفات هذا الذبح على قارعة الطريق والأرصفة, والتي تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطن لما ينتج عنها من روائح كريهة, لذا نحن نناشد الجهات المسؤولة وضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة حفاظا على صحة المواطن وعلى البيئة .
جراثيم فتاكة وخطيرة
* أما الأخ محمد النجري (طبيب بيطري) قال: هذه الظاهرة في الحقيقة ظاهرة خطيرة وهي تعكس في جوهرها اللامبالاة لدى المواطن وتجاهله للبعد الصحي لما يمكن إن تكون هناك من أخطار تتصل بالبيئة والمحيط وتفشي الأمراض وانتشارها في المحيط .
وأردف: إن استمرت عملية الذبح العشوائي بمدينة عمران فإنها تعكس مظهرا غير صحي بالإضافة إلى ما تخلفه من وراءها  من الدماء التي تتسخ بها الشوارع والأزقة وتسيل في مجاري المياه كما أن بقاء هذه الدماء في الهواء الطلق خطر على صحة الجميع حيث تكون ملتصقة بأحذية المارة وفي أماكن تلعقها الحيوانات من قطط وكلاب سائبة, ولاشك أن في كل هذا خطر على الصحة وعلى المحيط الذي يكون فيه هذا الكم الهائل من الدماء التي يمكنها أن تتعفن بسرعة وتتحول إلى جراثيم فتاكة وخطرة.
إنشاء مسالخ نموذجية
* الدكتور/ أبو عواض المأخذي قال: يزداد توافد المواطنين إلى مستشفى محافظة عمران بشكل كبير وهو احد أبرز الأدلة على أن أماكن الذبح في المسالخ وطرق الذبح غير الصحية هو ما يسبب الإصابة بالتسمم الغذائي أو الوفاة لا سمح الله.
واستطرد: إن الدور المطلوب في الحفاظ على حياة المواطن بالعمل على إنشاء مسالخ نموذجية فعلية تطبق القانون الصارم على كل مخالف لم يلتزم بالشروط الصحية والوقائية من أجل سلامة مذبوحاتهم وكذلك من يرتادون هذه الأماكن لشراء اللحوم كوجبة أساسية.
سوء المعاملة
* الأخ أحمد عبد الله المسوري أحد محصلي رسوم المسالخ قال: سبب إضرابنا عن العمل في المسالخ يعود إلى سوء المعاملة من قبل مدير المسالخ بالمحافظة حيث قام بتوقيف عشرين شخصا من بائعي اللحوم بإدارة شرطة عمران بطريقة تعسفية غير قانونية الأمر الذي أجبرنا على التوقف عن العمل لعدة أيام وذلك بعد فرضه علينا إرسال بيطريين ليسوا مختصين من قبلهم ونحن نعتمد على مذبوحاتنا من قبل مكتب الزراعة الذي هو جهة الاختصاص.
شحة الإيرادات
وبدورنا انتقلنا إلى مكتب مدير عام المسالخ بمحافظة عمران حسين رعناء وطرحنا عليه معاناة المواطنين وجاءت ردوده في سلة واحدة حيث قال:
إن معظم الجزارين والمحصلين يعملون بطريقة غير مشروعة ويشكلون عصابة ولهذا قمنا بضبط كل المخالفين وتم إيداعهم السجون وكذلك الخارجين عن القانون وبعض النافذين الذين يقومون بتشجيع الجزارين من أجل مصلحتهم الخاصة والذين قمنا بضبطهم خاصة وأنهم يقومون بالذبح داخل منازلهم وفي الشوارع دون الرجوع إلى الكشف الطبي كما أن هناك بعض الذبائح لا تصلح للاستخدام الآدمي وقد تسبب أمراضا معدية في أوساط المجتمع كما يقومون بمنع الأطباء من القيام بعملهم بالكشف على مذبوحات الجزارين .
وأضاف: إن السبب الرئيسي في تدني مستوى خدمات المسالخ يمكن في رفض المحصلين توريد الإيرادات الخاصة بمسالخ عمران الأمر الذي يشكل عائقا كبيرا في تحسين وتطوير أدائها.

قد يعجبك ايضا