حزب نداء تونس يستبعد حركة النهضة من تركيبة حكومته


حسم حزب نداء تونس صاحب الأغلبية البرلمانية نهائيا جدلا سياسيا حول مشاركة حركة النهضة في تركيبة حكومة الحبيب الصيد وأعلن تمسكه برفض إشراك الحركة الإسلامية.
وشدد الحزب الفائز في الانتخابات الرئاسية والتشريعية على أن التحالف الوحيد الممكن سيكون مع حزب آفاق تونس ومنظمات المجتمع المدني والاتحاد الوطني الحر مع مشاركة كبيرة لحركة نداء تونس كما رفض مقترح النهضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم على أساس الترضيات التي تعني عمليا المحاصصة الحزبية.
وبهذا القرار يكون نداء تونس قد بدد مخاوف ساورت التونسيين خلال اليومين الأخيرين وسط أنباء غير مؤكدة تقول : إن الحبيب الصيد قد عرض على النهضة عددا محدودا من الحقائب الوزارية فيما صرح رئس النهضة راشد الغنوشي أن “النهضة ستكون متواجدة في الحكومة”.
وأكد بيان صادر عن المكتب السياسي للنداء مساء أمس الأول على “التشبث بتشكيل حكومة سياسية حزبية تعكس إرادة ناخبي نداء تونس وبرنامجه ومشروعه السياسي والمجتمعي التقدمي والإصلاحي” الأمر الذي يعني رفض إشراك النهضة سي تركيبة الحكومة.
وأضاف البيان : إن قرار رفض إشراك النهضة تم بناء على “تقييم مسار تشكيل الحكومة والخيارات المطروحة وذلك من خلال التحالفات الممكنة”.
ودعا المكتب السياسي للنداء إلى “عقد تحالفات تأخذ بعين الاعتبار رأي ناخبي نداء تونس وتكون قادرة على تحقيق طموحات شعبنا وتطلعاته” كما دعا “كوادر الحزب إلى الالتزام بمواقف الحركة وخطها السياسي والعمل على إنجاح المسارات الحكومية والحزبية والبرلمانية في كنف الوحدة والتضامن”.
ووفق معطيات استقاها ميدل ايست أونلاين فقد لعب التيار النقابي اليساري داخل النداء وهو تيار قوي يتزعمه الطيب البكوش دورا كبيرا في القرار الحاسم لرفض إشراك النهضة في الحكومة حيث مارس ضغوطا كبيرة على الحبيب الصيد وأقنعه بأنه “ليس من مصلحة تونس ولا من مصلحة أول حكومة ديمقراطية أن تشارك فيها النهضة التي جربها الشعب في الحكم وفشلت”.
وأثارت هده التصريحات غضب النهضة لأنها رأت فيها “استفزازا بأنها ليست حركة ديمقراطية” ما دفع بقيادات النهضة وفي مقدمتهم الغنوشي إلى شن حملة سياسية وإعلامية في محاولة لتشويه التيار النقابي اليساري داخل النداء من خلال الترويج إلى أنه “تيار استئصالي يدعو إلى اجتثاث الحركة” الأمر الذي نفاه نداء تونس مشددا على أن “عدم إشراك النهضة في تركيبة الحكومة لا يعني إقصاءها من المشهد السياسي العام”.
وأعادت نتائج الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها نداء تونس والانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الباجي قائد السبسي على مرشح الإسلاميين منصف المرزوقي رسم خارطة سياسية جديدة صعدت فيها الأحزاب الليبرالية والعلمانية الحداثية كقوى سياسية لها ثقلها فيما تعرضت حركة النهضة إلى هزيمة ألقت بها إلى مقاعد المعارضة.
وتقر حركة النهضة بأن استبعادها من تركيبة أول حكومة ديمقراطية في تاريخ البلاد تقود برنامجا سياسيا وتنمويا يعني عمليا وضعها على هامش الخيارات الكبرى الاجتماعية والاقتصادية.

قد يعجبك ايضا