سياسة الأمن على الطرق

عقيد / عبدالغني الوجيه

الأسبوع الماضي كنت في سفر إلى محافظة الحديدة ذات الشواطئ الخلابة وأشد ما لفت نظري خلال سفرتي هذه اللامبالاة التي عليها الناس في خط السفر الطويل, أصبحت الطريق بلا نظام مروري يحكمها وهذا يزيد من أعداد الوفيات والإصابات الناتجة عن حوادث السير!!
ما بالنا لا نهتم ¿
إنها حياتنا ونحن مسؤولون عنها أمام الله ,سيسألنا سبحانه ماذا عملنا لنحافظ عليها ¿
قواعد للمرور الآمن وجدت من أجلنا ونحن نضرب بها عرض الحائط غير مكترثين لأعداد الوفيات التي تضاهي وربما تزيد عن أعداد من نفقدهم في الحروب !!!
إنها مأساة نعيش فصولها لا يسلم منها حتى من يحاول الالتزام بقواعد الأمان على الطريق لأن خطوطنا الطويلة ضيقة وليس فيها الجزيرة الفاصلة والحامية بين الاتجاهين !!
الدراجات النارية أصبحت وسيلة للسفر على الخطوط الطويلة, وحتى رعي الأغنام أصبح عائقا في خطوط السير رغم أن الأعشاب التي بجوار الطريق مباشرة مسمومة بفعل عوادم الشاحنات والسيارات التي تصلها مباشرة !!! وهذه الاغنام تتسبب في وقوف مفاجئ يتكرر كثيرا ويسبب حوادث كثيرة .
اليوم أناقش هذا الأمر معكم لنتذكر أننا أمام مرحلة صعبة وعلينا فيها واجبات , الدولة لم تعد تهتم بأمور الناس , والناس أنفسهم ألهتهم السياسة عن أهم أمور حياتهم , وكأن السياسة متعة في حد ذاتها.
فكرت ماذا لو استمر اهتمامنا بالسياسة على أن نغير نحن نهجها ¿ كأن يكون عنوانها : كيف نقلل من خسائرنا في الأرواح والممتلكات التي تحصدها حوادث السير¿
ما المانع أن يكون تفكيرنا إيجابيا¿
هكذا نسعد نحن ونسعد الآخرين معنا. ونكون ممن يعمرون الأرض كما أمر الله سبحانه بدلا من أن نكون جزءا من أسباب هدمها.
أقترح (إلى أن يأتي الله بالحكومة التي تهتم بنا) أن نهتم نحن بأنفسنا , ويقوم كل واحد منا وبشتى الوسائل الممكنة بالتوعية بأهمية الالتزام بقواعد المرور الآمن على الطرق , وطرق الخطوط السريعة على وجه الخصوص .
رسائل تأتي على شكل فلاشات توعية وهي موجودة بكثرة في صفحات النت ويقوم كل منا بإنزالها بشكل دوري على صفحات الفيس بوك وتويتر والانستقرام وكل مواقع التواصل الاجتماعي المتوفرة ,وحتى لمن لا يستخدمها بإمكاننا توعية قريب أو جار عند توديعه قبل السفر وحثه على الالتزام بقواعد المرور حفاظا على سلامته وليحفظ البسمة على محيا أهله ومحبيه.
لن نعدم الوسيلة التي تنمي في أعماقنا الشعور بالانتماء إلى هذا المجتمع وبذل الجهد من أجل أن نخرج مما نحن فيه من عناء ولتبقى أعمالنا هذه مثل الحجر التي ترمى في بركة المياه الراكدة فتبث فيها روح الحركة والحياة من جديد.
لنحول اهتماماتنا من السياسة العقيمة التي عنوانها أحزاب تتقاتل بنا على حصصها في نهب ثرواتنا وخيرات بلادنا , إلى سياسة العيش الحسن وسياسة الأمن على الطرق.
همسة أمنية :
البطاقة الشخصية اليدوية أصبحت لاغية وغير معمول بها في استخراج جواز السفر وغيره من الإجراءات , احرصوا على امتلاك وثيقة إثبات الشخصية الالكترونية المعتمدة سريعا , فلا يدري أحدنا في أي ظرف قد يحتاجها فيه.

* دام اليمن ودمتم بإذن الله سالمين.
قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا.

قد يعجبك ايضا