جرائم جنائية تبدأ بالسرقة وتنتهي بالقتل!!


ظهرت مؤخراٍ قضية خطيرة تهدد حياة المواطن الذي يرغب لقضاء بعض الأوقات بقرب السدود والمنتزهات الطبيعية لمحافظة صنعاء من قبل عصابات اتخذت لها أوكاراٍ داخل الجبال وفي المرتفعات .. تقوم بانتظار ومراقبة المواطنين الضحايا للانقضاض عليهم كالأسود التي تنتظر فريستها..
عصابات السدود لم تكتف بسرقة ضحاياهم فقط بل تطاولت لتصل إلى حد الاغتصاب والاعتداء عليهم بالضرب وإطلاق النار الحي عليهم بحسب بعد الإفادات التي حصلنا عليها من المواطنين..
والغريب أن مثل هذه القضايا تحل قبلياٍ بدلاٍ من محاسبتهم وفقاٍ للقانون وإيصالهم للجان الأمنية .. هذا التحقيق يسرد بعض القصص والأفعال الإجرامية والأسباب التي ساعدت على استمرار العصابة ودور الأمن تجاه الظاهرة والمعوقات التي أعاقت الأمن في الوصول إلى العصابة .. إلى التفاصيل:
(كان أسوأ يوم في حياتي) كانت هذه العبارة بداية حديث السائق محمد الفيصلي ويغلب على صوته نبرات الحزن والألم والذي كان يسترجع ذكرياته بصعوبة .. يقول ذهبت أنا وبعض الزملاء إلى سد مختان في منطقة سعوان – بني حشيش – لقضاء بعض الوقت والراحة وعند وصولنا بوقت قليل وتقريباٍ الساعة 2 ظهراٍ تفاجأنا بقدوم جماعة البعض منها يحمل السلاح ويظهر في ملامح وجوههم الغضب والجرم بعد وصولهم إلينا صرخ زعيمهم في وجوهنا وطلب منا تسليم كل ما نمتلكه من أموال وتلفونات وجنبية والدي الثمينة..
يقول الفيصلي: حاولنا الحديث معهم بالعقل ولكن العصابة استخدمت القوة وقامت بالاعتداء علينا بالضرب وأخذت مابحوزتنا .. قمنا بعد ذلك بالرحيل ولكن العصابة لحقت بنا على متن دراجة نارية.
وأضاف: أخذت سيارتي وحاولت المغادرة دون أي مشاكل إلا أنهم وبعد إصرارهم بملاحقتنا اضطررت بصدم الدراجة النارية وأسقطتهم على الأرض خوفاٍ من أن يصلوا إلي وقام زعيمهم بإطلاق النار علي من الدراجة الأخرى وأصابني بطلقة رصاص في العمود الفقري..
يقول: لم أحس بنفسي إلا وأنا فوق تبت الحجار .. ولم أكن أعلم أني سأصطدم برجل من أهالي المنطقة والذي توفي في حينه من شدة الصدمة التي قسمت رأسه .. بعد تلك الحادثة المؤلمة يقول الفيصلي: تم إسعافي إلى المستشفى ومع اثنين من أعضاء العصابة اللذين أصيبا بالحادث أثناء محاولتهم مطاردتي وهرب زعيم العصابة الذي تم إمساكه مؤخراٍ .. لم يكن الفيصلي هو الضحية الأولى فقد وقعت عدة جرائم جنائية وقبيحة على هذا السد.
لاتختلف قضية الفيصلي عن الضحايا التي وقعت في يد هذه العصابة حيث يقول الأخ محمد عبداللطيف خميس –من أهالي المنطقة- والذي يسكن في صنعاء: إنه تم التهجم عليه من قبل هذه العصابة ومعه أسرته بحسب خميس وأن العصابة قامت بسرقة أمواله وتلفونه واعتدوا عليه بالضرب: مضيفاٍ أنه أخبرهم “عائلتي تسكن في هذه المنطقة” إلا أنهم لم يستمعوا إليه.
وقال: لجأت إلى أسرتي حتى آخذ حقي ومحاسبتهم على فعلتهم التي فعلوها .. لكن مشايخ القرية وبعض الوجهاء ترجونا أن نقبل بالحل القبلي لإنهاء القضية¿!!
لم يمض وقت طويل على إنهاء الموقف الأول قبلياٍ إلا وقامت العصابة مرة أخرى بالاعتداء على مواطن من عمران اسمه (فؤاد) هو وأسرته وقامت العصابة بإطلاق النار عليه وأصابوه في ساقه وانتهت القضية بالحل القبلي أيضاٍ حسب الذراع.
مسئولو المنطقة
الانفلات الأمني وسكوت أهالي المنطقة خاصة المشايخ والعقال ووجهاء المنطقة من أهم الأسباب التي ساهمت وأدت إلى استمرار قيام العصابة بهذه الجرائم الجنائية بحسب الشيخ بدر خميس .. مضيفاٍ أن العصابة قد قامت بالاعتداء على الزائرين للسد أكثر من مرة بحجة إنهاء المنكر برغم أنها تقوم بمنكرات لا يقبلها الدين ولا العقل ولا الأخلاق وأن هذه العصابة قد قامت بإطلاق النار أكثر من مرة على المواطنين القادمين إلى السد بدم بارد ولم تلق العقاب الرادع حتى تعي من خطورة الجرائم التي ترتكبها.
تعاون المواطنين
من جانب آخر قال أحد عقال المنطقة خالد محمد غليس: متابعة ومحاربة هؤلاء تتطلب تضافر الجهود وهي مسئولية جماعية تبدأ من المواطن وتنتهي بالأمن مضيفاٍ أنه كان على المشايخ أن يقفوا صفاٍ واحداٍ لمنع هذه العصابة من ترويع المواطنين والزائرين لمنطقتهم ومنع الاعتداء عليهم أو أن يقوموا في حالة عجزهم بإيصال هذه العصابة إلى الأمن بدلاٍ من حل مواقف وأفعال هذه العصابة قبلياٍ..
مؤكداٍ بأن الحل القبلي شجع العصابة على الاستمرار في اعتدائها على المواطنين مشيراٍ إلى أن القضية الأخيرة والتي راح ضحيتها أحسن خميس أثناء ملاحقة العصابة للطالب (محمد) المذكور سابقاٍ من أهالي المنطقة كان من أهم الأسباب التي دفعت أهالي المنطقة للوقوف صفاٍ واحداٍ لمحاسبة هؤلاء المجرمين.. وهذا الأمر كان من المفترض أن يكون منذ أن بدأت هذه العصابة بارتكاب جرائها بالتعاون مع الجهات المختصة.
أمن المنطقة
من جانب آخر قال عبدالرحمن صبر –مدير أمن المنقطة بصرف وبني حشيش- والذي يعتبر قائد العملية التي أدت إلى إلقاء القبض على رئيس العصابة: إن مهمة القبض على رئيس العصابة لم تكن سهلة نظراٍ لتعاون البعض من الذين تجردوا من القيم والأخلاق مع هذه العصابة وإبلاغهم بوقت تحركنا فكنا نصل وقد لاذ رئيس العصابة بالفرار.
وقال: بعد عدة محاولات باءت بالفشل قمنا بإعداد خطة أشرفت على تنفيذها شخصياٍ تضمن الوصول إلى رئيس العصابة في المكان الذي يجلس فيه .. اختيار الوقت الذي تكون فيها عيونهم التي تمدهم بالأخبار نائمة وغافلة وقد تم إعداد الخطة وإطلاع مدير أمن المحافظة عليها وأقرها والذي كان له الفضل بعد الله -سبحانه وتعالى- في القبض على المجرم من خلال تعزيزنا بعدة أطقم عسكرية وأمن حماية وبعد موافقة المدير قمنا بجمع التحريات وتحديد مكانه وتواجده وتحركنا فجراٍ وبعد وصولنا للمكان المطلوب قمنا بمحاصرته وطلبنا منه الخروج لكنه رفض وقام بإطلاق النار وأصابني وأصاب مساعدي أكرم مكرم بشظايا لم تكن بالغة وبعد اكتمال طلقاته النارية قمنا باقتحام المكان والقبض عليه وإيداعه في السجن والآن هو في المباحث لاستكمال الإجراءات القانونية لإحالته إلى القضاء لينال جزاءه الرادع حيال جرائمه التي ارتكبها.
أخطر عصابة
مدير أمن محافظة صنعاء عبده القواتي أكد من جهته بالقول: إنه تم القبض على أحد أكبر العصابات شرق صنعاء والتي قامت بالكثير من الأعمال الإجرامية والجنائية بالزائرين والمتجولين من خلال الاعتداء عليهم وسرقة ممتلكاتهم بدون وجه حق وأنه قد تم مؤخراٍ القبض على رئيس العصابة بعد إجراء التحريات والتعاون مع أنصار الله وأهالي المنطقة.
داعياٍ جميع من تعرضوا للاعتداء من قبل العصابة الرجوع إلى الجهات المختصة والأمنية لمتابعة قضيتهم واسترجاع حقوقهم التي سلبتها تلك العصابة.
من جانب آخر أكد مدير إدارة المباحث كحافظة صنعاء عبده اليحيري: أنه يتم الآن إجراء التحقيق مع زعيم العصابة واثنين من مرافقيه في قضية الاعتداء على المتجولين وأن زعيم العصابة اعترف بجميع الجرائم الجنائية المنسوبة إليه والجرائم الأخرى موضحاٍ أن البحث سيقوم بتسليم المتهمين إلى النيابة بعد استكمال الإجراءات القانونية والقبض على البقية التي لاتزال فارة من وجه العدالة.
ويضيف اليحيري: إن رجال الأمن والأجهزة المعاونة تواجه كثيراٍ من الصعوبات التي تعيق استكمال الإجراءات القانونية منها والأوضاع السياسية الراهنة والانفلات الأمني وأيضاٍ خوف أغلبية المواطنين في المنقطة من العصابة أعاق عملنا في الوصول إلى باقي العصابة شاكراٍ البعض منهم الذين قاموا بمساندتنا والوقوف إلى جانب الأمن لاسترجاع حقوق المتجولين والمظلومين والذين تم نهبها بدون وجه حق.
التعاون مع الأمن
ودعا اليحيري مدير أمن محافظة صنعاء القواتي وعبدالرحمن صبر كافة المواطنين وأهالي المناطق التي تسكن بجانب السدود والمنتزهات في ضواحي صنعاء عموماٍ إلى إبلاغ الجهات الأمنية والتعاون معه للقضاء على هذه العصابات المجرمة الخارجة عن النظام والقانون والتي زادت من ارتكاب جرائمها القبيحة والجنائية .. مناشدين جميع المواطنين التعاون مع رجال الأمن وطالبوا المواطنين بضرورة أن يقوموا بقيد بلاغاتهم وإخبار الجهات الأمنية في حالة وقوع اعتداء عليهم وأن الأمن سيقوم إن شاء الله بعمل الواجب.

قد يعجبك ايضا