النونو..شنطة سفر
قبل سنوات عديدة وطويلة ..لفت نظري لاعب يمني قصير ومكير يلعب في أحدى البطولات العربية للأندية مع احدى الفرق اليمنية ..يمتلك مهارات نجومية اللاعبين الكبار .. إلا انه يستطيع أن يشد الانتباه يجعل جماهير أحد الأندية المصرية تصفق له طويلا وتطالب النادي المصري بالتعاقد معه فهذه حكاية لم أعرفها من قبل الا في زمن الكابتن والأسطورة علي محسن مريسي في الأبيض الزملكاوي ..ومن محاسن الصدف أن الاسمين يبدآن بحرف العين فهذا علي محسن ..وهذا علي النونو.. في تلك الفترة تألق النونو في مصر المعز لدين الله .. وطالبت الجماهير المصرية بالتعاقد معه ..وتحت إصرار جماهير المصري تعاقدوا معه ..وقلنا الحمد لله اننا سوف نراه كثيرا في مصر طالما تعاقد مع أحد انديتها ..إلا أنه للأسف لم يجد ذلك الترحيب الجماهيري من قبل اللاعبين وعانى النجم الكروي اليمني الصاعد صعوبات عديدة كنا نراها في الملعب دون حاجته للشكوى منها وهي أن الكثير من اللاعبين في الفريق المصري يعطوه الطناش ويهملوه ولا يساعدوه ..ولذلك فبدلا من أن تكون تجربة احترافه بدايتها ناجحة انقلبت عكس ذلك ..إلا انه كان يمتاز بالتصميم والارادة الفولاذية عندما عكس تلك التجربة المرة إلى أساس وقاعدة وبداية انطلاق قوية في عالم الاحتراف الخارجي واللعب الداخلي ..ويكفي القول ان الصدفة وحدها وبعد أكثر من عشرة أعوام وأنا مع المنتخب الوطني الكروي اليمني في التصفيات التمهيدية لكاس العالم وفي ملعب اربيل في العراق كانت الجماهير العراقية تترقب وصول هذا اللاعب وهذا النجم وظلوا طوال فترة تواجدنا هناك يسألون أين علي النونو ..وهل هو موجود أم لا ..وكانت للأسف الإجابة بأن النونو لم يكن حاضرا مع المنتخب ..ولكن ذلك كان يلخص لنا انه واحد من النجوم واللاعبين المعمرين أولا في الملاعب وهذه سمة وصفة لايحصل عليها ألا القليل الذين نذروا حياتهم للنجومية واللعب الكروي ..وأنه بنجوميته لم يتقوقع على المحلية بل إنه كان ولم يزل من أفضل من عاشوا وعايشوا الاحتراف وأتقنوه سلوكا وعطاء من خلال تهافت العديد من الأندية عربيا وخليجيا .. وعندما يتذكرك مناصرين وجماهير في العراق وفي اربيل فأنت واحد من المهاريين الذين دخلوا قلوب الناس بإبداعهم وليس بشيء غير ذلك.
الكابتن علي النونو سيرته ومسيرته الكروية تغنيه عن التعرف به أو التعريف به ..فو الهداف الدائم في بطولاتنا المحلية ..وهو ابن بطوطة الدائم الترحال محليا وخارجيا ..وهو الاسم والرسم والنجم الذي تتهافت عليه الأندية للفوز بتوقيعه للعب معها ..والأهم من ذلك فهو اللاعب الذي ربط سلوكه الرياضي والكروي بسلوكه الاجتماعي ..ويبقى السؤال الذي لم أجد له إجابة أليس الاستقرار الكروي أشبه بالاستقرار الحياتي ..ولماذا كنت تحب كثيرا شنطة السفر.. ¿!