الثورة نت /..
أُعلنت قائمة الترشيحات الخاصة بمسابقة «جائزة الفيلم الأوروبي»، والتي تضم هذا العام 56 فيلمًا في مختلف الفئات، ويقام الحفل في 17 يناير المقبل بالعاصمة الألمانية برلين.
هي المناسبة الثامنة والثلاثين لهذه الجائزة السنوية الخاصّة بالأفلام الأوروبية، أو الأوروبية التي يُداخلها تمويل جانبي غير أوروبي. موسم الجوائز ينطلق – رسمياً – عبر هذا الإعلان وسيليه في الثلاثين من هذا الشهر ترشيحات جوائز السينما البريطانية المستقلة ثم جوائز «كريتيكس تشويس» الأميركية و«غولدن غلوبز» ثم البافتا البريطانية وجوائز سيزار الفرنسية وجوائز نقابات التمثيل والإنتاج والإخراج وصولاً (بعد عدد كبير آخر من هذه المناسبات السنوية) إلى جوائز الأوسكار في الخامس عشر من شهر مارس المقبل.
ما يميّز «جائزة الفيلم الأوروبي» عن سواها هو أنها محددة بالدول الأوروبية، وهي تشمل مسابقة «الأفلام الأوروبية» و«مسابقة الأفلام غير الروائية» ومسابقة لسينما الرسوم المتحركة (أنيميشن) ثم رابعة لأفضل مخرج صنع فيلماً في أوروبا (ليس بالضرورة أن يكون أوروبي الولادة أو الهوية) وجوائز لأفضل تمثيل وأفضل اكتشاف، وأخيراً «جائزة المشاهدين الأوروبيين الشبّان».
أكثر من ترشيح
ككل مناسبة مماثلة هناك أفلام تتوزع ترشيحاتها في أكثر من مسابقة وتحصد بالتالي عدداً أكبر من سواها من الترشيحات. في مقدّمة الترشيحات هذا العام فيلم واكيم تراير «قيمة عاطفية» (Sentimental Value) الذي كان خطف جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان «كان» الماضي. ومن «كان» كذلك فيلم الأسباني أوليڤر لاكس «صراط» (Sirat) وفيلم جعفر بناهي «مجرد حادثة» الذي فاز بذهبية المهرجان الفرنسي هذا العام.
ينافس فيلم «قيمة عاطفية» في خمسة أقسام هي أفضل فيلم أوروبي وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل ممثلة (رينات راينسڤ) وأفضل ممثل (ستيلان سكارسغارد).
أما «صِراط» (الذي تقع أحداثه في الصحراء المغربية) فيتبعه بأربع ترشيحات هي أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل (سيرغي لوبيز). أما «مجرد حادثة» فهو ضمن ثلاث فئات هي أفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل إخراج (جعفر بناهي).
باقي الإنتاجات المرشّحة لجائزة أفضل فيلم أوروبي (15 فيلماً) إما فازت بترشيح واحد أو اثنين. بعضها سبق وأن نال جوائز من مهرجانات رئيسية سابقة لكن ليس جميعها. وهي، بطبيعة الحال، ذات موضوعات مختلفة. هناك فيلم إيغور بازينوڤيتش Fiume o Morte! («فيومي أو الموت») وهو إنتاج مشترك بين كرواتيا وإيطاليا وسلوڤاكيا ويتحدث عن الشاعر غابرييل دانونزيو الذي أمضى، سنة 1919، عاماً ونصف في مدينة فيومي.
هذا الفيلم التسجيلي يلتقي مع فيلم تسجيلي آخر عنوانه Afternoons of Solitude عن حياة مصارع الثيران أندرياس روكا راي كما يلخصها المخرج ألبرت سيرا في منوال يوم واحد من حين وصول أندرياس الميدان وارتدائه ثياب العمل حتى نهاية ذلك اليوم.
رسوم فرنسية
هذان الفيلمان التسجيليان ليسا الوحيدَين في نطاق هذا النوع ضمن أفلام مسابقة الفيلم الأوروبي. فبالإضافة لدينا «أغاني الأرض المحترقة ببطء» (Songs of Slow Burning Earth) الذي يمثّل أوكرانيا ويتعامل (كما يدل عنوانه) مع الحرب القائمة هناك.
وهناك أيضاً الفيلم الألماني «رايفنشول» لأندريه ڤايل عن المخرجة لني رايفنشتول التي تعاونت مع النازية وقدّمت فيلمين من أفضل الأعمال الوثائقية وهما «انتصار الإرادة» (Triumph of the Will) سنة 1935 و«أولومبيا» في جزأيه سنة 1938. دافعت المخرجة خلال حياتها (1902-2003) عن نفسها بأنها كانت تنفّذ طلب السُلطة النازية ليس إلا. مهما يكن فإن هذين الفيلمين ما زالا من تلك المبهرة في مضمونهما كما في تشكيلهما فنياً.
تحتوي المسابقة ذاتها على أفلام أنيميشن، رغم وجود مسابقتين متخصصتين واحدة للسينما التسجيلية والأخرى لسينما الرسوم.
في هذا النطاق نجد أفلام «أركو» (Arco) أوغو بيانڤينو (أفضل هذه الفئة من الأفلام) و«أوابڤيا والزلازل غير المرئية» (Olivia and the Invisiblle Earthquack) لإرين أيبورا ريزو و«إميلي الصغيرة» لمايليس ڤالاد وليان- تشو هان. هذه الأفلام الثلاثة فرنسية شاهدة على عدد متزايد لهذا النوع من الأفلام في رحى السينما الفرنسية. تتميّز بهويّتها الخاصة لكنها أبعد عن أن تكون بالضرورة مماثلة في إنجازها الفني من أفلام أوروبية أو يابانية أو أميركية على سبيل المقارنة
