سقطرى والتنمية السياحية

عبدالوهاب محمد شمهان –

ترتبط التنمية السياحية في بلادنا بما يحقق فعلا وينجز على مستوى التنمية الشاملة إلا أن التنمية في محافطة ارخبيل سقطرى تتطلب عناية شديدة واشراف سكان الجزيرة وموافقتهم علي كل اتفاق أو استحداث فأهل مكة اخبر بشعابها اضافة الى الاستعانة بالمنظمات الدولية المهتمة بحماية المحافظة وجزرها وطبيعتها الايكولوجية بكل عناصرها وانظمتها الحيوية ابتداء من سطح الارخبيل ومكوناته .
تعد سقطرى إحدى مفردات قائمة التراث العالمي المحمي لما تحويه من تفرد في محمياتها وطبيعتها وموقعها والحياة السكانية فيها وما تملك من ميزات وعادات وتقاليد ونمط ثقافي إنها محافظة استراتيجية بيئية انسانية يمنية عالمية ولابد لأي مشاريع كانت ان تأخذ دورتها الكاملة من نقطة البداية المجلس المحلي والسلطة المحلية والجهة الحكومة المعنية فمجلس الوزراء لتجنب الضرر المؤدي الى تاكل الارض وتدمير البيئة الطبيعية بعشوائية قد تكون نابعة من حاجة المحافظة بقصد أو بدون قصد.
أن عنوان المواطنة والوطنية المرسوم في قلوب العامة قبل قلوب النخبة يفرض الاهتمام بالجزيرة وتأكيد ارتباطها وانتماء سكانها الى الوطن الأم الجمهورية اليمنية وهذا لن يكوناٍ بمجرد الرغبة وإنما باحتضان الهوية المغروسة بإحساس ومشاعر السكان أن هناك وطن ودولة تهتم بحماية بيئتهم وتعمل من أجلهم وتوفير العمل وتأهيل الابناء للقيام بدورهم في ادارة وحماية الارخبيل وإتاحة فرص التعليم الاساسي والثانوي والالتحاق بالمعاهد والكليات والبعثات الدراسية ان السكان بحاجة الى مشاريع تنهض بهم وتراعي حماية البيئة لأن الواقع يؤكد غياب وزارة المياه والبيئة ومصلحة البيئة عن مهامهما او انها مغيبة وهو ما يعد أشد وأقسى.
إن التنمية في المحافظة تحتاج الى التأني والتمحيص لتجنب كل ماله أثر مضر على البيئة والتراجع عنه والتوافق على تنفيذ ما يخدم البيئة والسكان اولا ثم مايهيئ لاستقبال زوارها الذين بنبغي تحديدهم وفق القدرة الاستعابية للجزيرة وخدماتها وتصريف مخلفاتها واستخدام كل ماهو صديق للبيئة حتى الكهرباء يجب ان تكون من الطاقة الشمسية والرياح وغيرها وعلى ان تستغل كل جزر الارخبيل وعدم التسرع في أنشاء أي بنية معمارية او شق طرق أو إنشاءات صناعية وتعليمية وثقافية وخدمية الا بعد دراسة الأثر البيئي لكل مشروع وموافقة لجنة وطنية يترأسها رئيس المجلس المحلي ونائبه الامين العام للمجلس المحلي وعضوية وزير المياه والبيئة ومصلحة البيئة والجهات المعنية وعضوين من منظمات المجتمع المدني من ابناء المحافظة .
واعتماد استراتيجية تنموية للمحافظة بمشاركة فنية دولية ان فقد الكادر المعني محليا بسلامة البيئة وتفردها وحمايتها.
والعمل على توسيع المحميات البيئية الطبيعية وإحياء ما تدمر منها وتحديد مسار موحد للزوار وحماية الثروة الحيوانية ومنع ذبح الإناث منها وحماية الشواطئ والحرص علي نظافتها ونقاء اتربتها ومياهها مع اهمية الحفاظ على حقوق السكان الاجتماعية والثقافية والحرص على تنمية الروح الاسلامية السمحاء وحمايتها.
– إن حماية التراث ضرورة كجزء من حماية الحياة السكانية كون المحافظة تزخر بالحرف اليدوية التقليدية وبالاعراف والعادات والتقاليد إضافة إلي ما كان يعتمد عليه السكان من كهوف ومغارات للسكن او للحياة اليومية عند ممارسة نشاطهم اليومي المعاشي. أن السكان ينحدرون من قبائل عربية حميرية مهرية وبعض من الاصول الرومانية لغتهم العربية و لهجتهم قريبة من المهرية والشحرية وتتميز حياتهم بالبساطة والبدائية المتطورة ولهجتهم لازالت هي المرجع لما يدون من تراث أدبي شفاهي إضافة إلي الاغاني والاهازيج الشعبية التقليدية و حماية التراث يرتبط بحماية اللغة العربية اللغة الرسمية واللهجة السقطرية كما أكد عليها عبدالعزيز سليمان الدهري. بن قطن في كتابه ( اللهجة السقطرية وماورد منها في اللغة العربية ) وما احتواه من معلومات هامة.
وفي الاخير فإن مهمة الحكومة باختصار تتلخص في حماية البعد البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية النباتية والحيوانية اضافة الى الطيور والبيئة البحرية وثروتها المرجانية والسمكية وحماية الطيور المستوطنة والمهاجرة وتوفير سبل الحياة الكريمة للسكان ورعايتهم صحيا واجتماعيا ومنحهم حق التعليم والتأهيل والتدريب والعمل وتوفير الطاقة البديلة كمصدر اساسي ورئيس للطاقة داخل المحافظة ومنع اي تلوث ومنع اي زيادة لعدد السيارات واختيار وسائل نقل صديقة للبيئة وتفتح ابواب التشغيل للسكان ولنا بجزر الاميرات في تركيا وفي غيرها قدوة.