
الثورة / عباس عبدالله –
> اتفاق السلم والشراكة عقد سياسي ملزم لكافة الأطراف
> لا نستهدف أي مكون أو منطقة وعلى الخارج أن لا يقلق على مصالحه المشروعة في بلادنا
قال السيد عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة مساء أمس أن التصعيد الثوري حقق من قبل نتائج مهمة من أهمها مخرجات الحوار واتفاقية السلم والشراكة وأكد على أهمية مخرجات الحوار وإمكانية البناء عليها وبناء الدولة المنشودة ولكن القوى السياسية التي كانت في موقع السلطة كان هدفها الوحيد تحقيق المزيد من المكاسب الخاصة بعيدا عن مصالح الشعب.
وتساءل السيد عبدالملك عن تخلي تلك القوى عن مسؤولياتها رغم الدعم الدولي والمحلي.
وأضاف: مواصلة التصعيد الثوري حققت منجزاٍ هاماٍ في 21 سبتمبر حيث تم إزاحة عقبات كثيرة كانت تقف عائقاٍ أمام بناء الدولة المنشودة وتم التوصل إلى اتفاق السلم والشراكة الذي تضمن العديد من البنود التي هدفت إلى تحقيق الشراكة وتحقيق مصالح الشعب في كافة المجالات.
وعلى المستوى الأمني تضمن اتفاق السلم نصوصاٍ هامة لتحقيق الأمن والاستقرار.. العالم كله اعترف بالاتفاق وباركوه وطالبوا بتنفيذه وأصبح عقداٍ سياسياٍ ملزماٍ لا مبرر للتنصل منه.
ولكننا فوجئنا بأن تلك القوى تعود إلى نهجها السابق مكايدات ومماحكات ولو أنهم تعاطوا بإيجابية مع ذلك الاتفاق خلال الأشهر الماضية لكنا شهدنا واقعاٍ أفضل.. ولكنهم للأسف اتجهوا في مسار مضاد لتلك الأسس والمضامين وفي مقدمتها الشراكة الوطنية كضرورة ملحة للتخلص من الاستبداد السياسي والوصول إلى الدولة المدنية الحديثة.
وقال: لم يكن موقفهم ضد الشراكة يقتصر على إقصاء مكون أنصار الله بل شمل قوى أخرى في مقدمتها المكونات الجنوبية.
وتطرق في كلمته إلى مكافحة الفساد كما نص عليه اتفاق السلم والتي لم يتخذ من أجلها أي إجراء وجرى حماية الفساد .. حيث رفضوا “إشراكنا في الأجهزة الحكومية المعنية بمكافحة الفساد . بل وأبدوا حساسية كبيرة من أي نشاط لنا في هذا الجانب وواجهت اللجان الثورية عقبات كبيرة”.
وانتقد ما اعتبرها “سياسة إضاعة الوقت والمماطلة وفتح جبهات جديدة وأزمات مستجدة كما هو النهج السابق “إدارة البلاد بالأزمات” كما لم يتخذوا إجراءات حقيقية لمواجهة إرهاب القاعدة التي تمكنت من الاستيلاء على البنوك وأسلحة الجيش في عمليات مشبوهة”.
وقال: كل تلك التصرفات يستهدفون بها الثورة الشعبية اتفاق السلم مخرجات الحوار ويستهدفون استقرار وأمن البلد.. وما يجرى في مارب من تحشيد هو استفزاز للشعب وتهديد لأمنه واستقراره.
وحول القضية الجنوبية قال السيد عبدالملك: لقد كان بإمكانهم اتخاذ الكثير من الإجراءات لترميم الثقة مع إخواننا الجنوبيين بما يسهم في حل القضية الجنوبية..ولكنهم تلكأوا في اتخاذ أي اجراء وساهموا في تعقيد المشكلة أكثر.
وأبدى الحوثي استياءه من مسودة الدستور وتضمنها أشياء خطيرة تخالف مخرجات الحوار واتفاق السلم.
وقال: كان همهم الأبرز في مسودة الدستور هو مشروع الستة الأقاليم الذي يهدف إلى تجزئة البلد وتمرير هذا المخطط المشؤوم من قبل الهيئة الوطنية قبل إصلاحها فقد أرادوا هذه الهيئة كما هي واعتمادها كمرجعية شرعية لتمرير كل ما يريدون بما في ذلك مشروع التقسيم الذي تم وفق أسس مذهبية ومناطقية.
وأضاف: نحن لا نمانع أن يكون لأبناء مارب أو شبوة أو حضرموت نسبة مما تنتجه محافظاتهم أو أن يكون لأبنائها الأولوية في التوظيف والعمل في الشركات العاملة بمحافظاتهم ولكن لا يجوز لنا أن تقول لأبناء هذه المحافظة أو تلك لديكم ما يكفيكم وبإمكانكم أن تكونوا وحدكم.
وقال: نحن نريد أن تكون مارب لكل اليمن وأن تكون اليمن كلها لمارب أن تكون شبوة لكل اليمن واليمن كلها لشبوة أن تكون حضرموت لكل اليمن وكل اليمن لحضرموت أن تكون عدن لكل اليمن وأن تكون اليمن كلها لعدن لا يمكن لأي محافظة أن تستغني عن بقية المحافظات.
واعتبر السيد عبدالملك أن ما يجري في مارب يأتي في إطار مخطط لإثارة الفوضى بالتزامن مع إثارة الفوضى في العاصمة لكي يلجوا في المرحلة التالية قبل انجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية.. وأمام ذلك لم يكن أمامنا سوى الوقوف أمام هذه المؤامرة لأنها تستهدف الشعب في كل شيء وأشاد في كلمته بموقف الجيش الذي انحاز إلى مصلحة شعبه وإلى جانب مخرجات الحوار واتفاق السلم .
وأكد السيد عبدالملك أن هذا التحرك الشعبي واع ومسؤول وليس استهدافاٍ لأي مكون أو جماعة أو منطقة ولا يستهدف المصالح المشروعة للخارج وهو تحرك مشروع يهدف إلى تنفيذ عقد سياسي التزم به كافة الأطراف.
واختتم كلمته: أقول للخارج أي إجراءات تتخذونها لإخضاعنا وتمرير تلك المؤامرات لن تثنينا عن حماية بلدنا وحقوق شعبنا..ولا مبرر لكم للقلق أو المخاوف وأي مصالح مشروعة لكم في بلدنا لن نستهدفها ولن نقف ضدها بلدنا يرغب أن يكون له أحسن العلاقات مع الدول العربية والإسلامية وأن يكون لنا علاقات دولية متميزة.
