أيوب وعبدالباسط علماني العزف على العود


لقاء/ خديجة بورجي –
■ الفضول أعطاني (باعدوا من طريقنا) وغنيتها قبل أيوب بـ15 سنة

■ الاهتمام بالفن والفنانين سيخدم الوطن والمجتمع .. والأمل في الوزيرة الجديدة

تزخر بلادنا بالكثير من الفنانين المتميزين في أدائهم وفنهم غير أنهم لم يجدوا الاهتمام الذي يستحقونه ومنهم الفنان الشعبي المتميز عبدالجليل العبسي الذي غنى للأرض والوحدة والثورة وله رصيد كبير من الأغاني الاجتماعية علي سبيل المثال (لا مزوج براحة ولا عزب مستريح ـ والشاكية ) وغيرها من الأغاني.
في هذه الأسطر سنبحر مع الفنان عبدالجليل العبسي في رحلته الفنية التي تزيد عن ثلاثين عاما كانت بدايتها من قرية الاعبوس بمحافظة تعز ..
في البداية يقول: ضيفنا المتميز إنه عشق الغناء منذ الصغر وكان يحفظ أغاني الفنان أيوب طارش عن ظهر قلب ويرددها في أوقات الاستراحة المدرسية وتنال استحسان وإعجاب زملائه ومعلميه بالمدرسة وكانوا يشجعونه على الاستمرار في الغناء لما امتلكه من صوت مميز ..
ويستطرد قائلاٍ : “استمررت مع الغناء والعزف على أوتار مثبتة على جالون زيت كبدايات فنان ينشأ في بيئة يمنية بسيطة وترافقني أغاني أيوب طارش إلى أن أتاحت لي الفرصة الالتقاء مع الفنان محمد أحمد بشر عبسي الذي قدم من عدن إلى تعز واجتمعت به لمدة يومين وبدأ يعلمني العزف على العود الذي رأيته لأول مرة وأتذكر أني اكتشفت حينها أنه يتكون من ستة أوتار لا أربعة أوتار إذ علمني في اليوم الأول الطريقة الصحيحة للإمساك بالعود واستخدام الأصابع في العزف ونظراٍ لممارستي العزف سابقا لم أجد أي صعوبة في التعلم وفي اليوم الثاني علمني أغنية أيوب طارش (طاب الجنى يا حقول) كما أعطاني ملاحظات أعانتني في مشواري الفني ولم تمض شهور قليلة إلا وأصبحت متمكنا من عزف معظم أغاني أيوب طارش التي كنت أحفظها كلمات ولحناٍ. وتقليدي للفنان أيوب طارش أعطاني دفعة قوية للاستمرار” .
الذكريات والبداية
ويواصل حديثه عن بداياته وذكرياته بالقول: “بعد أن أنهيت دراسة الإعدادية انتقلت إلى الحديدة هذه المدينة الرائعة وسكانها الأروع وفيها كانت انطلاقتي الفنية الحقيقية في مشواري الغنائي وكان ذلك عام ????م حيث بدأت أتعرف على الشعراء ومنهم الشاعر عبدالله مقبل المقطري وسلطان الصريمي وغيرهم من الشعراء وبدأت أشارك في الحفلات داخل الحديدة وكانت أول حفلة أشارك فيها بشكل واسع حفل تخرج الموسيقار أحمد فتحي من القاهرة التي أقيمت في سينما الأندلس بالحديدة وقدمت خلالها ثلاث أغانُ بطلب من الجمهور الذي كلما انتهيت من أغنية يطالبني أن استمر رغم أن برنامج الحفل كان مزدحماٍ وخصصوا لي أغنية واحدة فقط وكانت هذه الانطلاقة الأولى لي”..
أولى أغنياتي
وعن أولى أغانيه التي انطلق بها قال: شكلت ثلاث أغانُ انطلاقتي الأولى حملت إحداها عنوان (الطبل) بمعنى ساعي البريد أو الجمال من كلمات عبدالخالق عبدالجبار وتقول في مطلعها (أمانتك ياذا الطبل تقلي كيف حال أهلي … والبلاد وخلي … حالي مريض وأسهر الليالي أشتي اشتغل ولا أحد رضا لي) وأغنية لعبدالله المقطري وأغنية للصحفي المرحوم عبدالتواب سيف وهكذا بدأت أبزر شيئاٍ فشيئاٍ ثم سجلت أغاني خاصة بي لإذاعتي الحديدة وتعز .
باعدوا من طريقنا
ويواصل حديثه: غنيت للشاعر عبدالرب المقطري والذي شكلت معه ثنائياٍ إذ إن ??? من أغاني كانت من كلماته كما غنيت من أشهر أغاني باللهجة التهامية (ما غيبك يا فل يا باجلي) للشاعر المرحوم عبدالله غدوة وفي تعز التقيت الشاعر المرحوم عبدالله عبد الوهاب نعمان وأهداني حينها قصيدة (باعدوا من طريقنا) وقمت بتلحينها وغنائها وتسجيلها للإذاعات المحلية عام 1978م وأتذكر أن البعض حينها سخر من كلمات الأغنية والعجيب أنهم استحسنوها بعد ذلك عندما غناها الفنان أيوب طارش في عام 90م وأحبوها ولعل الشهرة تلعب دورا في هذا وتعطي الفنان أهمية فالفنان دون إمكانيات وإعلام يدعمه يصاب بالإحباط لكن أنا من سعى للإعلام وكافحت وتحديت المستحيل لأثبت وجودي ففي عام 82 سجلت مجموعة من الأغاني للتلفزيون وإذاعة صنعاء حيث سعيت إليهم دون طلب منهم لأن إعلامنا للأسف كان ولا يزال يجهلنا لكن بجهودي ورغبتي في تخليد أعمالي الفنية وتوثيقها والحمد لله بعد تسجيلي الأغاني بدأت أبرز على مستوى اليمن وفي نفس العام تأسست فرقة موسيقية تتبع مكتب الثقافة والإعلام بالحديدة وقد اندفعت وسجلت بها وكنت أول المؤسسين لهذه الفرقة وبعدها انضم إلينا الفنان أحمد الحلبي والفنان جابر علي أحمد الذي استفدنا منه كثيراٍ كونه متخرجاٍ من القاهرة ودربنا على كيفية التعامل مع الآلات الموسيقية بشكل علمي وكيف نغني المقامات بالطريقة الصحيحة وبهذه الفرقة كنا نحيي الحفلات بقيادة الفنان جابر علي أحمد على المستوى المحلي وكنا نسجل موشحات للإذاعة والتلفزيون مرة أو مرتين كما شاركنا في احتفالات أعياد الثورة في صنعاء كل عام حيث قدمت في أحد الاحتفالات في صنعاء أغنية (ياقاطفين الورد دل به) وأنشودة ثورتي وهي انطلاقتي الثانية لتتسع مساحة جمهوري وكنت أصدر كل عام ألبوماٍ غنائياٍ ثم توقفت ما يقارب خمس سنوات عن إصدار الألبومات إلى عام 90 بعد الوحدة وسجلت أغاني للإذاعة وتلفزيون عدن .
ويتابع حديثه عن مشواره الفني قائلاٍ: رحلتي الفنية تزيد عن ثلاثين عاماٍ غنيت فيها للأرض والزراعة والثورة والوحدة والعديد من الأغاني منها (ارفق بقلبي) (اشكي إليك) (افدي اليمن) (الطبل) (فرحة الوحدة) (كيد العواذل) (ثورتي) (واخضير الحب في ساحلك) (مطر مطر) (يازارعات الهوى) ما يقارب مائة أغنية وأنشودة وموشح ديني موزعة على خمسة عشر ألبوماٍ من ألحاني الشعبية التعزية وهو اللون الغنائي المفضل لدي ولمعظم جمهوري وحاولت ألا أحصر نفسي باللون التعزي وغنيت وحفظت أغاني لحجية وحضرمية وحتى هندية نزولاٍ عند رغبة جمهوري .
اللون الغنائي التهامي
ويضيف الفنان عبدالجليل العبسي: “غنيت اللون التهامي وهو لون غنائي ذو طابع مميز ومرغوب وله إيقاعاته المتميزة إلا أنه لا يجد الاهتمام من قبل الإعلام لأنه وللأسف الفن والفنان التهامي مهضوم إعلاميا فلم نشارك كفنانين تهاميين خارج اليمن في حفلات فنية إضافة إلى أن الفنان التهامي أحيانا يهضم نفسه فلا يحاول التطوير من أدائه ويكتفي بحضور الأعراس ولا يحاول تسجيل أغانيه بالتلفزيون والإذاعة لتوثيقها ومنهم المرحوم الفنان علي الذهبان الذي حاولت معه أن يسجل أغانيه في التلفزيون للتوثيق ولكن للأسف يكتفون بالشهرة على المستوى المحلي فالفنان إن لم يسعِ إلى الإعلام لن يأتي إليه وخاصة في الحديدة كونها بعيدة عن أضواء الإعلام”.
لدي أعمال جديدة كثيرة
وعن جديده الفني وأعماله المستقبلية قال “ما يجري في اليمن أثر على الحياة بشكل عام ومنها الحركة الفنية التي تأثرت بشكل كبير وخاصة في الإنتاج وحركة السوق وعزوف المنتجين عن الإنتاج والتوزيع إلا أني مستمر في تأليف الألحان وتوثيقها والاحتفاظ بها إلى أن تتحسن الأوضاع كما جهزت عدداٍ من الأغاني موزعة ما بين الأنشودة والأغنية العاطفية والزراعية والأغنية الاجتماعية التي أصبحت تلعب دوراٍ كبيراٍ في المجتمع مثل قضايا غلاء المعيشة وغلاء المهور وغيرها من قضايا المجتمع وهذه الأغاني يتقبلها الجمهور كونها تسرد قصة لها واقع كبير لدى الناس”.
رسالة لوزيرة الثقافة
وأكد الفنان عبدالجليل العبسي في ختام حديثه على أهمية تفعيل دور وزارة الثقافة في الاهتمام بالفن والفنانين معرباٍ عن تفاؤله وأمله في الوزيرة الجديدة أروى عثمان في إنعاش الحركة الثقافية والفنية في الحديدة من خلال إبراز الفن التهامي بكل أنواعه من الغناء والرقصات الشعبية والفلكلور الشعبي.

قد يعجبك ايضا