![](/photo/15-01-17-1419361123.jpg)
■ غياب الكادر وقلة الميزانية التشغيلية أبرز الصعوبات التي تواجهنا
على الرغم من مرور (15) عاماٍ منذ تأسيسها ترزح كلية التربية بمحافظة المهرة والتابعة لجامعة حضرموت تحت وطأة عديد من المشاكل التي تعيقها وترخي بظلال قاتمة على مستقبل العملية التعليمية فيها مشاكل لا تبدأ بنقص الكادر التعليمي ولا تنتهي بغيرها من الأسباب المالية والفنية أو تلك المتعلقة بتدني مستوى الطلبة نتيجة لحصولهم على الشهادة الثانوية بطرق ملتوية.
بدورنا وللوقوف على المشكلة بكامل تفاصيلها التقينا بالأخ الدكتور سالم أحمد بافطوم عميد كلية التربية بمحافظة المهرة والذي تحدث في البداية عن التطورات التي شهدتها الكلية منذ تأسيسها قائلاٍ:
افتتحت كلية التربية بمحافظة المهرة في العام 1999م بقسمي اللغة العربية والدراسات الإسلامية وفي مبنى مؤقت تابع لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة وقد بلغ عدد الطلبة الملتحقين بالكلية حينها نحو(90) طالباٍ وطالبةوفي العام الدراسي 2000-1999م تم افتتاح قسم الرياضيات والتحق به (32) طالباٍ وطالبة أما في العام الدراسي 2004-2003م فقد تم افتتاح قسم اللغة الانجليزية وتقدم للدراسة فيه نحو (65) طالباٍ وطالبة.
وبذلك شهدت الكلية تطورات مستمرة منذ إنشائها وتم تشييد مبنى خاصاٍ بالكلية (المبنى الحالي) وبدأت الدراسة فيه في العام الجامعي 2015-2014م وقد تم تزويد المبنى بتجهيزات عديدة منها (12) قاعة دراسية وثلاث قاعات عامة ومكتبة وأربعة مختبرات إضافة إلى مختبرين حاسوب وفيزياء وقد بلغت التكلفة الإنشائية لمشروع الكلية حوالي (165) مليون ريال.
نجاحات عديدة
• هل طرأ أي تطور نوعي على نسب الالتحاق بأقسام الكلية¿
– الكلية ومنذ نشأتها حققت نجاحات عديدة سواء من حيث رفد مدارس المحافظة بالمعلمين المؤهلين في تخصصات الدراسات الإسلامية واللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات كما عززت العديد من المكاتب الإدارية كمكاتب النفط والسياحة والصناعة والتجارة وغيرها بكوادر متخصصة لكن للأسف الشديد وجود بعض التخصصات كالدراسات الإسلامية التي أصبح سوق العمل متشبعاٍ بها وخريجوها عاطلون عن العمل في الوقت الذي يعجز فيه مكتب الخدمة المدنية عن وضع الحلول المناسبة لهم لذا قامت الكلية بالتعاون مع السلطة المحلية
بافتتاح قسم جديد “معلم مجال الاجتماعيات” الذي نأمل من خلاله سد النقص الحاصل في معلم الاجتماعيات بمدارس المحافظة وأملنا خلال العام الحالي أن نفتتح أقساماٍ أخرى تلبي حاجة المحافظة ونحن بصدد التشاور مع السلطة المحلية ومكتب التربية ليكون إضافة نوعية للتخصصات الموجودة بالكلية والعمل على فتح أقسام أخرى بالتدريج حسب احتياج المجتمع لتلك التخصصات وحسب إمكانية الجامعة لتساهم الكلية مساهمة فاعلة في خدمة المجتمع من خلال مخرجاتها والقيام بالدورات التدريبية والمحاضرات والتوعية والتعليم المستمر في مجالات اللغة والحاسوب والإدارة لبعض الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة وفي الحقيقة إن قيادة جامعة حضرموت تولي كلية التربية بالمهرة اهتماماٍ كبيراٍ إدراكا منها أن المهرة عانت وما تزال تعاني من قلة التعليم وبالذات الجامعي.
المناهج التعليمية
• ماذا عن المناهج التعليمية والكوادر الخاصة بالكلية¿
– تمتاز الكلية بالجمع بين التعليم النظري والتطبيقي العلمي واستخدام الوسائل والأساليب الحديثة في التعليم والتعلم كما يوجد في الكلية كادر محلي وخارجي وهو ذو كفاءات عالية وخبرات علمية وعملية علماٍ بأن كليات التربية بشكل عام لها مقررات خاصة بالتطبيق العملي مهمتها ربط المعلم بالواقع العملي وبمستقبل الطالب وبها مواد أخرى في الثقافة العامة وكلها تكمل بعضها , رغم أن التطبيق العملي في وضعه الحالي لا يلبي الطموح من حيث الفترة الزمنية التي يقضيها الطالب في الميدان والآن هناك مراجعة للمناهج والمقررات لتلبي حاجة الطالب الأكاديمية والعملية وتواكب التكنولوجيا الحديثة.
النظام الالكتروني
• ماهي الوسائل التي تتبعونها في عملية القبول والتسجيل بالكلية¿
– منذ عامين قمنا بإدخال النظام الالكتروني في عملية التسجيل والقبول والذي بدوره ذلل الكثير من الصعوبات أمام الطلبة الراغبين بالالتحاق بالكلية حيث أصبح بمقدور الطالب التسجيل أو التنسيق عبر مواقع الإنترنت المعتمدة بالمحافظة ونستطيع القول بأن عملية القبول بالكلية تتم بطريقة شفافة ومهنية بعيداٍ عن المحسوبية.
سبع دفع
• كم دفعة تخرجت من الكلية حتى وقتنا الراهن¿
– تم تخريج سبع دفع تجاوز عدد المتخرجين فيها 550 طالباٍ وطالبة من جميع الأقسام الدراسية في الكلية بمن فيهم الطلاب والطالبات الدارسين من سلطنة عمان الشقيقة.
حوافز قيمة
• هل هناك حوافز ينالها الطلاب المتفوقون في الكلية ¿ وما هي ¿
– من المؤكد أن هناك حوافز قيمة تقدمها الجامعة والسلطة المحلية بالمحافظة وبعض الجمعيات الخيرية للطلاب المتفوقين بالكلية فالجامعة تكرم كل عام الطلبة الأوائل بجوائز مادية وعينية وكذلك إعفاء أوائل الطلاب من دفع رسوم الأنشطة كما يقدم الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين للطلبة الأوائل من أبناء المهرة بالكلية مبالغ مالية شهرية وقد تم افتتاح فرع للصندوق قبل أكثر من عام في الكلية ويكمن دوره برفع أسماء الطلاب الأوائل إلى الصندوق كما يقدم الصندوق أيضاٍ منحاٍ تنافسية خارجية كل سنة لطلبة الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي لذا ندعو أبناء المهرة ليتقدموا للمنح التي يقدمها الصندوق , فمن لديه الرغبة يتواصل مع فرع الصندوق بالكلية أو من خلال موقع الصندوق على شبكة الانترنت , أما فيما يتعلق بمشاركة المجتمع المحلي – سلطة محلية -, رجال أعمال وجمعيات وغيرها فهي غائبة ولم تتقدم أية جهة للمساعدة ونأمل من أهل الخير بالمهرة مساعدة الطلاب سواء الدارسين في الكلية أوفي الجامعات الأخرى .
إقبال كبير
• كيف تقيمون مستوى إقبال الفتاة المهرية على التعليم الجامعي ¿
– إقبال الفتاة المهرية على الالتحاق بالكلية يزداد عاماٍ بعد آخر والسنوات الأخيرة شهدت التحاق أعداد كبيرة وأستطيع القول إن عدد الفتيات أصبح أكبر بكثير من عدد الطلاب, وهناك طالبات من مناطق بعيدة جداٍ التحقن بالكلية وهذا شيء طيب وعامل مشجع رغم أن التخصصات الحالية لا تلبي طموحات ورغبات الطلاب والطالبات.
مستويات ضعيفة
• في ظل تدني مستوى التعليم بشكل عام .. كيف تلاحظون مخرجات التعليم الأساسي والثانوي في محافظة المهرة¿
– نعاني كثيراٍ من ضعف مخرجات التعليم الثانوي تحديداٍ حيث نجد أن كثيرين من الملتحقين حاصلين على نسب عالية جدا في حين مستوياتهم العلمية متدنية خاصة الطلاب القادمين من الأرياف ولأجل ذلك عملت الكلية على بعض المعالجات من أجل رفع مستوياتهم فمثلاٍ في تخصص اللغة الانجليزية استحدثنا مواد خارج المقررات الدراسية رغم أنها عبء على الساعات الدراسية ولكن الهدف منها تطوير قدرات الطلاب والحمد لله كانت النتائج جيدة وحصل تحسن في مستويات الطلاب كذلك في مقررات اللغة العربية كالنحو وغيره والتعليم بشكل عام وخاصة الأساسي لأنه الأساس وهو بحاجة إلى وقفة جادة من قبل قيادة وزارة التربية والتعليم فهناك خلل كبير وخطير يجب إصلاحه.
صعوبات
• ماهي الصعوبات والمعوقات التي تواجهونها¿
– تواجهنا العديد من الصعوبات منها على سبيل المثال وليس الحصر شحة المخصصات الشهرية من الموازنة التشغيلية حيث ما يصرف للكلية شهريا كموازنة تشغيلية هو تقدر بـ (57,150) ريالاٍ تشمل القرطاسية والوقود وقطع الغيار وصيانة الآلات وغيرها على الرغم من مطالبتنا المستمرة بإعادة النظر بالميزانية التشغيلية نظرا لحجم التزامات الكليةبالإضافة إلى وجود نقص في أعضاء الهيئة التدريسية المحلية والوافدة وتتفاقم المشكلة كل عام مع تخفيض نسبة الدكاترة الوافدين وعدم تعويض ذلك النقص من الكادر المحلي تحت مبررات كثيرة كعدم اعتماد وزارة المالية خانات وظيفية لليمنيين وهذا يسبب لنا مشاكل كبيرة لعدم كفاية الدكاترة الأمر الذي أنعكس سلباٍ على العملية التعليمية ومن الصعوبات أيضاٍ قلة الدرجات المخصصة للابتعاث الخارجي حيث إن الكلية حاليا بها عدد كبير من المدرسين والمعيدين والذين مضى على وجودهم سنوات بدون تأهيل, أما الجانب الاجتماعي فإننا نعاني من ضعف وعي المجتمع المحلي لدور الكلية كصرح تنوير وإشعاع علمي حيث لم نجد أي دور لشيوخ القبائل وأعيان البلد ورجال المال والأعمال وغيرهم حتى زيارتهم للكلية معدومة ولو من باب التعرف على الكلية وأعداد كبيرة من أبناء محافظة المهرة (مغتربين وتجاراٍ) في شتى دول العالم وخاصة دول الخليج وشرق أفريقيا ونأمل منهم مد يد العون والمساعدة في دعم الكلية والمساهمة في عملية النهوض بها.