التهديدات الإرهابية تستنفر أوروبا.. واعتقالات ومداهمات في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا

* استنفرت الدول الاوروبية بكل طاقتها وامكانياتها الامنية والاستخباراتية والعسكرية ضد التهديدات الارهابية لمواجهتها وملاحقة المتطرفين الذين يخططون لعمليات ارهابية تطيح بالأمن القومي في أوروبا حيث قامت الشرطة في عدد من دول اوروبا بشن حملات أمنية أفضت إلى اعتقال عشرات الأشخاص يشتبه بأنهم ينتمون إلى جماعات متطرفة.
في حين كشفت تقارير أمنية غربية عن وجود 20 “خلية نائمة” تابعة لجماعات ومنظمات “إرهابية” تضم ما بين 120 و180 مشتبهاٍ مستعدة بالفعل لشن هجمات في عدد من الدول الأوروبية. مما يعني إن ناقوس خطر يدق أبواب اوروبا حيث لم تكن “شارلي إيبدو” إلا فاتحة الأحداث للكشف عن وجود الخلايا الإرهابية “النائمة” واعتراف الدول بتحركها ضمن بلادها وطالما تم تحذير تلك الدول من عدم التساهل في دعم الإرهاب في مناطق أخرى من العالم وتجاهل بأن من تمولهم وتدعمهم سيرتدون إليها فيما بعد أو ستنعكس صورة الإرهاب إلى تلك البلاد الاوروبية ..
وفي هذا السياق أعلنت الشرطة الألمانية أمس توقيف زعيم لمجموعة متطرفة تضم أشخاصا من عدة دول كانت تخطط لتنفيذ اعتداء إرهابي في سوريا.
وقالت الشرطة في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية إنها نفذت أمس الجمعة “عمليات مداهمة لمواقع في برلين وضواحيها يشتبه بانها خلايا متطرفة ما أسفر عن توقيف متزعم مجموعة كانت تخطط لشن هجوم في سوريا” دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكانت النيابة العامة الألمانية أعلنت اعتقال تونسي يشتبه بانضمامه إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا ودخوله إليها عبر تركيا في نهاية أيار الماضي.
واستبعدت الشرطة وجود مؤشرات بأن تكون المجموعة الإرهابية المتطرفة تخطط لاعتداءات في ألمانيا.
وتقدر برلين عدد الارهابيين الذين انضموا الى صفوف التنظيمات الارهابية في سوريا والعراق بنحو550 ألمانيا.
وتخشى الدول الاوروبية ودول الغرب عودة الإرهابيين الأوروبيين الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وتنفيذهم اعتداءات إرهابية في بلدانهم.
في سياق متصل أعلنت الشرطة الفرنسية إخلاء محطة القطارات “غاري دي ايست” واغلاقها بعد ورود تهديد بوجود قنبلة وذلك وسط مخاوف من وقوع هجمات إرهابية جديدة عقب الاعتداء على صحيفة “شارلي ايبدو” وسط باريس.
وقال مسؤول في الشرطة الفرنسية إنه تم إغلاق المحطة في العاصمة باريس كـ”اجراء احترازي” دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
من جهة أخرى نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي فرنسي قوله إنه تم اعتقال 12 شخصا الليلة الماضية في المنطقة الباريسية في سياق التحقيق حول اعتداءات الأسبوع الماضي في باريس لافتا إلى أن الموقوفين وهم تسعة رجال وثلاث نساء سيتم استجوابهم حول أي “عمل لوجستي محتمل” قد يكونوا قدموه لمنفذي الاعتداءات خصوصا لجهة الأسلحة والسيارات.
وكان مكتب الادعاء العام في باريس أعلن في وقت سابق اعتقال عشرة أشخاص في حملات أمنية لمكافحة الإرهاب في المنطقة واستهداف الأشخاص الذين لهم صلات بالمسلح الذى هاجم محل “كوشير” الذي أعلن صلته بتنظيم “داعش” الإرهابي.
وتتواصل مداهمات الشرطة في منطقة مونروج على مشارف باريس بعد مقتل شرطية فرنسية الأسبوع الماضي وفي غرينييه وفلوري “ميروجي جنوب العاصمة الفرنسية وفي “ايبيني سور سين” في شمال فرنسا.
وأفاد مصدر في الشرطة بأن المحققين تابعوا عدة اشخاص في الأيام الماضية تم تحديد هويتهم نتيجة التحقيق الذي شمل أشخاصا في محيط الإرهابيين الشقيقين كواشي منفذي الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا.
وفي هذه الأثناء أكد مسؤول استخباراتي غربي امس أن ما لا يقل عن “20 خلية نائمة” تابعة لجماعات وتنظيمات إرهابية تضم ما بين 120 و 180 متطرفاٍ مستعدة بالفعل لشن هجمات في عدد من الدول الأوروبية.
وقال المصدر لموقع شبكة سي ان ان الالكتروني إن أجهزة الاستخبارات في الاتحاد الأوروبي ونظيرتها في منطقة الشرق الأوسط توصلت إلى أن هناك تهديدات بهجمات وشيكة في عدد من الدول الأوروبية من بينها بلجيكا وربما في هولندا.
وأوضح أنه بحسب المعلومات التي حصلت عليها أجهزة استخبارات غربية فإن تلك “الخلايا النائمة” يمكنها توجيه ضربات في كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا والأخيرتين هما الأكثر تهديداٍ بهجوم وشيك دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك أعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز انتهاء عمليات مكافحة الارهاب التي باشرتها الشرطة أمس في بلجيكا واسفرت في احداها عن مقتل اثنين من الارهابيين واعتقال اخر من العائدين من سوريا بعد إصابته في تبادل إطلاق النار بمدينة فيرفيي شرقي البلاد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ريندرز قوله في حديث لشبكة اي تيلي التلفزيونية الفرنسية : إن العمليات انتهت على الارض والآن نقوم بتقييم المعطيات وسنرى من جانب الشرطة والسلطات القضائية ان كانت هناك خطوات أخرى يتحتم القيام بها” معلنا أن الارهابيين الثلاثة العائدين من سوريا قاموا بإطلاق النار على قوات الأمن التي ردت ما أدى إلى وقوع “معارك” عنيفة.
ولفت ريندرز إلى أن عددا كبيرا من المداهمات جرت في مجمل انحاء البلاد مؤكدا أن التهديد بتنفيذ اعتداءات كان موجها لقوات الشرطة البلجيكية مستبعدا وجود أي رابط مؤكد بين الحادثة والاعتداءات التي وقعت في فرنسا الاسبوع قبل الماضي.
وتقول الحكومة البلجيكية إن نحو 300 شخص انضموا الى التنظيمات الارهابية في سوريا والعراق فيما خلصت احدى الدراسات الاوروبية الشهر الماضي الى أن بلجيكا من أكثر الدول الاوروبية المصدرة للرسائل والمواد الدعائية المؤيدة لتنظيم داعش الارهابي.
وكانت السلطات البلجيكية رفعت حالة التأهب ضد التهديدات الإرهابية إلى المستوى الثالث الذي يعد ثاني أعلى مستوى بعد سلسلة عمليات دهم شنتها قوات الأمن في مناطق عدة في اطار عمليات مكافحة الارهاب حيث حاصرت قوات الأمن محطة القطار في فيرفيي وانتشرت بكثافة وسط المدينة.
واكد مساعد النائب العام البلجيكي ايريك فان دير سيبت إن “الشرطة استهدفت مجموعة من الجهاديين كانت تعد لشن هجمات واسعة النطاق في البلاد” موضحا أن المشتبه بهم فتحوا النار على القوات الخاصة بالشرطة الفيدرالية قبل أن تتم السيطرة على الموقف.
وبين سيبت في مؤتمر صحفي أنه تم تنفيذ عشر عمليات تفتيش في مدينة فيرفيي شرق البلاد حيث قتل متطرفان كما نفذت العمليات في بروكسل وضواحيها مشيرا إلى أنه سيتم الاعلان قريبا عن اعتقالات أخرى.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن السلطات عثرت على أسلحة وبنادق كلاشينكوف ومواد لتصنيع قنابل وملابس للشرطة.

قد يعجبك ايضا