قـــــــريـــــــة خـــــــــلـــــة


خلةهي قرية عامرة في بلاد المفلحي في الشمال الشرقي من مدينة الضالع وتبعد عنها حوالي تسعة كيلو مترات وكانت تسمى (أخلة) وتقع فوق مرتفع صخري إلا أن أكثر أهلها قد هجروها وبنوا لهم بيوتا في الوادي في الجانب الشمالي منها ويقع إلى جانبها من الشمال قرية الربيعية من الشعيب وقد كانت تلك القرية تمثل واحدة من هجر العلم التي كان يقصدها الكثير من الطلاب لدراسة علوم الدين الإسلامي وقد اشتهر فيها كثير من علماء الدين الإسلامي واللغة العربية .
أما بالنسبة لأهم بقايا خلة الأثرية فهي مازالت تتمثل في مبانيها القائمة إلى الآن وبعضها ترتفع إلى أربعة طوابق ومبنية بالأحجار المحلية )البازلت (بطريقة فريدة وتنتشر أيضا مبان مهدمة (خرائب) إلى جوار تلك التي بنيت من أربعة طوابق بهيئة حصن أو قلعة إلا أنها خالية من السكان الذين انتقلوا إلى الوادي ويعود تاريخ هذه المباني إلى القرن التاسع الهجري وهي الفترة التي اشتهرت فيها القرية كهجرة علم ذلك من حيث تاريخها وبقاياها في الفترة الإسلامية .
المثير أن لقرية خلة تاريخا يعود إلى أقدم من ذلك فهناك الكثير من الآثار التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام تنتشر في معظم قمم الجبال التي تحيط بقرية خلة أهمها جبل المقبابة الذي تنتشر فيه كتابات ومخربشات بخط المسند حفرت في صخوره وهي تنتشر في معظم أجزائه وإلى جانب ذلك هناك بقايا خرائب مبنى يحتمل أن يكون معبدا يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام وقد رجحنا أن يكون كذلك من خلال نوعية القطع الأثرية التي استخرجها الأهالي من خرائبه وهي عبارة عن تماثيل آدمية وحيوانية وأوان فخارية وهي قطع أثرية عادة ما توجد في بقايا وخرائب المعابد حيث كانت تعتبر نوعا من القرابين النذرية التي كانت تقدم للآلهة في اليمن القديم ولكن معظم آثار هذا الموقع لم تلق حظها من الدراسة والبحث الأثري وهو الأمر الذي جعل تاريخ هذه المنطقة يبدو غامضا وعموما فهذه المنطقة والمناطق المجاورة لها كانت تعتبر أراضي تابعة للدولة القتبانية التي ظهرت في مطلع القرن السابع قبل الميلاد وأفل نجمها في القرون الميلادية الأولى .
مثل هكذا قرية بحاجة لاهتمام الجهات المعنية وذلك من خلال تنفيذ أعمال صيانة وترميم مباني القرية وكذا توفير خدمات البنية التحتية إلى موقع القرية وإقامة متحف لعرض موروث المنطقة الثقافي والأثري والتاريخي وذلك عبر استغلال أحد المباني المناسبة بعد الترميم فمثل هكذا قرية لايجب عدم إهمالها.

قد يعجبك ايضا