الموزعون عرضة لمخاطر اللصوص وشركات لاتعرف الرحمة ..

■ معاذ القرشي –
كان رضا يعتقد أن حصوله على وظيفة موزع في أحدى الشركات التجارية الخاصة سيكون الفرصة المناسبة لتوفير لقمة العيش لكن وكما قال الشاعر( تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن )فقد كان ضحية لجريمة سرقة للبضاعة التي كانت معدة للتوزيع في عهدته والمحمولة في سيارة التوزيع (الدينا ).
لم يكن يدور بخلد رضا بعد ساعات العمل الشاقة وهو يركن السيارة وفيها البضاعة “للاستخدام المنزلي شامبوهات يصل ثمنها إلى ما يقارب المليون ونصف المليون, أن الصباح القادم سيكون اسواء صباح.
رمى رضا نفسه في أقرب فراش وجده بعد ساعات عمل طويلة وشاقة ونام لكنه في صباح اليوم الثاني نهض باكرا كعادته لم يتناول حتى وجبة الصبوح على أمل اللحاق بالدوام اليومي خرج يحمل أوراق ودفاتر فواتيره التي يبيع بها البضاعة لزبائنه كمحارب يكمل معركته لكن هناك كانت المأساة عندما فتح صندوق السيارة التي تركها مملوءة بالبضائع خالية على عروشها لم يتبق فيها إلا أنفاس للصوص غدروا به في جوف الليل وذهبوا يعدون المحصول ويتقاسمونه لم يكن ضربه على جبينه يكفي للتخفيف من هول المصاب ويكفي أيضا ـ لتجاوز مأساوية اللحظة التي وجد نفسه فيها مجبرا حتى الدموع استعصت أن تخرج علها تخفف من مما يشربه يقول : حاولت جاهدا أن اثبت لكن رجلي ـ تسمرتا في المكان فكرت ساعتها أن اتصل بمديري المباشر في الشركة وبالفعل اتصلت من جوالي وأخبرته بما حدث فطلب مني الحضور إلى الشركة وسنفكر معا ماذا نعمل وبالفعل في الشركة طلب مني المدير المباشر أن أحضر فاتورة البضاعة المسروقة للتأكد وكيف يمكن أن يتفاهم مع الشركة في الرفع بما سرق إلى شركة التأمين وشعرت هناك أن الشركة مقدرة فداحة الغدر الذي تعرضت له وطلبت الشركة أن اذهب لعمل بلاغا وذهبت لقسم الشرطة لوحدي وعملت بلاغ بالجريمة وخرج شرطي معي من القسم لمعاينة مكان ارتكاب الجريمة وقدمت للقسم صورة من فاتورة البضاعة المسروقة حسب طلبهم ثم عدت للشركة مرة أخرى وبقيت فيها حتى الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر ثم خرجت من الشركة وعدت إلى محل سكني بعدها في الثالثة عصرا تم الاتصال بي من الشركة وطلبوا مني أن احضر وبالفعل حضرت وسألوني في الشركة عن مكان البلاغ فأخبرتهم أن البلاغ عملته في قسم المعلمي فقال علينا أن نذهب إلى هناك لمتابعة الإجراءات المتعلقة بالجريمة فرحبت وذهبت معهم لكن في قسم الشرطة قدمت الشركة دعوى خيانة أمانة ضدي في مبلغ سابق كان دين علي وقد سبق أن اتفقت مع الشركة على تقسيط المبلغ المذكور مع العلم أن المبلغ الذي تم تسجيله دين في ذمتي هي مجرد بقايا أصناف بضاعة تالفة وخصومات للزبائن لم تعتمد وفي نفس الدعوة تم اتهامي بسرقة البضاعة ومنذ تاريخ حدوث جريمة سرقة بضائع الشركة وحتى اللحظة لا أزال في السجن مع أني أعمل في الشركة منذ خمس سنوات وبدون حتى ضمانة تجارية وقد وقعت في يدي مبالغ بالملايين قيمة بضائع محصلة للشركة لم أفكر أن أخون أو أفكر بالفرار لكن كل هذا لم تتذكره الشركة التي اكتفت أن أدخل السجن وكأنها في لحظة تعرضي للسرقة تنكرت لكل الجهود التي بذلتها في العمل في الشركة.
ونحن من جهتنا نضع قضية الأخ رضا الجوباني أمام منظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الإنسان ونضعها أيضا أمام الشركة التجارية التي تستطيع أن تعوض ما لحق بها من خسارة دون المساس بمستقبل شاب قاده حظه العاثر إلى الوقوع في أيدي اللصوص.

قد يعجبك ايضا