
عززت برودة الطقس في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات في المرتفعات الوسطى هذه الأيام من الطلب على الملابس الشتوية الثقيلة لمختلف الأعمار إذ مثلت فرصة مواتية لانتعاش هذه التجارة ولاقت ترحيبا من تجار التجزئة والجملة على السواء لكنها من جهة أخرى باتت تحديا لا مفر منه يضاف إلى أعباء ميزانية الأسر الكثيرة هذه الأيام .
وفيما أصبح من شبه المؤكد أن أكثر من مليون أسرة تعيش في المحافظات الباردة قد شعرت بالبرد واتخذت قراراتها بشراء ملابس شتوية لمجابهته حل على الخط آلاف من المحلات والمولات والبساطين والباعة المتجولون في الشوارع والأسواق الشعبية لتقديم ملابس شتوية منخفضة التكلفة تعرف من أبو 500 ريال وما دون وسط توقعات بانتعاش هذه السوق مع تأكيدات الأحوال الجوية أن البرودة ستزداد تفاقما خلال الأسابيع القادمة مما هي عليه الآن.
الطلب
عقب شعور جميع الناس بالبرودة خصوصا في المساء والصباح الباكر تأكدت حاجتهم لملابس شتوية ثقيلة تقيهم البرد وهو ما يدفعهم مباشرة لتوفيرها عبر الشراء والتسوق بسرعة يقول اسماعيل الرحبي: إن الطقس اصبح فعلا قارساٍ خصوصا قبل المغرب والصباح عند الذهاب للمدرسة ولهذا اشتريت ملابس لي ولأولاي الخمسة بعد أن اشتد البرد في الأيام الماضية ومثله محمد يحيى هو الآخر اشترى للأطفال ملابس شتوية جديدة يقول عنها أنها إضافية غير تلك التي تم شراؤها في العام الماضي كما يفيد الأخ فهد العقبي بأنه أيضا لم يستطع الانتظار وقرر الشراء من سوق شعبي ملابس لأولاده الثلاثة بـ4500 ريال.
نشاط
أسوق الملابس الشتوية في العاصمة صنعاء ومدن وقرى المحافظات المجاورة لها شهدت إقبالا كثيفا من الناس للشراء منذ بداية فصل الشتاء لكن مع تفاقم البرودة في يناير الحالي زادت حاجت الناس للملابس اللازمة للدفء الأمر الذي أنعش الحركة التجارية لديها بنسبة تفوق 40% عن المعتاد ويعتقد التجار أن هذا الموسم مبروك وأنهم يأملون في تحقيق قيمة مضافة جيدة وسط تنامي الطلب بشكل غير مسبوق مقارنة بالأعوام الماضية.
ويرى علي القليصي تاجر ملابس جملة في شوق السلام بصنعاء انه مند دخول فصل الشتاء مبكرا هذا الموسم في نوفمبر الماضي والناس يشعرون بحاجتهم لملابس ثقيلة خصوصا مع تدني الحرارة الى مادون 5درجات مئوية صباحا وقت الخروج للعمل أو المدارس وهي درجة منخفضة تحتاج لملابس ثقيلة تتم بها مقاومة البرد فكانت الأسواق الملاذ لشراء الملابس ويضيف القليصي: إن الموسم بدأ منذ نهاية أكتوبر وبداية شهر نوفمبر بقوة حيث عزز البرد القارس الطلب ولاحظنا اتجاه الناس لشراء الملابس الثقيلة بشكل كبير سواء للأطفال أو النساء أو الرجال فالكل يشعر بالبرد على ما يبدو.
ارتفاع الأسعار
الملابس الشتوية بشكل عام خارج إطار الأسواق منخفضة التكلفة مرتفعة جدا فسعر الجاكت متوسط الحال بـ5000 ريال فيما يبلغ ذي الماركة بـ12000 ريال وهناك بـ8000 ريال و6000 ريال لكن اقل سعر يمكن أن يجده المشتري يكون 3000 ريال أما الفانيلات فبعضها بـ6000 ريال والمتوسط بـ4000 ريال والأدنى بـ300 ريال .
الأسواق الشعبية
من ميزات السوق اليمنى أن كل متسوق يمكنه الحصول على الملابس التي يحتاجها حسب قدرته الشرائية ومما لفت انتباهنا تلك المجموعات الكبيرة من البائعين المتجولين في سوق السلام وشعوب وشارع هائل حيث يبيعون باستخدام مكبرات الصوت كل قطعة بـ500 ريال وآخرين بـ350ـ ريالا وتتضمن الملابس فانلات للأطفال وفانلات نسائية وطقم بدلات للأطفال الأصغر سنا عمر سنة وأكثر وهؤلاء يجدون إقبالا منقطع النظير ويشير فهمي العباسي بائع إلى أن هذه الأصناف يتم توفيرها للناس ذوي الدخل المحدود ليكونوا قادرين على شرائها وتوفيرها لأطفالهم وعند سؤالنا له من اين يتم جلبها¿ قال: إنها من بقايا المحلات والمولات من الأعوام الماضية وبعضها أسعارها مخفضة لأنها أصبحت مخزنة من عدة أعوام فيقوم التجار بإخراجها وبيعها بهذه الأسعار.
رخيصة الثمن
في جميع شوارع وأسواق الملابس بصنعاء وجدنا أن المحلات غيرت أثوابها الصيفية الخفيفة ولبست الثقيل الملبي لحاجة كل الأعمار فالفانلات والجواكت والملابس الداخلية والبجامات والكوافي والشيلان الثقيلة تصدرت حركة العرض وتزينت واجهاتها بأحدث موديلات الشتاء فيما تمكنت الأسواق الشعبية من توفير ملابس ثقيلة وجديدة بأسعار منافسة إذ ظهرت لأول مرة تعرف بابو 500 ريال وأقل .
عرض
يبدى المستهلكون إعجابهم بتلك الملابس ولهذا يتسابقون على اقتنائها مما يعزز الطلب عليها حسبما يؤكد حسن دحان مدرس مشيرا إلى أنها جيدة في أسعارها فقد تمكن من شراء بدلة شتوية لطفله بـ350 ريالا واشترى اخرى لولد عمره ثلاث سنوات بـ500 ريال أما عبد المعين الشيباني فقد اشترى بجامة بـ800 ريال وفانلة للولد بـ500 ريال وجاكت بـ1300 ريال .
منافسة
لا تقتصر الملابس الشتوية ذات الأسعار المنخفضة على الأسواق الشعبية أو البائعين المتجولين فحسب بل برزت في الآونة الأخيرة مولات كبيرة وحديثة متخصصة في بيع الملابس بأسعار تبدأ 500 ريال إلى 1000 ريال وهذه دخلت على خط المنافسة بقوة خصوصا هذه الأيام الشتوية القارصة وتعد المولات هذه كبيرة الحجم وذات مساحة تفوق 3000 متر مربع مكونة من عدة طوابق وهو امر جعل مسألة بيعها ملايين القطع في اليوم وارداٍ مما اشعل منافسة في السوق اليمنية على بيع ملابس من ابو 500 ريال بقوة .
إقبال
تقبل الأسر اليمنية على شراء الملابس منخفضة التكلفة بشغف مستغلة السعر الذي ترى انه مناسب من وجهة نظرها ويعلل هذا الإقبال المتزايد من يوم لآخر على التسوق من هذه المحلات بالأسعار المغرية والمناسبة لقدرة رب الأسرة الاقتصادية.. حيث يرى فؤاد العريقي أن الأسعار مناسبة جدا للأسر الفقيرة إذ يمكنها شراء ملابس شتوية تكفيها لهذا الموسم وغيره وهذا أمر جعل التجار اليمنيين يجوبون دول العالم بحثا عن ملابس منخفضة التكلفة كما يقولون .
مولات
لاتقتصر المنافسة على بيع الملابس الشتوية فقط بل تواصل المولات مساعيها لتوفير طلبات المستهلكين من كافة الملابس بشكل عام.. ويقول مدير احد المولات بشارع الستين الجنوبي: إن المول صمم لتوفير ملابس بهذه الأسعار دون تمييز ويقدم خدماته على هذا الأساس فهناك القمصان الرجالية وبنطلونات وغيرها وكذلك للأولاد والنساء والأطفال.
الواردات
معظم الملابس الشتوية التي تباع بأسعار منخفضة التكلفة في السوق اليمنية مصنوعة في الصين وهي من النوع المصنوع من الخيوط الصوفية وهي تصنع في مصانع التريكو والتي اقتبست صناعة البلوفرات أي الفانلات من حياكتها من النساء بواسطة الإبر الطويلة سابقا فقد أنشئت مصانع عملاقة تصنع ملايين القطع في اليوم في الصين نظرا لإدخال الآلات الحديثة التي تدار بالكمبيوتر ذات المواصفات التي تمكنها من خياطة وحياكة ملايين القطع نظرا لتوفر المستلزمات والطاقة والأيدي العاملة المؤهلة وتستقبل الأسواق اليمنية منتجات صينية من تلك الأقمشة المنسوجة بخيط شعيراتها اصطناعية بما يصل إلى 5 مليارات و 860 مليون ريال وهناك ألبسة أخرى نسائية وللأولاد بقيمة 11 ملياراٍ و822 مليون ريال حسب بيانات التجارة الخارجية للعام 2013م
وتوضح الأرقام أن قيمة واردات اليمن من الملابس وملحقاتها بلغت في العام 2011م 9 مليارات و10 ملايين ريال ارتفعت الى 17 مليارا و779 مليون ريال في 2012م ووصلت في العام 2013م إلى 19 مليارا و589 مليون ريال أما ما يتعلق بالغزل والمنسوجات الأخرى فقد وصلت قيمة الواردات منها في 2011م إلى 13 مليارا و909 ملايين ريال وارتفعت إلى 22 مليارا و370 مليون ريال في العام 2012م ثم وصلت في العام 2013م إلى 26 مليارا و62 مليون ريال.