
فنون / أسماء حيدر البزاز –
يعتبر النشيد الإسلامي بوابة أساسية في تعزيز القيم والأخلاق النبوية في مجتمعنا وهي رسالة فنية رائعة تبرز جوانب عدة من الأبعاد الإنسانية لمولد خير البشرية بطريقة سلسة وحس جميل تطرب به القلوب وتستشعر عظمته العقول , ومن هذا المنطلق ظل النشيد الإسلامي بكل تراثه وألوانه رفيقا جميلا لاحتفالات بلداننا بمولد سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم , حيث أصبح للنشيد أهمية كبرى تصدى لهذا اللون من الغناء كبار المشايخ والمنشدين الذين كانوا يحيون المولد النبوي في ذكراه من كل عام . وتطورت قوالب هذا الفن فأصبحت له أشكال متعددة وأسماء كثيرة تمجöد الدين الحنيف وتدعو لوحدة المسلمين وتشجب الرذيلة وتدعو إلى الفضيلة وتمدح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم وتعزز في النفوس قيمه ورسالته).
ألوان فنية
وللأناشيد ألوانها المتعددة كالصنعاني والحضرمي واليافعي وغيرها من الألوان الأخرى التي تحمل سمات مختلفة بحسب المكان والبيئة ويعد هذا الفن من أبرز الفنون وأهم أعمدة الموروث الثقافي الذي تزخر به اليمن وتمتلك منه كما هائلا موزعا في مختلف المحافظات فهناك الموشحات البديعة التي تبهرك ببيان معانيها وأسمى تجلياتها لما تحويه من كلمات ملتزمة ونصائح أخلاقية مؤثره تعلم السماحة والإخلاص والإيمان بترانيم روحانية عذبة تحاكي الوجدان وتهذب الذوق والنفس في تجليات الرسالة النبوية الخالدة .
تراث زاخر
أكد الباحثون أن قوة الموشح اليمني تكمن في صوره البلاغية المتسقة مع الشعر الحميني المتناغم مع الشعر الفصيح وتنوع الحانة التي تأسر الألباب
هذا الفن التراثي الغني الذي توارثه اليمنيون جيلا بعد جيل لحنا وكلمات لمجموعة من الشعراء والمنشدين الذين عاشوا في فترات زمنية مختلفة منها ما احتفظ بنمطه دون تغيير ومنها ما تطور نتيجة العوامل الزمنية التي فرضت نفسها على الحياة بكل متغيراتها تميز هذا الفن بالأداء الإنشادي اللافت بصدق اندماجه مع الكلمات المعبرة واعتماد المنشدين الكلي على رخامة أصواتهم وجلجلة حناجرهم التي تغنيهم عن الاستعانة بأي مؤثرات أو أي آلات موسيقية سواء كانت وترية أو دفوفا أو أي آلة أخرى .. ويلاحظ أن من العادات الجميلة التي يحرص هؤلاء المنشدون على التحلي بها أثناء إنشادهم هو التزامهم بلباسهم التراثي المميز بشكل يضاف إلى روحانية هذا اليوم الذي تحتفل فيه البشرية جمعاء بمولد الحرية والعدل والمساواة.
رسالة دينية
لم يظل النشيد الإسلامي رهين الطرب والاستمتاع فقد انتقل الإنشاد من الارتجال والتطريب إلى التعبير والتأثير وكان مدرسة تربوية وأخلاقية ودينية تكشف تفاصيل عدة من جوانب النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم معلما للأجيال كقدوة حية على مختلف الأزمان وتكونت فرق خاصة بأداء هذا اللون تسمى “فرق إنشادية” وبمختلف الألوان.
وله من الاستحداثات التي رافقت الدراما والفيديو كليب والأشرطة بإيقاع أو بدونه بعد أن كانت بدايته مع بداية الأذان حيث كان بلال المؤذن يجود بها كل يوم خمس مرات ويرتلها ترتيلا حسنا بصوت جميل جذاب ومن هنا جاءت فكرة الأصوات الندية في التغني بالأشعار الإسلامية ثم تطور الأمر على أيدي المؤذنين في الشام ومصر والعراق وغيرها من البلدان وأصبح له قوالب متعددة وطرائق شتى.
سلام عليك
إن القيم الدينية والأخلاقية هي أبرز رسالة للأناشيد النبوية , وفي الختام نهدي إحداها ترحيبا وابتهاجا بمولد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم :
يا نبي سلام عليك***يارسول سلام عليك
ياحبيب سلام عليك***صلوات الله عليك
أشرق البدر علينا*** فاختفت منه البدور
مثل حسنك مارأينا*** قط يا بدر السرورö
أنت شمس انت بدر*** أنت نور فوق نورö
أنت إكسير وغالö***أنت مصباح الصدورö
ما رأينا العيس حنت***بالسرى إلا إليك
والغمامة قد أظلت***والملا صلوا عليك
وأتاك عود يبكي***و تذلل بين يديك
واستجارت يا حبيبي***عندك الظبي النفور
عندما شدوا المحامل***وتنادوا للرحيلö
جئتهم والدمع سائل***قلت قف لي يا دليل
وتحمل لي رسائل*** أيها الشوق الجزيل
نحو هاتيك المنازل***في العشي والبكورö