قالت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” في تقرير لها عن ضحايا العنف في العراق خلال العام 2014م الماضي إن عدد هؤلاء الضحايا منذ الأول من (يناير) ولغاية 31 (ديسمبر) الماضيين قد بلغ 35408 مدنيين بينهم 12282 قتيلا و23126 جريحا. وأوضحت أن عدد الضحايا من المدنيين والشرطة عام 2014م كان أعلى من عدد الضحايا عام 2008م الذي سجل سقوط 26965 مدنيا بينهم 6787 قتيلا و20178 جريحا معتبرة ذلك هو الأسوأ الذي مر به العراق منذ أعمال العنف الطائفية التي شهدها العراق بين عامي 2006م و 2007م.
وفي تفاصيل أعداد ضحايا العنف خلال الشهر الأخير من عام 2014 فقد سجلت بعثة الأمم المتحدة مقتل وإصابة 2969 عراقيا خلال شهر ديسمبر الماضي بينهم 1101 قتيل و1868 جريحا بانخفاض 697 عن العدد المسجل خلال الشهر الذي سبقه (نوفمبر) الذي سجل عدد ضحايا بلغ 3666 قتيلا ومصابا.
وأوضحت بعثة “يونامي” أن شهر (يونيو) الماضي سجل أعلى عدد من الضحايا في عام 2014م بما فيهم بمحافظة الانبار الغربية بعدد 4126 مدنيا توزعوا بين 1775 قتيلا وإصابة 2351 آخرين .
وأضافت أنه منذ الأول من يونيو الماضي عندما انتشر العنف المسلح من الأنبار إلى مناطق أخرى من العراق وإلى 31 ديسمبر الماضي كان هناك ما مجموعه 22292 من ضحايا المدنيين توزعوا بين 8481 قتيلا وإصابة 13811 جريحا بينهم أفراد من الشرطة بما في ذلك الأنبار. وقالت انه في كانون كانت العاصمة بغداد المحافظة الأكثر تضررا مع سقوط 1015 ضحية من المدنيين توزعوا بين 320 قتيلا و731 جريحا .
وتعليقا على أرقام ضحايا العنف هؤلاء قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف أن المواطن العادي من العراقيين مازال يعاني من العنف والإرهاب حيث شهد عام 2014م أكبر عدد من الضحايا منذ بدء أعمال العنف في الفترة 2006م-2007م … مشددا على أن “هذه حالة محزنة جدا”. ودعا جميع الأطراف السياسية الفاعلة في العراق إلى العمل معا وإيجاد حلول سلمية للمشاكل التي تواجه البلاد… وأضاف: “يحدوني الأمل في أن يكون عام 2015م الحالي أفضل للعراق”.
وعلى الصعيد نفسه قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية :إن البلاد شهدت عام 2014م حوالي حالة اختطاف 4583. وقالت إنها لاحظت ارتفاعا كبيرا في هذه الظاهرة الخطيرة مؤكدة أن عدد المخطوفين من النساء والرجال والأطفال خلال العام 2014م بلغ 4583 مختطفا. وأوضحت أن أغلب المخطوفين ما زال مصيرهم مجهولا… داعية الحكومة العراقية إلى “تشكيل خلية من جميع المؤسسات المعنية لمتابعة قضايا الخطف والسبل الكفيلة للحد منها”. وطالبت الأجهزة الأمنية بالتعاون مع قوات التحالف في القبض على جميع المجرمين وكذلك اتخاذ إجراءات كفيلة بتحرير النساء المخطوفات لدى داعش من المسلمات والإيزيديات . وناشدت المفوضية الوزارات المعنية باستحداث برامج تأهيلية نفسية للناجين من المخطوفين والمخطوفات .
من جهته وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة إلى العراقيين أمس الأول لمناسبة رأس السنة الجديدة عام 2014م بأنه كان “أصعب الأعوام وأقساها على العراقيين بفعل الهجمة الوحشية لعصابات داعش الإرهابية”. فقد بدأ عام 2014م بشكل متوتر مع سيطرة مسلحين مناهضين للحكومة بينهم عناصر من تنظيم القاعدة على مناطق في محافظة الأنبار أبرزها عاصمتها الرمادي ومدينة الفلوجة وذلك إثر قيام القوات الأمنية بفض اعتصام مناهض لحكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قرب الرمادي نهاية عام 2013م.
وتعهد العبادي في كلمته باستعادة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم وقال “عقدنا العزف على أن يكون عام 2015م عام تطهير كامل الأراضي العراقية وإعادة النازحين إلى ديارهم وإنهاء معاناتهم والبدء بعملية بناء إعمار المدن المحررة”.
وتصاعد التوتر في البلاد منذ ذلك الحين وبلغ ذروته في (يونيو) الماضي مع الهجوم الكاسح الذي شنه تنظيم “داعش” والذي تمكن خلال أيام من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد أبرزها الموصل كبرى مدن الشمال البلاد إضافة إلى مناطق في محافظات الانبار وصلاح الدين ودي إلى وكركوك.
ومع اقتراب التنظيم في (أغسطس) من حدود إقليم كردستان الشمالي فقد بدأ تحالف دولي بقيادة واشنطن شن ضربات جوية ضد التنظيم في العراق توسعت في (سبتمبر) الماضي لتشمل مناطق تواجده في سوريا المجاورة. ويعمل التحالف حاليا على تدريب القوات الأمنية العراقية والكردية على استعادة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
Prev Post
قد يعجبك ايضا