الإöنسان والبيئة الطبيعية في اليمن

سامي الشاطبي –
هواء نقي:
ثمة إصدارات تعتبر قديمة لِـكن ميزه إصدارنا هذا انه طرح مشكلات بيئية خطرة ستتعرض له البلد ما لم تقم بمعالجتها..وها هي المشكلات التي اْهمل معالجتها عام إصدار الكتاب اندلعت بعد عقد ونيف من إصداره!
عنوان الإصدار (الإنسِان والبيئة الطبيعية في اليمن تعايش أم صراع من أجل البقاء.) لمؤلفه نبيل عبد اللطيف عبادي صدر عام 1413هـ/1993م عن دار المعرفة في (98) صفحة وقد تنبأ المؤلف بوقوع عدد من المشكلات البيئية في العقود التالية لعام الإصدار في حال لم يتم معالجتها..وبالفعل يبدو أن توقعات المؤلف التي استخلصها عن خبرة ودراية ومعرفة كانت صحيحة وفي محلها.
مفاهيم قبل الانذار:
توزع الإصدار على ثلاثة فصول ..في الفصل الأول ناقش بعض المفاهيم البيئية التي كثيراٍ ما سترد في الفصول اللاحقة وقد هدف من ايضاحها بشكل لا يجعلها مستعصية على غير المتخصص و”الذي من المؤكد انه قد تطرقت إلِى مسامع القارئ العادي عبارات البيئة الطبيعية والتوازن الطبيعي الموارد الطبيعية المشكلات البيئية صـ12″
من هذه التعريفات والمفاهيم والتي يجهلها الكثير مفهوم البيئة الطبيعية بمفهومها العام والبيئة البشرية والمشيدة والطبيعية ..الطبيعية وتعني كل ما يحيط بالإنسِان من ظواهر ليس له أي دور في وجودها …والموارد الطبيعية وهي المادة التي لا تفنى ولا تستحدث كالحديد ..والمشكلات البيئية..الخ
ناقوس الخطر:
يدق نبيل عبادي ناقوس الخطر مناقشا في الفصل الثاني وبكثير من الحرفية عددا من الممارسات البشرية التي تْنتج عن اثاراٍ بيئية ضارة.. محدداٍ هذه الممارسات بصورها الواقعية وتمر من دون ان ندرك ما يمكن ان تتسبب فيه من كوارث
من هذه المخاطر ” إزالة الغطاء النباتي الطبيعي لشريط من ساحل ابين في عدن يمتد من قرب المطار إلِى مستشفى الجمهوري وزارعة شتلات الجوز.صـ30..” والتي أدت إلِى تدمير بيئة متكاملة وبكفاءة عالية باعتبار “ان المواقع التي تتغطى بالنباتات لا تتحرك فيها الرمال حيث تلعب الحشائش الاعشاب دورا عظيما في تجميع الرمال صـ31”
بلد بلا غزلان:
وكمثل اخر على المشكلات البيئية التي خلفها جهل الإنسِان وسيتعرض بسببها لكثير من المشكلات “الابادة المتسارعة للغزلان الجبلية في عموم مناطق البلاد..في يوم ما كان الغزال الجبلي من اكثر الحفريات البرية انتشارا في كل المناطق المناسبة من البلاد ولِـكن الأمر اليوم يختلف كثيرا اذا ابيدت هذه الغزلان ولم تعد تتواجد سوى في بقع متناثرة هنا وهناك وبأعداد قليلة صـ42”
معالجات الوقت الضائع:
ناقش الجوانب المتعلقة باتخاذ تدابير عملية لتنفيذ مهمات حماية البيئة من حيث بناء المؤسسات وإعداد الخطط الوطنية وتبنى برامج ابحاث علمية وتشريعات وتوعية بيئية تخدم كلا الغرضين حماية البيئة واستمرار التنمية ولِـكن في الاطار البيئي..
من هذه التدابير والتوصيات والتي مع الاسف لم يعمل بها حتى الساعة ولو عمل بـ10% منها لكانت البلاد محروسة من التعرض لكومة المشاكل البيئية التي تعاني الامرين بسببها
اتجاهات العمل المطلوبة لإعداد إستراتيجية وطنية لحماية البيئة الطبيعية ..1- الأخذ في الحسبان الاعتبارات البيئية 2-بناء المؤسسات المناط بها حماية البيئية 3- إصدار التشريعات البيئية 4- ضمان المشاركة الجماهيرية بإتباع اساليب التوعية البيئية 5- تدعيم الأبحاث العلمية..صـ66″
مؤكداٍ بان الوصول إلِى تحقيق تلك المهمات يستلزم ان تكون هناك خطط عملية سواء عل المستوى الوطني او المحلي مقدما خطة متكاملة بهذا الخصوص..
أسئلة حيرى:
هل كان نبيل عبادي في كتابه الإنسِان والبيئة الطبيعية في اليمن مدركا – مثل إدراكه للمشكلات المستقبلية التي ستحل لا محالة- لحجم اللامبالة والتجاهل واللتان سيتعرض لهما الكتاب عقب صدوره.¿ هذا سؤال لا يحتاج لإجابة لان الطبيعة التي جبلت عليها مؤسسات الدولة في التجاهل تكاد تشكل ظاهرة عامة راسخة رسوخ جبال ثرا وعيبان ونقم!
عبادي..ثروة بيئية:
ختاما لنبيل عبادي والذي ولد 1956 م ونشأ ودرس في مدينة عدن اشتغالات في المجال منها عمله عام 1397هـ/1973م رئيسٍا مؤسسٍا لجمعية البيئة في كلية الزراعة بجامعة عدن ثم رئيسٍا مؤسسٍا لشعبة أبحاث الحياة البرية في مركز الأبحاث الزراعية في محافظة أبين عام 1401هـ/1981م ثم مديرٍا لإدارة الحيوانات البرية في وزارة الزراعة عام 1410هـ/1990م ثم انتدابه للعمل في مجلس حماية البيئة حتى عام 1412هـ/1992م ثم تفرغه للعمل كباحث مستقل عام 1415هـ/1995م وإلِى جانب ذلك أسس مركز (عبادي) للدراسات والنشر في مدينة صنعاء كامتداد لمكتبة الحاج (عبادي) التي كانت في مدينة عدن وعمل فيها على نشر الكثير من الكتب في مختلف المجالات..منن مؤلفاته ذات الصلة 1ـ الطيور اليمنية: نماذج من طيور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. صدر عام 1409هـ/1989م. 2ـ حيوانات اليمن: الجزء الأول: الثدييات البرية اليمنية. صدر عام 1413هـ/1993م. 3ـ حيوانات اليمن: الجزء الثاني: البرمائيات والزواحف. صدر عام 1416هـ/1996م. 4ـ أشجار وشجيرات اليمن: كتاب مشترك. صدر عام 1417هـ/1997م. 5ـ الخطر الأسود: ظاهرة انتشار الغربان المنزلية في البيئة اليمنية. صدر عام 1418هـ/1998م. ومؤلفات أخرى في الأدب والفكر وهو أول من قام بتأسيس نواة متحف للحياة الطبيعية في اليمن.

قد يعجبك ايضا